هناك حقائق لا يمكن أن تتغير بتغير الزمان والمكان والله عز وجل جعل العقل آلة استكشاف الحياة واستخلاص المنطق، وفي هذا السياق فإني أستحث كل من له أمر في ما يخص الصحة والمرض في المملكة العربية السعودية على المستوى الرسمي وبالأخص في مجلس الشورى الموقر على المراجعة الفورية للارقام المذهلة التي تنشرها منظمة الصحة الدولية عن الوفيات والمرضيات لمرضى القلب في المملكة وأهمس في آذانهم خبرا في سؤال: اين هو المنطق فيما يجري؟ ولماذا حالة الاستسلام تلك؟ وماذا عملتم لعلاج هذه المصيبة الكبرى التي استنزفت الاروراح والاموال والمجتمعات وأفرزت لنا شبحا نفسيا واجتماعيا ما زاده اصراركم للاستمرار في نفس المنهجية لعلاجه الا فشلا على فشل، وأقولها بصوت عال هو ان شاء الله لنا شهيد: أما آن لنا بفكر رشيد يستوعب المصاب ثم يفكر بحكمة المؤمن لنخرج من داخل الصندوق الضنك الذي أدخلتنا فيها وأجبرتنا على البقاء في داخله لوبيات اقتصادية لا تعرف للرحمة سبيلا. والمعلومة التي سيشهد عليها التاريخ للاجيال القادمة ان اصرار متخذي القرار على البقاء في عباءة شركات الادوية الكبرى ومصنعي المستهلكات الطبية لن تغفره لهم الاجيال القادمة وإن الله الواحد الاحد الذي يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور مطلع على فواتير الصرف للمليارات التي فتحتموها لتغذي مشتريات ومستهلكات فرضت فرضا في الوقت الذي خنقتم فيه صرف مبالغ بسيطة على البحث العلمي والذي سيكفل لبلادكم الخروج من اقفاص الحديد التي كبلتم البلاد والعباد بها للبقاء مخدري العقول مشرِعِي الجيوب لخيارات رسمت لكم والادهى والامر هو المنع الذي تبذلونه بسخاء لكل بارقة أمل لتحقيق مجد علمي وعلاجي يكون باسم المملكة ويوفر لها اقتصادا معرفيا تقوى به حاضرا وتعيش به عزيزة يوم الضنك وضعف الميزانيات. وبين ايديكم خيارات واعدة في هذا الشأن وما تم مناقشته في المؤتمرات العلمية داخل المملكة عن مسببات تصلب الشرايين والسرطان المهملة مثل الهوموسستين هو شاهد على ما نقول والهوموسستين حمض أميني اكتشفه العالم الأمريكي كلمر مكولي في عام 1968 وبالصدفة تم اكتشاف مرض وراثي نادر يتعلق بالطفولة, أدى إلى فهم جديد رئيسي لكينونة المرض في تصلب الشرايين وأمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان والشيخوخة. وهذا العالم عاش طفولته مزارعا مع أبيه في كولورادو، قدر له الخروج إلى بيئة فكرية خصبة في جامعة هارفارد ومن خلال دراسة متقدمة قام بها في الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزئية وعلم الوراثة وعلم الأمراض تمكن من اكتشاف دور الأحماض الأمينية في الأوعية الدموية، والسرطان وأمراض الشيخوخة ولقد تعرض لعزل شديد باعلانه عن دور الهوموسستين في امراض القلب والسرطان بعد 11 عاما من البحث المستفيض في جامعة هارفارد ومستشفى ماساشوسيت، وفيما بعد أثبتت الدلائل المخبرية الدامغة المستقاة من البحث في مجالات الكيمياء العضوية والأحماض الأمينية وفيتامين أ و ب12 ومن خلال التجارب على الحيوانات اثبتت الدور الرئيسي للهوموسستين في هذه الامراض وأكد ذلك اكتشاف وسائط الهوموسستين المسماة thioretinamide, thioretinaco والتي انتجت نظرية جديدة في استقلاب الأكسدة تثيرها وتحفزها نظرية الحامض الأميني الاصل وهو الهوموسستين.. وهذا التضليل لهذا الكشف الهام كان ولا يزال لصالح التركيز على الكوليسترول وهذا المنحنى الهام جدا دعاني شخصيا لافراد يوم علمي من العيار الثقيل خلال المؤتمر العالمي لعلوم طب القلب المتقدمة (ملك الأعضاء 2012) لمناقشة حقيقة الكوليسترول بحضور النخب الاقوى في العالم يرأسهم العالم الامريكي Paul Rosch وبعضوية David Diamond وآخرين من رواد التخصص في المجال، ولقد حرصت على دعوة كل المعنيين الذين يبدو أنهم خجلوا من الحضور أمام الطوفان العلمي الكبير في المؤتمر, ومن المعلوم ان أدوية الكوليسترول تمثل العبء الاكبر على ميزانيات وزارات الدولة المعنية وعلى رأسها وزارة الصحة التي يبدو انها لا تريد التفكير في بذل مبالغ ضئيلة بمقدار جزء من المليون من ما يصرف على الكوليسترول للبحث في بدائل غذائية نافعة بدل هذه السموم الكيماوية التي زادت المرض أمراضا حيث تؤكد مصادرنا العلمية دور هذه السموم الكيماوية المسماة أدوية في الاعداد الفاحشة لهبوط القلب الاحتقاني الذي قتل النفوس والميزانيات والمجتمعات في صمت رهيب سيكون بلا شك مدويا حين لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم. * استشاري أول تشوهات القلب والقسطرة الكهربائية