صدت قوات الأمن فجر امس الأربعاء هجوما إرهابيا لعناصر من أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة على عدد من المراكز الحكومية والمقار الأمنية وسط محافظة البيضاء وسط اليمن، وقتل عشرة عناصر من الشرطة في الهجوم، بحسب حصيلة للمستشفى الرئيس في المدينة، فيما دعا وزير الدفاع اليمني الأطراف والقوى السياسية في اليمن إلى تقديم التنازلات من أجل مصلحة اليمن العليا، وعقد زعماء قبليون محليون بعضهم مرتبط بالقاعدة اجتماعا، تقرر خلاله "التصدي لتمدد الحوثيين في المنطقة". هجوم مباغت وقال مصدر أمني بالمحافظة لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" إن "عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي قامت بهجوم مباغت على مدينة البيضاء من اتجاهات عدة في محاولة منها للسيطرة على إدارة أمن المحافظة ومعسكر القوات الخاصة والأمن السياسي ومرافق حكومية أخرى مستخدمة سيارات مفخخة أعقبها اشتباكات عنيفة بين هذه العناصر الإرهابية ورجال الأمن". وأضاف ان "رجال الأمن كانوا لهذه العناصر بالمرصاد وأحبطوا مخططها ودحروها وكبدوها خسائر فادحة"، مؤكدا أنه لم تسقط أية وحدة أمنية في أيدي هذه العناصر المجرمة وأن مطاردة فلول هذه العناصر مستمرة. وشن شخص يعرف باسم ابو دجانة اللحجي هجوما انتحاريا بسيارة مفخخة استهدف مقر قوات الامن الخاصة، ما اسفر عن مقتل تسعة من عناصر هذا الجهاز بحسب مصادر من اجهزة الامن. وبحسب مصادر محلية من محافظة البيضاء، اتى الهجوم بعد اجتماع لزعماء قبليين محليين بعضهم مرتبط بالقاعدة، تقرر خلاله ان يتم "التصدي لتمدد الحوثيين في منطقة البيضاء". وذكرت المصادر ان شيوخ القبائل السنية يعتبرون ان في صفوف قوات الامن في المدينة عناصر متعاطفة مع الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء منذ 21 ايلول/سبتمبر ويتمددون في اكثر من اتجاه. الدعوة لتنازلات وفي سياق يمني اخر، دعا وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد الأطراف والقوى السياسية في اليمن إلى تقديم التنازلات من أجل مصلحة اليمن العليا. وشدد خلال زيارات تفقدية له الليلة قبل الماضية لعدد من الألوية العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة ومقرها محافظة عدن على ضرورة قيام الأطراف بتغليب مصلحة الوطن العليا على ما دونها من المصالح الضيقة، مؤكدًا أن المرحلة الراهنة في اليمن غير مسبوقة ويجري فيها التأسيس لشراكة وطنية حقيقية يسهم خلالها كل أبناء الشعب في بناء حاضره ومستقبله. ودعا وزير الدفاع اليمني قوات الجيش إلى المدافعة عن خيار السلم الذي مثله اتفاق السلم والشراكة الوطنية، مؤكدًا أن الاتفاق يعد مدخلاً حقيقيًا للحفاظ على التماسك الاجتماعي بين كل اليمنيين. وكان الحوثيون رفضوا تكليف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مدير مكتبه أحمد عوض بن مبارك برئاسة الحكومة الجديدة، وقالوا إن هذا القرار اتخذ بعد ضغوط أميركية. وأكد عضو المجلس السياسي لجماعة أنصار الله اليمنية (الحوثيين) محمد البخيتي للجزيرة أن تعيين بن مبارك جاء بإرادة أميركية، وأوضح أن الحوثيين رفضوا بن مبارك لأنه لا تنطبق عليه معايير الكفاءة والنزاهة، إضافة إلى كونه مدير مكتب الرئيس هادي الذي هو جزء من المكونات السياسية في المشهد اليمني. بدوره، تحدث القيادي الحوثي ضيف الله الشامي عن إعداد العدة لاستئناف التصعيد الثوري ردا على قرار اختيار بن مبارك لرئاسة الحكومة. وكان حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس السابق علي عبدالله صالح، اعترض على تكليف بن مبارك، وبرر ذلك بأن "وجود رئيس البلاد ورئيس الحكومة من محافظات الجنوب سيؤدي إلى عدم ارتياح لدى بقية المحافظات ذات الكثافة السكانية الكبيرة". وبررت جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة الهجوم- في بيان نشرته على حسابها بموقع تويتر- بأنه تأتى في إطار استباقي لما قالت إنها "محاولات لتسليم مقار أمنية وعسكرية لجماعة الحوثي" التي اتهمتها ب"السعي لحشد أنصارها لقتالها في المحافظة".