تعتبر الدهون التقابلية التي تعرف أيضاً بالدهون المتحولة، من أكثر المواد الغذائية ضررا بصحة الإنسان، حيث تزيد هذه الدهون التي تنتمي إلى الأحماض الدهنية غير المشبعة، من خطر الإصابة بتصلب الشرايين والسكري. وأوضحت ماريا بفويفير من معهد ماكس روبنر بمدينة كارلسروهة الألمانية، ان الدهون التقابلية تعمل على تغيير نمط الأحماض الدهنية في الخلايا وفي الدم، علاوة على أنها تؤدي إلى زيادة نسبة البروتين الدهني منخفض الكثافة أو الكوليسترول الضار، مع خفض نسبة البروتين الدهني عالي الكثافة أو ما يعرف باسم الكوليسترول الجيد. ويتصف الكوليسترول الضار بقدرة عالية على الترسيب في الأوعية الدموية، وبالتالي قد يؤدي إلى الإصابة بتصلب الشرايين. وأضافت خبير التغذية الألمانية، أنه من هذه الناحية يعتبر تأثير الدهون التقابلية أسوأ بكثير حتى من الأحماض الدهنية المشبعة، وعند تناول كميات كبيرة من هذه الدهون، يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية ومرض السكري. وتعتبر الدهون النباتية المُهدرجة بطريقة صناعية هي المصدر الرئيسي للدهون التقابلية، وأثناء عملية الهدرجة يتم تحويل الزيوت النباتية السائلة إلى دهون سائلة أو إلى دهون صلبة. وتنشأ الدهون التقابلية عندما لا تتم عملية الهدرجة بشكل كامل. وبالإضافة إلى ذلك، توجد الدهون التقابلية في الأطعمة والمواد الغذائية بشكل طبيعي، وتوجد هذه الأحماض الدهنية مثلا في دسم الحليب أو دهون اللحوم مثل الأبقار والأغنام، ولكنها تكون بنسب منخفضة للغاية، ولذلك فإنها تكون بتركيز مقبول وآمن عند اتباع نظام غذائي عادي. وأوضحت خبير التغذية الألمانية أن دسم الحليب يحتوي على 5 إلى 6% كحد أقصى من الدهون التقابلية، وفي حال الدهون النباتية المُهدرجة جزئيا بالطريقة الصناعية التقليدية، فإن نسبة الدهون التقابلية قد تتراوح بين 50 و60%.