قررت تويتر إعطاء معهد ماساتشيوستس للتكنولوجيا مبلغ 10 ملايين دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة لدراسة أنماط الخطاب بين افراد الجمهور على الإنترنت، ومن أجل إمكانية بناء تكنولوجيا تجعل الحركات المدنية على الإنترنت أكثر فعالية. وسيتم إجراء الأبحاث الخاصة بذلك ضمن مختبر الإعلام التابع للجامعة، تحت اسم غريب إلى حد ما هو «مختبر الآلات الاجتماعية» وسيتولى رئاسة المختبر ديب روي، وهو أستاذ مشارك في الجامعة والذي يقضي يوماً في الأسبوع في منصب كبير علماء الإعلام لدى تويتر. إن فكرة البحث والتنقيب في التغريدات من أجل العثور على أنماط وبصائر حول سلوك الأشخاص ليست جديدة. حققت الشركة في عام 2013 مبلغ 70 مليون دولار نتيجة إعطاء تراخيص في استخدام ما يعرف باسم خرطوم الماء في الشركة، الذي يقصد به كامل حركة التغريدات الضخمة التي تمر عبر خوادم الشركة. وتصدر أبحاث أكاديمية وتجارية بانتظام حول التغريدات، حيث ألقت الضوء على 6 أنواع من المحادثات على تويتر، واستحالة أن يتمكن الشخص من إخفاء انتماءاته السياسية على الإنترنت، أو ما هي أكثر البلدان التي يشعر أهلها بالحزن. يقول روي: «هناك كثير من الناس على تويتر من المهتمين بالاستفادة من تويتر من أجل الصالح العام للمجتمع. وهذا يعتبر بمثابة طريقة أو وسيلة لتحقيق ذلك». كذلك يقوم فريق روي بدراسة الطرق التي يتواصل بها الناس من أجل فتح مواقع على الإنترنت مثل موقع Reddit أو موقع وايكيبيديا، وكذلك مصادر الأنباء التقليدية. أحد المواضيع الرئيسية التي سيدرسها المختبر هو الميل الذي يغلب على الوسائط الاجتماعية من حيث كونها جيدة في توليد الطاقة السلبية أكثر من توليد الطاقة الإيجابية. وقال: «التغريدات لديها قدرة أفضل على إحداث الاضطراب في الأشياء أو إيقافها، أو إسماع صوتك. لكن الأمر الأصعب هو الاستفادة من هذه التغريدات في إحداث تغيير مستدام. فهي ليست الحل السحري في عالم التكنولوجيا، لكن يمكن أن تكون هناك أدوات يمكن استخدامها للوصول إلى ما وراء إمكانية إحداث الاضطراب». ولا تبدو أية هاتين الفكرتين بعيدة عن أنواع المنتجات التي يمكن أن تفكر نفسها في إنشائها، وهذا يتوقف على طريقة هيكلة كل فكرة. يشار إلى أن هذه ليست هي المرة الأولى التي ينتهي فيها المطاف بالعمل الأكاديمي الذي يقوم به روي داخل جدران تويتر. الأبحاث السابقة لدى معهد ماساتشيوستس للتكنولوجيا أدت به إلى إنشاء شركة تحليلات مختصة في بيانات التلفزيون الاجتماعي، وتدعى مختبرات بلو فين. وقد انتهى به المطاف في العمل لدى تويتر حين اشتركت شركته بلو فين في فبراير الماضي. ويعتبر التزام توتير المالي لا يستهان به بالنسبة إلى معهد ماساتشيوستس للتكنولوجيا. ذلك أن الميزانية التشغيلية السنوية لمختبر الإعلام في الجامعة هي 45 مليون دولار. وتأتي معظم الأموال من شركات تكنولوجيا كبيرة أخرى، مثل جوجل ومايكروسوفت وإنتل. هذا النوع من التمويل الذي تقوم به الشركات يجلب معه بعض التوترات. اتخذت جامعة ستانفورد قبل فترة قراراً بعدم استخدام الأموال من جوجل من أجل الأبحاث حول الخصوصية، وقد أثار النبأ بعض الاستغراب عندما أعلن في الأسبوع الماضي. ويقول معهد ماساتشيوستس للتكنولوجيا إن المختبر الجديد سيتمتع باستقلال تشغيلي وأكاديمي تام.