أعلنت القوات البحرية الاميركية انها ستبدأ قريبا في استخدام قوارب روبوتية مسلحة من دون بحارة لمرافقة السفن الحربية والدفاع عنها اثناء عبورها في خطوط بحرية حساسة. وستغير هذه التكنولوجيا التي تستند إلى تقنية العربات المتجولة التي ترسلها وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) إلى كوكب المريخ الطريقة التي تعمل بها البحرية الاميركية، وستثير تساؤلات جديدة ومخاوف حول الدور المتزايد للروبوتات في الحروب. ونشر مكتب الأبحاث البحرية امس نتائج ما قال انه تجربة غير مسبوقة جرت في اب/اغسطس شارك فيها 13 قارب دورية روبوتي رافقوا سفينة على طول نهر جيمس في ولاية فيرجينيا. وفي سيناريو افتراضي، قام خمسة من القوارب الروبوتية بحماية سفينة كبيرة، فيما امرت ثماني قوارب اخرى بالتحقيق في سفينة مشبوهة. وقامت القوارب التي تعمل بدون بحارة بتطويق "الهدف" ما مكّن السفينة الام من التحرك بأمان في المنطقة. وكان الهدف من التجربة التي جرت على مدى اسبوعين "محاكاة عبور السفن من خلال مضيق"، بحسب ما صرح رئيس الابحاث في البحرية الاميركية الاميرال ماثيو كلوندر للصحافيين في مؤتمر صحافي عقده مؤخرا. وقال: ان المضايق في التجربة "يمكن ان تكون مضيق ملقة او مضيق هرمز". وأكد ان التجربة حققت "اختراقا" يفوق ما حققته اي تجربة سابقة، مضيفا: انه من المرجح ان ترافق قوارب دورية روبوتية اخرى مماثلة السفن الحربية الاميركية خلال عام. وعادة ما يقوم على تشغيل قوارب الدورية البالغ طولها 11 مترا، والتي تعرف في الجيش بأنها قوارب قوية مطاطية قابلة للنفخ، ما بين ثلاثة الى اربعة بحارة. ولكن بعد تركيب اجهزة روبوتية فيها يمكن لبحار واحد ان يشرف على 20 منها. ولم يتم اطلاق النار خلال التجربة. إلا ان كلوندر قال: إن القوارب المسيرة يمكن تزويدها بمعدات غير قاتلة مثل الأضواء ومكبرات الصوت، اضافة الى رشاشات عيار 50 ملم. ويمكن ان تطلق القوارب النار على سفينة عدو إذا أمرها البحار المشرف بأن تفعل ذلك. وقال الاميرال: "نحن نعتزم استخدام الأنظمة غير المأهولة هذه لمواجهة أي تهديد.. ويوجد دائما شخص يشرف على النظام ويمكن أن يدمر الهدف عند اللزوم". واعتمد الباحثون خلال التجربة على أنظمة آمنة لتجنب أية حوادث. وفي حال انقطع الاتصال بقارب الدورية فإنه "سيتوقف عن الحركة"، بحسب مدير البرنامج روبرت بريزولارا. وإذا تعطل القارب، يمكن استخدام قناتي اتصال أخريين لوقفه. وبعكس الطائرات من دون طيار، فإن القوارب الروبوتية تعمل بشكل مستقل، ويمكنها ان تنفذ التوجيهات دون ان يتحكم البشر في كل خطوة تقوم بها. وتتحرك هذه القوارب مع بعضها البعض وتختار افضل الطرق بينما تتحسس العوائق. ويرى الجيش الأميركي ان هذا الاختراع يحمي حياة البحارة ويعزز قوة الجيش. إلا ان المشكيين يحذرون من مخاطر نشر قوارب روبوتية مسلحة دون وضع ما يكفي من الأنظمة أو إجراء النقاش اللازم حول استخدامها. وأكد كلوندر ان هذه التقنية "منخفضة التكلفة جدا" ويمكن تركيبها بسهولة على قوارب الدورية او غيرها من السفن الحالية. وقال: "نحن نتحدث عن آلاف وليس ملايين الدولارات لتحديث القوارب التي نملكها حاليا في اسطولنا.. وبالتالي فإننا لن نشتري قوارب دورية جديدة". وأكد كلوندر ان هذا النظام الذي يذكّر بقصص الخيال العلمي التي تصور اساطيل من الروبوتات التي تشن حروبا، يمكن تركيبه لاحقا على سفن اكبر حجما. وأضاف: إن قارب الدورية الروبوتي يمكن ان يستخدم لنقل فرق قوات العمليات الخاصة التي تستخدم حاليا قوارب يشغلها البشر. وأشار الى أن أجهزة حكومية اخرى وشركات خاصة تدرس استخدام هذه القوارب الروبوتية. وقال كلوندر: «سنستخدم هذه القوارب لإنقاذ حياة البحارة والمارينز، ولحماية السفن والموانئ والمرافئ». وكشف الجيش الاميركي عن هذه التكنولوجيا تزامنا مع الذكرى ال14 للهجوم على المدمرة الاميركية كول الذي أدى الى مقتل 17 بحارا واصابة 39 آخرين. وقال كلوندر: «لو كانت لدينا هذه التكنولوجيا في ذلك اليوم، فأنا متأكد انه كان بإمكاننا ان ننقذ تلك السفينة».