سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انهيار معنويات مقاتلي حزب الله عقب الهزائم الأخيرة ونصرالله يحاول ترميمها اختياره «عيد الغدير» موعدا لزيارته يؤكد الصراع المذهبي.. والمعارك تنهي «أسطورة الحزب الذي لا يقهر»
التقى أمين عام حزب الله حسن نصرالله في زيارة سرية لمقاتليه شرق لبنان بغية ترميم معنويات عناصره على تلك الجبهات خصوصا, التي انحدرت عقب الخسائر البشرية التي تعرض لها الحزب شرق لبنان او على الساحة السورية, والذين هددوا بالامتناع عن العودة لمراكزهم ما لم يصار الى تأمين أدنى مقوّمات الصمود كالسلاح النوعي الذي يمكّنهم من الدفاع عن انفسهم, وكذلك تأمين اسعاف الجرحى, وجاءت زيارة نصر الله, يوم عيد الغدير، في اشارة لا تخلو من دلالة في صراع ملتبس مذهبيا. توتر وتفكك وتؤكد معلومات حصلت عليها «اليوم» ان هناك حالة توتر وتفكك وهبوط بالمعنويات لدى كوادر وعناصر حزب الله في البقاع ومحور القلمون، خاصة وأن اسطورة حزب الله الذي لا يقهر انتهت بعد الهزائم الاخيرة التي الحقت ب«حزب الله» في اكثر من موقع في قرى ريف دمشق وتحديدا في القلمون، كان لا بد من اعادة رفع معنويات عناصر الحزب بأي طريقة, خاصة بعد رفض عدد غير قليل الالتحاق بمراكزهم بعد الاجازة. وتؤكد مصادر خاصة أن حسن نصرالله وبعد سقوط ما يقارب خمسين عنصرا خلال شهر واحد في القلمون, قرر عقد لقاء مع عدد من كوادر وعناصر الحزب في احدى قرى القلمون السورية, بهدف رفع رفع معنويات عناصره في تلك الجبهات. تهديدات مسلحي الحزب وتقول المصادر ان نصرالله استمع لمطالب العديد من العناصر والتي كانت تصب بمعظمها في خانة الاعتراضات، مثل عدم تأمين أدنى مقوّمات الصمود كالسلاح النوعي الذي يمكّنهم من الدفاع عن انفسهم اثناء عمليات الهجوم التي يتعرضون لها بالإضافة لتهديد بعضهم بالامتناع عن العودة الى مراكزهم في حال لم يُصار الى معالجة موضوع اسعاف الجرحى الذين يتعرضون لإصابات في القلمون بالشكل المطلوب، وتأمين غطاء ناري لانسحابهم من أماكنهم. وقد وعد نصرالله بتصحيح جميع الاخطاء التي تُرتكب على هذه الجبهات مع معاودة السماح بمنح مأذونيات للمقاتلين بعد انقطاع لأكثر من خمسة اشهر. ولفتت المصادر الى ان اللقاء استمر نحو الساعة, حضّ خلاله نصرالله عناصره على المزيد من الجديّة والشجاعة قائلاً «ان هذه الحرب طويلة ونحن طرف اساسي فيها ولا مكان للتراجع, اعلموا ان النصر حليفنا وأنتم لا تقلّون شأنا عن اخوانكم المرابطين عند جبال وتلال الجنوب في وجه اسرائيل, وإن شهداءنا الذين يسقطون على هذه الارض في المرتبة نفسها مع الشهداء الذين يسقطون في مواجهة اسرائيل في اي منطقة». تحركات غريبة وتُشير معلومات من البقاع الى ان بعض اهالي القرى الواقعة على الحدود مع سوريا لاحظوا ليل الجمعة الفائت تحركات غريبة, ما يشير الى أن نصرالله قضى ليلة او اكثر في احدى القرى البقاعية قبل لقائه بكوادر الحزب في القلمون. وتُرجّح المعلومات انه قد يكون توجّه الى هناك بعد معركة جرود عرسال الاخيرة التي سقط فيها اكثر من عشرين عنصرا من الحزب بالإضافة الى وقوع اسير بيد الجيش السوري الحر. ومن المرجح ان يكون اللقاء قد عُقد ظهر السبت الماضي او الاحد على ابعد تقدير. انتكاسات متلاحقة وتؤكد المعلومات ان معنويّات عناصر «حزب الله» المتواجدة في القلمون تراجعت بعد الانتكاسات المتلاحقة التي تعرض لها الحزب مؤخرا، وإلا ما كان نصرالله ليُعرّض امنه الشخصي للخطر ولذلك فإن هذا اللقاء الذي يمكن ان تتبعه لقاءات أخرى جاء في توقيته في ظل حالات اللا توازن التي تمر بها قيادة «حزب الله», وحالات الاعتراض التي يُبديها اهالي عناصر الحزب الموجودون في سوريا جرّاء ما يتعرّض له أبناؤهم حيث يُصار لوضعهم في المواجهة مباشرة رغم قلّة خبرتهم القتالية. وتشير الوقائع الميدانية في محيط عرسال، امتداداً الى الحدود السورية، الى ان المجموعات السورية