في تطور كبير يمثل نقلة نوعية غير مسبوقة في قطاع النفط والغاز في السلطنة، تستعد شركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج للبدء في مرحلة الإنتاج التجاري في حقل غاز أبو طبول ذي المكامن الكتيمة والذي يقع ضمن منطقة الامتياز (60)، وبذلك تصبح أول شركة عمانية تنتج الغاز غير التقليدي بعد نجاحها في استغلال إمكانات الحقل الذي يتواجد ضمن مكامن كتيمة، حيث يحتجز الغاز في مسامات مجهرية بين ثنايا الصخور على عمق كبير، ويزيد أهمية الانجاز أن هذا الحقل يختلف عن معظم حقول الغاز غير التقليدية الأخرى في السلطنة وهو ما يجعل الخبرة التي اكتسبها مهندسو الشركة فريدة من نوعها اذ تعتمد تمامًا على التجربة المحلية ويمكن استخدامها في استغلال حقول النفط والغاز غير التقليدية والتي كان من الصعب في السابق الكشف عن إمكاناتها. وبدأت شركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج والتي تعمل في الشق العلوي، والتابعة لشركة النفط العمانية، خلال الأسبوع الماضي، التشغيل التجريبي لمحطة معالجة الغاز التي أنشئت مؤخراً والتي تعد بداية لإنتاج الغاز غير التقليدي ومعالجته وتصديره إلى شبكة الغاز الحكومية – للمرة الأولى في تاريخ البلاد. ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل العمليات التجارية بالكامل في نهاية أكتوبر باستخدام المحطة التي أنشئت وفق أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال حيث تقدر الاستثمارات بمليار دولار أمريكي حتى الآن ومن المنتظر أن يصل الإنتاج إلى معدل 70 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم بحلول نهاية هذا العام كما سينتج المرفق أيضًا إلى جانب الغاز المكثفات بمعدل 6 آلاف برميل يوميًا خلال الفترة الزمنية نفسها. وأكد سليمان الزكواني مدير المشروع أن هذا الإنجاز الرائد تم في مدة قياسية لم تتجاوز ثلاث سنوات منذ أن استحوذت الشركة على حقل أبو طبول وحققت تقدمًا ملحوظًا في استغلال الحقل من خلال عمليات الاستكشاف والتقييم والتطوير، ويقف هذا الانجاز خير شاهد على ما يتمتع به المشغل العماني من عزيمة قوية لمواصلة المسار رغم كل الصعاب والمعوقات. وأوضح مدير المشروع: عندما أسندت إلينا منطقة الامتياز (60) في أواخر عام 2010، كانت شركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج تعتبر لاعبًا جديدًا في هذه الصناعة، ولكننا تولينا مسؤولية واحد من أكثر مشاريع الغاز غير التقليدي الذي تكتنفه التحديات ليس فقط على مستوى السلطنة بل ربما عالميًا. وحاليًا فإننا نحن نجني ثمار نجاحنا كفريق عمل استطاع الارتقاء إلى المستوى المطلوب لمواجهة التحديات ونفخر بنجاحنا المشهود لأن فريقنا حقق انجازًا غير مسبوق. يذكر أن المنطقة (60)، التي تبلغ مساحتها حوالي 1580 كيلو مترًا مربعًا، وتقع في ولايتي عبري وهيما، يتم تشغيلها من قبل شركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج بنسبة 100% وكانت الشركة قد استحوذت على منطقة الامتياز في ديسمبر عام 2010م بعد أن تخلى المشغل السابق عن المنطقة وبمجرد ان تولت شركة النفط العمانية للاستكشاف مسؤولية المنطقة بدأت جهود الاستكشاف والتقييم والتطوير بشكل فوري لتجنب أي تأخير في الجدول الزمني للمشروع. ومع البدء الوشيك للإنتاج التجاري، فإن شركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج قد انضمت إلى اللاعبين الكبار في قطاع النفط والغاز مثل شركة تنمية نفط عمان، وشركة أوكسيدنتال عمان، وشركة «بي تي تي إي بي»، وهم أكبر المنتجين في قطاع النفط والغاز الذي يُعد المصدر الأهم للدخل وتوليد العائدات المالية بالنسبة للسلطنة. وأكد مدير المشروع أن استغلال إمكانات حقل غاز غير تقليدي يتواجد ضمن مكامن كتيمة، حيث يحتجز الغاز في مسامات مجهرية بين ثنايا الصخور على عمق يصل إلى 4.5 كيلو متر، يُعد انجازًا استثنائيًا وقد استهدفت الآبار ال40 التي حفرتها الشركة حتى الآن الوصول إلى مكمن بارك الذي يتميّز بالصخور الكتيمة مع انخفاض في المسامية والنفاذية مما استوجب تصديع صخور المكمن هيدروليكيًا لتعزيز إنتاجية الآبار - و هذا الانجاز لا يمكن تحقيقه دون المعرفة الصحيحة للمكمن وخصائصه.