«أنا كلما تذكرت ان ولدي في المستقبل! بيكتب: أنا ابن لرجل عظيم.... أموت ضحك..!! أمانة لحد يعلمه بشيء!». هذه الطرفة تحكي حال كثير ممن لا يحرص على ما سيورثه لأبنائه من سمعة، تستحق أن يكتب معها الابن: أنا ابن لرجل عظيم! أو يطأطئ رأسه عندما يسمع اسم والده! بعض الناس متوفى من سنوات، ومع ذلك لا يزال حياً بأفعاله، وكلما جاء ذكر اسمه سمعت: رحمه الله! غفر الله له! ونعم الرجل!، وبعض المتوفين عندما يرد ذكر اسمه، رأيت تغير الوجوه ولن يتكلم إلا من يستحي فقط وأقصى ما سيقوله: الله يرحم أموات المسلمين! المدير الذي سيحول إدارته إلى مزرعة خاصة، يبعد عنها الكفاءات ويقرّب أصحاب العلاقات، سيتقاعد ثم سيرحل ولن يترك لأبنائه وموظفيه شيئاً يفخرون به! والموظف الذي يتفنن في تعقيد مراجعيه، ويظن أن هذا هو الأسلوب الصحيح، لن يكسب أبداً دعواتهم ولا ثناءهم الحسن! ومن يتساهل في سلوكياته ومعصية ربه، سيعرض أبناءه للمخاطر ولن يترك لهم ما يشرفهم! من جميل ما قرأت ما ذكره جمع من المفسرين في تفسير قصة الغلامين اليتيمين اللذين أنقذهما الله بالخضر عليه السلام، فرفع لهما الجدار الذي كان تحته كنزهما أثناء رحلته مع نبي الله موسى عليه السلام وذكر السبب بأنه (وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري) أن هذا الأب الصالح ليس هو أبوهما المباشر، بل سابع جد! وصلاح هذا الجد البعيد وصلت آثاره إلى أحفاد الأحفاد! إذن أصلح نفسك! اخدم غيرك! ازرع سمعة حسنة! تجن ثمارها أنت وأولادك! وإلا فستموت بتوقف قلبك! وقد تموت قبل ذلك! متخصص بالشأن الاجتماعي