المسلحة ليست في وضعية عسكرية سيّئة، وان ما يقال عن محاصرة هذه المجموعات ومنع الامدادات عنها ليس صحيحًا، سواء من جهة عرسال من خلال الجيش او حزب الله، او من جهة مناطق القلمون ومنطقة الزبداني تحديدا من خلال الجيش السوري وحزب الله. وتشير مصادر خبيرة ومتابعة لما يجرى من تطورات عسكرية في تلك المناطق الى ان حركة هذه المجموعات تظهر انها تمسك بزمام المبادرة، لافتة الى ان المعارك في جرود بريتال، قبل نحو عشرة ايام، كشفت انها لا تقاتل قتال اليائس بل انها قادرة في وضح النهار على مهاجمة مواقع عسكرية لحزب الله واحتلالها لساعات قليلة، لتوجه من خلالها رسائل سياسية كان لها تأثير في مسار المفاوضات حول الجنود اللبنانيين المخطوفين لديها. استنزاف الحزب وأضافت المعلومات: ان ما جرى في جرود عرسال وفي المدينة نفسها ولاحقا في جرود بريتال، محاولة من قبل هذه الجماعات المسلحة لتفريغ الانتصار العسكري الذي حققه حزب الله في القلمون، عبر خلق خاصرة رخوة له في العمق اللبناني. ففي المشهد الاخير انتقل حزب الله من حالة الهجوم وتحقيق الانتصارات (القصير ويبرود...) الى مرحلة الدفاع والاستنزاف والدخول في متاهة حرب العصابات على مساحة جغرافية ممتدة من الزبداني الى حمص، اي ما يساوي مساحة لبنان واكثر. وأكدت المعلومات ان تطور ميزان القوى وحركة الصراع اليوم ليسا لمصلحة حزب الله والنظام السوري في منطقة فليطا وعسال الورد، واطراف المعارضة العسكرية تحاول تعديل ميزان القوى لصالحها في منطقة القلمون عموما. وتعتقد المصادر نفسها، ان هذه المناطق دخلت في نمط جديد من القتال يصعب، ضمن المعطيات المتوفرة حاليًا، ان ينجح حزب الله والنظام السوري في انهاء هذه المجموعات ووقف تناميها، كما يصعب على هذه المجموعات نفسها انهاء وجود الجيش السوري وحزب الله، ولكن ضمن معيار الاستنزاف تبقى الارجحية لهذه المجموعات الناشئة والفتية والتي تقاتل على ارضها. قلق الاهالي ويتابع أبناء البلدات والقرى الشيعية المحيطة بمدينة بعلبك بقلق تدفق آلاف المقاتلين من جبهة النصرة او تنظيم «داعش» مستقبلا نحو مناطقهم, وهو ما تستبعده تلك المصادر، معربة عن اعتقادها بأن زخم الحرب الفعلية مع حزب الله سيبقى في القلمون مع استخدام مدروس لهذه الجماعات للخاصرة اللبنانية الرخوة, ولا يغيب عن بال ابناء هذه المناطق الاشارة الى الارباك الذي سببه قتال هذه المجموعات داخل الاراضي اللبنانية، على مقاتلي حزب الله، اذ تلفت الى اتهامات معلنة، ويتم تداولها على نطاق واسع وانطلقت من داخل الحزب، وتساق الى بعض مسؤوليه العسكريين في البقاع والقلمون، من تقصير او سوء في ادارة المواجهة العسكرية الاخيرة التي خاضها في جرود بريتال وفي عسال الورد، أدت الى ما أدت اليه من خسائر بشرية ومادية ومعنوية. صراع ملتبس مذهبيا واختار نصر الله يوم الاحد الماضي، يوم عيد الغدير، لزيارة المنطقة والاجتماع بالكوادر العسكرية في بعلبك, في اشارة لا تخلو من دلالة في صراع ملتبس مذهبيا. لكن الاهم، بحسب المصادر المتابعة، هو ان نصرالله اكد هدف قتال حزبه، وهو الخلاص من «التكفيريين» سواء في المقلب اللبناني من الحدود او في المقلب السوري منها وتحديدا في القلمون. واستهدفت زيارة نصرالله شدّ أزر مقاتليه وضبط الانفعالات بين الكوادر العسكرية، ورفع الروح القتالية, والاستعداد لاشهر طويلة من القتال مع «التكفيريين»، ان لم يكن لسنوات. والتطورات العسكرية المرجحة بعد موقعتي جردي عرسال وبريتال، استنادا الى مصدر اسلامي شمالي قريب من هذه الجماعات، «تنطوي على ظاهرة التكفير والهجرة، عبر تحول هذه المناطق الجردية، التي تنتشر فيها جماعات معادية لحزب الله، الى محور جذب لبعض الطامحين الى قتاله في البيئة السنيّة اللبنانية». ويشير الى مثال الشيخ مصطفى الحجيري، الذي انتقل مع مناصريه من بلدة عرسال الى الجرود بعد صدور مذكرة القاء قبض عليه من السلطات القضائية اللبنانية.