حقق مهرجان الأحساء للنخيل والتمور "للتمور وطن 2014" مبيعات من التمور بقيمة إجمالية بلغت نحو 64 مليون ريال حتى تعاملات مزاد أمس، فيما يشهد المزاد كثافة من المستهلكين والمهتمين، مما زاد من ارتفاع مؤشر مبيعات البورصة لجميع الأصناف والتي تجد إقبالا من داخل وخارج المملكة. وبيَّن عدد من الزوار أنَّ المزاد قرّب المسافة بين المستهلكين والمزارعين في موقع واحد بعد أن كان في السنوات الماضية يجد المستهلك عناء في البحث عن تمور ذات جودة عالية، مما سهَّل عليهم شراء احتياجاتهم من التمور بأصنافها المختلفة، وبأسعار معقولة مسجلا حدثا مميزا في تاريخ تسويق تمور الواحة، لتزامن احتضان المزاد لأول مرة أكبر مظلة لتداول التمور على مستوى العالم المتربعة في مدينة الملك عبدالله للتمور الواقعة على طريق العقير، والتي تشهد سلسلة من المشاريع يجري العمل في بعضها حاليا، مُتمنين من الأمانة تكرار مثل هذا المزاد على مستوى المنتجات الزراعية الأحسائية الأخرى بالتعاون مع وزارة الزراعة وغيرها من الجهات ذات العلاقة، معربين عن شكرهم لجهود أمانة الأحساء على تبنيها واهتمامها بقطاع النخيل والتمور، والذي يرتبط بحياة الأحسائيين منذ قديم الأزل، واهتمامها المشهود بدعم ومساندة المزارعين من خلال مشروع مدينة الملك عبدالله للتمور ومدينة الفواكه والخضار، الأمر الذي جعل سوق التمور في المملكة يشهد تطورا في زيادة الإنتاج والجودة. وقال وكيل الأمانة لشئون الخدمات المدير التنفيذي للمهرجان المهندس عبدالله بن محمد العرفج ل "اليوم": قدَّم المزارعون من خلال منصة المزاد منتجاتهم المتنوعة من أصناف ما تجود به أكبر واحة نخيل في العالم من التمور، للمواطنين والمقيمين على أرض المملكة بجودة عالية وثمن مناسب للمزارع والمستهلك والمستثمر، وأشار إلى أن المزاد حقق الغرض منه والمتمثل أساسا في رفع جودة التمور وتسويقها بطريقة احترافية، وتنشيط الحركة التجارية المحلية لسوق التمور وتحسين دخل المزارعين وتعريف الأسواق الخليجية والعربية والعالمية بمنتجات تمور الأحساء المتنوعة المشهود لها بالجودة والنقاء. وأوضح أن تنظيم هذا السوق يأتي في إطار تفعيل استراتيجية تنمية قطاع النخيل على مستوى المملكة، ودعم المزارع، حيث أوجد المزاد منفذا تسويقيا رائدا في هذا المجال، وهو فرصة اقتصادية خلقتها الأمانة وشركاؤها في تنظيم المهرجان، منوها بأن هذه التظاهرة تهدف أيضا إلى تشجيع المزارعين للتوجه نحو ممارسة نشاط مقترن بالجودة، وقال: تعكف الأمانة منذ النسخة الأولى للمهرجان والذي انطلق قبل ثلاثة مواسم على عمل برامج لتوعية الفلاحين بأهمية الجودة، وإبراز الأصناف الأخرى من التمور وعدم التركيز فقط على صنف "الخلاص". المواطن علي السلمان قال: المهرجان فكرة عظيمة أعطت قيمة لتمور الواحة وأعادت هيبة الأسعار إلى مسارها الصحيح، آملا أن تكون النسخة المقبلة طريقا للتصدير إلى الأسواق الآسيوية والعالمية من قبل مدينة الملك عبدالله للتمور، والتي ستكسب التمور أهمية كبرى باعتبارها مركزا خليجيا وعربيا مهما لبيع وشراء التمور، مبينا أنه اشترى ما يحتاجه من التمور خلال الموسم، والذي سيوزِّع جزءا منه كهدايا للأهل والأصدقاء، مؤكدا أن المزاد بحد ذاته يجسِّد الإبداع الأحسائي وحرفته الأصيلة في إنتاج التمور، في حين أفاد المواطن عبدالعزيز الفهيد بأن المزاد وفرّ له دخلا إضافيا من خلال بيع جملة من التمور ثم فرزها بعناية وبيعها مرة أخرى من نافذة المزاد، محققا أرباحا من هذا العمل الشريف، مرجعا الفضل لله ثم للمزاد، مطالبا الشباب الانخراط بقوة في أنشطة المزاد المختلفة.