كشفت وزارة السياحة الإسرائيلية عن نيتها فتح باب جديد لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك, واندلعت اشتباكات ظهر أمس عند باب حطة, أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، بعد منع شرطة الاحتلال الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما من الدخول إليه بما فيهم مواطنو غزة الذين يحملون تصاريح إسرائيلية مسبقة حيث تم توقيفهم ومنع من هم دون الخمسين وجمع هويّاتهم ومنع إدخال طعامهم وحقائبهم . وشدّد الاحتلال الإسرائيلي منذ ظهر أمس حصاره للمسجد الأقصى، وكثّف تواجده في أزقة القدس القديمة، وعلى أبواب الأقصى, ومنع من هم دون الخمسين عاما من دخوله. بدوره, قال النائب طلب أبو عرار عضو الكنيست عن الحركة الإسلامية إن نية فتح باب إضافي لاقتحامات اليهود للمسجد الأقصى المبارك هي فتح باب إضافي للحرب وإشعال المنطقة، ووجّه نداء مستعجلا لحكومة المملكة الأردنية والسلطة الفلسطينية بقطع العلاقات مع إسرائيل في حالة أي تغيير، وعلى مجلس النواب الأردني التدخّل في شؤون الأقصى كما يتدخّل الكنيست، وعلى السلطة الفلسطينية أخذ دورها بقوة ووقف أي اتصالات، وأي تنسيق أمني مع إسرائيل. من جهتها, طالبت منظمات الهيكل المزعوم - من وزير الأمن العام، ووزير الحرب، ووزير الأركان، ومفوض عام الشرطة، ومفتش منطقة القدس، ومفتش منطقة ديفد - بمضاعفة أعداد الشرطة، وتوفير أعداد كبيرة من قوات الأمن داخل الأقصى، وعند الأبواب، كما طالبوا وزير الحرب بتوفير قوات من الجيش لتأمين الاقتحامات في حالة عدم مقدرة الشرطة على ذلك. وطالبت تلك المنظمات بمنع جميع المسلمين من دخول الأقصى خلال الأوقات المحددة لليهود، طوال أيام العيد التوراتي، وتأمين صلوات اليهود وإدخال ثمار العرش إلى الأقصى خلال العيد التوراتي الذي يدخل اليوم. ثم طالبت مفوض عام الشرطة ووزير الأمن، بالتدخل مباشرة في حالة لم تستجب الشرطة لهذه المطالب، وطالبتهم بإصدار أوامر صارمة لضباط الشرطة بتأمين اقتحامات اليهود إلى الأقصى خلال العيد لتأدية طقوسهم داخله. وأكدت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في بيان: إن الرباط الباكر والدائم وتكثيف شد الرحال إلى المسجد الأقصى من القدس والداخل الفلسطيني، وتنظيم فعاليات لنصرة الأقصى وحمايته من الاحتلال، من تكثيف التواجد اليومي والمتواصل في الأقصى، وتكثيف الصلوات، وتنظيم الوقفات والاعتصامات في كل أنحاء العالم الاسلامي- هو مطلب حثيث في الوقت الراهن لحماية المسجد الأقصى، في ظل دعوات لاقتحامات جماعية من قبل أذرع الاحتلالي على اختلاف أنواعها، ابتداء من الأربعاء وعلى مدار أسبوع كامل بالتزامن مع "عيد العرش العبري"- تترافق مع مطالبات بإغلاق المسجد الأقصى في وجه المسلمين وتأمين إقامة شعائر تلمودية بالأقصى بحماية من قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي. وفي السياق, أكد عضو الجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د.حنان عشراوي في بيان صحفي، أن المخطط الإسرائيلي الذي أعلنت عنه وزارة سياحة الاحتلال القاضية بالسماح لليهود باقتحام المسجد الأقصى عبر باب "القطانين" وباب "المغاربة"، هو بمثابة إعلان حرب دينية ومواجهة شاملة مع العالم الإسلامي، و دعوة صريحة لبسط سيطرة الاحتلال على المسجد الأقصى وتثبيت تقسيمه زمنياً ومكانياً على غرار الحرم الإبراهيمي. وقالت: "تمعن إسرائيل بخلق واقع جديد على حساب شعبنا وحقوقه الدينية ومقدساته وهويته التاريخية، وتستخدم الدين لفرض السيادة على الأماكن الدينية التي لا تمتلكها، وتتعدى على المقدسات بلا حساب أو رادع الأمر الذي سيقضي على احتمالات السلام نهائياً، وسيجر المنطقة بأكملها نحو مواجهات كارثية". وانتقدت عشراوي التصريحات التي تفيد بأن الدخول للأقصى "لغير اليهود" مرتبط حصرياً بالدخول من باب المغاربة، واستنكرت تلك التصريحات ووصفتها بالتصعيد الخطير والنزعة المتطرفة الصريحة لمنح التميز لليهود حتى على حساب أصحاب الحق. وأضافت: " إن هذا يشكّل إهانة صارخة لمشاعر المسلمين في كل العالم، مما يتطلب من المجتمع الدولي والعالم العربي والإسلامي والجهات المعنية وخاصة منظمة المؤتمر الإسلامي لجم هذه التصرفات وتجاوز بيانات الإدانة والاستنكار، والتحرّك بشكل عملي لمحاسبة إسرائيل ووقف عدوانها على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة كافة". وحذّر النائب المقدسي المبعد أحمد عطون من خطورة مخططات الاحتلال على المسجد الأقصى وخاصة مع زيادة عدد المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك وقال إن القدس في خطر أرضا وسكانا، حاضرا ومستقبلا, وما الهجمة على المسجد الأقصى المبارك ومحيطه وأسفله وعلى أبوابه، إلا حلقة واحدة في سلسلة طويلة من الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة. ومضى يقول: إن إسرائيل تسعى لتهويدها حجرا حجرا، وتهجير سكانها منها وحصارها اقتصاديا واجتماعيا، وعزلهم عن بعدهم وعمقهم الفلسطيني والعربي، وممارسة كافة أشكال الإذلال والتضييق والاستفزاز؛ كهدم للبيوت: ومصادرة للممتلكات وسحب للهويّات وإقفال للمؤسسات الوطنية وشق للطرق وسط التجمعات الفلسطينية وبناء للجدار وعرقلة للتحركات والتضييق على عبادتهم والاعتداء على المقدسات.. إلخ، حتى أنه لم يسلم من هذه الحملة لا الأحياء ولا الأموات في قبورهم ولا الشجر ولا الحجر من القمع والتنكيل والتنكيد اليومي الذي يعيشه المواطن المقدسي.