عندما تتعاقد إدارة ناد (ما) مع مدرب، يفترض ان هذه الإدارة درست كل شيء عن المدرب قبل التوقيع معه، وتأكدت بشكل كبير انه الرجل المناسب للفريق بالموسم. الأندية التي تبحث عن البطولات والألقاب تعرف ان هناك مدربين قادرين على تحقيق اهدافهم، والأندية التي تبحث عن مراكز جيدة ايضا هناك مدربون يحققون تطلعاتهم. وفي النهاية مهما تعاقدت الأندية مع مدربين حققوا البطولات او مع مدربين قادرين على التواجد بالفريق في مراكز جيدة، فهذا لا يعني ان نجاح هؤلاء المدربين سيتكرر. العمل في الأندية ليس فقط مدربا، فهناك امور أخرى هي التى تكمل عمل المدرب ومنها (الأدوات المتاحة له للنجاح، والدعم المستمر، ونوعية اللاعبين، والثقة بإمكانياته). يظن بعض المسؤلين بالأندية انهم عندما يتعاقدون مع بعض المدربين ان في أيدي هؤلاء (عصا سحرية)، وأنهم في خلال فترة بسيطة سيحققون كل شيء للنادي. حتى ينجح عمل المدرب هو بحاجة لمساحة من العمل وفرصة جيدة ومناسبة حتى ترى بصمات عمله بالفريق.. فتعثر الفريق في المباريات ليس شرطا ان يكون المدرب هو السبب. ظاهرة (إقالة المدربين في دوري جميل) ظاهرة تتكرر في كل موسم، ولكن يبدو ان هذا الموسم سوف يسجل رقما قياسيا في الإقالات والاستقالات. يخسر مدرب ثلاث مباريات ويقال، ويأتي البديل ويخسر اربع مباريات ويلحق به وتستمر معاناة الكثير من الأندية في هدر الأموال وعدم الاستقرار والضحية النادي والجماهير. التخطيط غير الجيد والعمل الارتجالي والفكر المحدود هي المشاكل التي تعاني منها الكثير من الأندية وهي للأسف من اوصلت انديتنا لهذا الحال. عندما يتعاقدون مع المدرب يصفوه بأنه ضالة النادي ويستعرضون اهم انجازاته وبعد ان تتم إقالته يقولون عنه انه «مقلب» وليس في مستوى الطموح. أتمنى لو يظهر شخص مسؤول يوما من الأيام في اي ناد بعد اقالة المدرب ويحمل نفسه المسؤلية وأنه هو من تعاقد مع هذا المدرب وأنه اخطأ في قراره. للأسف لا أحد يتجرأ من مسؤلي النادي ويقول انه هو من تعاقد مع المدرب المقال، ولكن عندما ينجح هذا المدرب كلهم يدعون انهم اول من أوصوا بالتعاقد معه. أخيرا... أتمنى من بعض الأندية قبل إقالة مدربيها ان ترى هل هي بالفعل تملك لاعبين جيدين وهل سبب النتائج غير الجيدة فقط هو المدرب، ام ان هناك اسبابا اخرى، حتى لا يكون المدرب هو الضحية والشماعة التي تعلق عليها الأخطاء.