بلغ زوار شاطئ العقير السياحي خلال أيام عيد الأضحى المبارك مائة وتسعين ألف زائر، وفقاً لإحصائية أعلنتها أمانة محافظة الأحساء، استمتعوا بما سخرته الأمانة من مشروعات سياحية أنجز البعض منها وبعضها الآخر تحت الإنشاء، ولعل من الملاحظ أن هذا الشاطئ يشهد تطوراً متنامياً مع مرور الوقت تحول بموجبه إلى محطة جذب سياحي يؤكده أعداد المرتادين سواء من أبناء محافظة الأحساء أو من أبناء مدن المملكة القريبة والبعيدة من المحافظة أو من أبناء الدول الخليجية المحاذية لها، فثمة مشروعات سياحية هامة أنجزت على الشاطئ لعل أهمها مشروع المسرح الروماني الذي اكتمل إنشاؤه مؤخراً ومن المنتظر أن تدب على خشبته أنشطة مسرحيات هامة لاسيما تلك المعدة من قبل فرع جمعية الفنون والثقافة بالمحافظة. وإذا كانت مشروعات الشاطئ المتعددة ما أنجز منها وما هو قيد الإنشاء تمثل نقلة سياحية نوعية مشهودة بدليل ما وصلت إليه أعداد المرتادين في أيام عيد الأضحى المبارك، وما تصل إليه أعدادهم في الأيام المعتادة فإن ذلك مدعاة للتساؤل عن دور القطاع الخاص الذي لا يزال مفقوداً ولا أثر له على هذا الشاطئ الجميل، الذي تحول بالفعل إلى مرفق سياحي هام من مرافق محافظة الأحساء التي يشار لها بالبنان . لم تقصر الأمانة في وضع اللبنات التحتية الضرورية لقيام مشروعات سياحية حيوية على هذا الشاطئ، غير أن القطاع الخاص لايحرك ساكناً حيال توظيف جزء من أمواله في مشروعات يمكن إقامتها بعد دراسة جدواها الاقتصادية على هذا الشاطئ الحيوي ليستفيد منها رجالات الأعمال من جانب ويستفيد من مرافقها المرتادين الذين تزداد أعدادهم بمضي الوقت من جانب آخر . صحيح أن أمانة محافظة الأحساء أنجزت عدة مشروعات هامة أدت الى توفير بيئة مناسبة ومتاحة لجذب السياح إلى هذا الشاطئ من سكان المحافظة ومن خارجها، غير أن تلك الإنجازات رغم فعالياتها المشهودة غير كافية لتحويل شاطئ العقير إلى محطة جذب للسياح مالم يتحرك القطاع الخاص ليمارس دوره المأمول على تراب هذا الشاطئ الجميل. وهو دور يتمثل في إقامة مشروعات سياحية اقتصادية كإقامة المنتجعات والفنادق والشقق المفروشة ومدن الألعاب ونحوها من المشروعات السياحية المتعددة التي لو أنجزت لتغيرت أوضاع الشاطئ رأساً على عقب، وهو تغير إلى الأفضل والأمثل، لاسيما أن أمانة محافظة الأحساء بذلت قصارى جهدها لإنفاذ العديد من المشروعات التي لها صفة سياحية صرفة كما هو مشهود على أرض الشاطئ . ولو ألقى رجالات أعمالنا نظرة عجلى على المرافق السياحية في العديد من دول العالم شرقيها وغربيها، لاكتشفوا دون مشقة وعناء أن القطاع الخاص يلعب دوراً حيوياً وهاماً في إحياء تلك المرافق وإنعاشها، ويبدو من الواضح أن شاطئ العقير سوف يتحول بالفعل في القريب العاجل إلى منتجع سياحي هام، وهذا ما يؤكد أهمية دور القطاع الخاص للمساهمة الفاعلة والجادة لإنشاء مشروعات سياحية على تراب هذا الشاطئ، والفرص متاحة ومهيأة لقيام العديد من المشروعات التي يعود نفعها على رجالات القطاع الخاص من جانب وعلى الحركة السياحية بمحافظة الأحساء من جانب آخر لا سيما أن لتلك المشروعات مردودات مالية لايمكن تجاهلها أو التغافل عنها . ويمكن الوقوف بسهولة ويسر على تلك المردودات ان شك رجالات الأعمال في امكانية تحقيقها على الأمدين القصير والطويل، بطرح دراسات الجدوى الاقتصادية على أهل الاختصاص، فإن أمكن التوصل إلى جدواها فليشمر رجالات أعمالنا عن سواعدهم ويبدأوا في إنفاذ العديد من المشروعات السياحية الحيوية على هذا الشاطئ، وان اكتشفوا العكس فإن العذر معهم في هذه الحالة لو تقاعسوا أو ترددوا في القيام بإنفاذ مشروعات حيوية سياحية على هذا الشاطئ الجميل التي تعتبر – أي تلك المشروعات – أحد الواجبات الوطنية التي لابد من القيام بها. والشكر موصول من قبل ومن بعد لأمانة محافظة الأحساء التي لم تقصر في بذل جهودها لتنشيط فعاليات شاطئ العقير السياحية، وهي جهود ساهمت بشكل واضح في إسعاد زوار ومرتادي الشاطئ من أبناء محافظة الأحساء وغيرهم من محافظات ومدن المملكة، ومن أبناء الدول الخليجية المتاخمة للأحساء ، فقد كان للأمانة دور تشكر عليه لإنجاح فعاليات مهرجان الشاطئ الذي يقام عادة في المناسبات الدينية كمناسبة عيد الأضحى المبارك. وأعود لأهمس في آذان رجالات أعمالنا بصوت عال بأهمية قيامهم بأدوارهم الحيوية لإنعاش هذا الشاطئ السياحي، وتلك أدوار لا يمكن تجاهل حجمها إن تحققت على أرض الواقع، ولايمكن تجاهل أهميتها لدفع عجلة السياحة الداخلية بمحافظة الأحساء بسرعة إلى الأمام.