أدى هبوط أسعار النفط العالمية بنسبة 20% إلى زيادة إقبال الصين أكبر مستهلك للطاقة في العالم على شراء الخام، حيث اشترت بتروتشاينا أكثر من ستة ملايين برميل في أسبوع. وعلى مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة تأثرت أسعار النفط سلبا بوفرة معروض الخام وانخفاض النمو الاقتصادي في الصين وأوروبا، ووصل سعر مزيج برنت هذا الأسبوع إلى أدنى مستوياته في أكثر من عامين. غير أن الأسعار ربما وصلت إلى مستوى يراه مستهلكون مثل الصين ثاني أكبر مستورد للنفط بعد الولاياتالمتحدة جذابا لشراء المزيد من الخام. واشترت تشاينا أويل التابعة لشركة بتروتشاينا المملوكة للدولة ما يعادل 13 شحنة حجم كل منها 500 ألف برميل من نفط الشرق الأوسط العالي الكبريت خلال خمسة أيام تداول فقط هذا الشهر. وقال جوردون كوان رئيس وحدة أبحاث الطاقة الإقليمية لدى نومورا: «في ظل الاقتصاد الصيني المتباطئ لا يوجد سبب للإقبال القوي على شراء النفط أول أمس، سوى أن تشاينا أويل تشتري مزيدا من المخزونات الاستراتيجية للدولة بأسعار متدنية». وأضاف: «يأتي هذا أيضا للتحوط من مخاطر التعافي المحتمل لأسعار النفط الموسمية هذا الشتاء، وقبل الإعلان المحتمل عن خفض الإنتاج أثناء اجتماع أوبك المقبل». وقال تجار: إن الإقبال القوي على الشراء قد يكون ناجما أيضا عن ارتفاع الطلب على الخام العالي الكبريت بعد انتهاء مصفاة بتروتشاينا في منطقة قوانغشي في جنوب غرب الصين من أعمال تجديد. وارتفعت واردات الصين من الخام 8.4% في الأشهر الثمانية الأولى من العام مقارنة مع نفس الفترة من 2013، مع دخول مصاف وصهاريج جديدة لتخزين الاحتياطيات الاستراتيجية حيز التشغيل. ويتجاوز نمو واردات الصين من النفط منذ بداية العام الحالي معدل زيادتها البالغ 4% في 2013. وأثارت كميات النفط الكبيرة التي اشترتها تشاينا أويل على منصة مؤسسة بلاتس للتداول ضجة في السوق وعززت خام دبي القياسي، وهو ما أثار مخاوف شركات التكرير الآسيوية من أن تكاليفها النفطية قد ترتفع بما يقلل من هوامش أرباحها. وقال متعامل مع شركة تكرير في شمال آسيا: «إنهم يزيدون الأمر صعوبة على شركات التكرير... ستزيد أسعار البيع الرسمية السعودية وسترتفع تكاليف التكرير». وتقلصت هوامش أرباح المنتجات النفطية أول أمس الأربعاء بسبب ارتفاع أسعار خام دبي ووفرة المعروض. ونزل سعر برنت إلى 90.57 دولار للبرميل أول أمس مسجلا أدنى مستوى له منذ يونيو حزيران 2012. وتعافى الخام بعد ذلك ليصل إلى نحو 91.50 دولار للبرميل مع تراجع الدولار.