يأتي اليوم الوطني للمملكة هذا العام في ظل ظروف استثنائية تمر بها الأمة العربية، كادت تعصف بها، برهنت خلالها القيادة السعودية عن رؤية عميقة، وفكر استراتيجي بعيد المدى، واستطاعت المملكة بفضل حكمة وإلهام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن تعبر بالأمة من أزماتها، وتنهض بها من كبواتها، وأن تعيد الاستقرار إليها، وتعود بها أكثر قوة وصلابة بعد تهاوي خطط تفتيت المنطقة وكشف الضالعين فيها، دولاً وجماعات. إن المملكة وهي تحتفل باليوم الوطني قد اختصرت المسافات ومضت نحو التقدم والازدهار عبر ما حققته قطاعات التنمية في المملكة من نجاحات وما وصلت إليه من انجازات يمكن ملاحظتها ورصدها عبر الإحصاءات والبيانات والأرقام. إن توحيد المملكة حدث عظيم في تاريخنا الحديث المعاصر تم فيه توحيد هذا الكيان العظيم «المملكة» والذي تحول بعد التشتت والفرقة والتناحر والضياع والضعف إلى نموذج رائع من الوحدة والتضامن. إنها ذكرى عظيمة تستحق الوقوف عندها وتذكر معانيها، وها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يقود مسيرة التنمية والحضارة والتقدم إلى الأمام في شتى المجالات. إن اليوم الوطني فرصة لاستلهام روح العمل والإنجاز واستحضار الدروس والعبر من توحيد هذه البلاد، وكيف أن الوحدة التي بسطها الملك المؤسس على ربوع شبه الجزيرة العربية مثلت بذوراً للاستقرار والنماء في هذه الأرض الطيبة المباركة الداعية إلى السلام، الساعية نحو غد أفضل بتكاتف وتلاحم أبنائها. كما أثمرت تلك الوحدة عبر عهود متتالية عن بناء الدولة الحضارية الحديثة التي تتمسك بشرع الله دستوراً وتعاليم الإسلام وقيمه منهجاً. كذلك أثمرت عن نهضة تنموية جعلت من المملكة واحدة من أكبر عشرين اقتصاداً على مستوى العالم، إضافة لما تمثله من ثقل سياسي عربياً وإسلامياً ودولياً كعضوٍ مؤثر وفاعل بالمنظمات الإقليمية والدولية. إن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية يجسد ذكرى ملحمة تاريخية نجح فيها الملك عبدالعزيز، بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، في توحيد البلاد وتأسيس هذا الكيان الشامخ الذي نفخر به جميعاً ونعتز، خاصة والمملكة تعيش مرحلة فائقة من التطور الاقتصادي والحضاري، حيث بدأت المملكة مسيرة البناء والتنمية في زمن وجيز وحققت إنجازات ونجاحات يعتز بها كل العرب والمسلمين. وتعد الذكرى 84 لليوم الوطني مناسبة هامة نستلهم منها معاني كبيرة تتمثل في الاعتزاز بالمملكة العربية السعودية والفخر بما صنعه الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- من توحيد أجزاء الوطن ووضع الأسس لبناء دولة عصرية حديثة. إن ما تحقق من نهضة وتنمية شاملة في المملكة عبر الحقب المختلفة تبدو ملامحه واضحة للعيان. في هذا اليوم تحققت المعجزة الكبيرة وتوحد الوطن، وكانت بداية موفقة لمسيرة قائد رائد ولمسيرة وطن وشعب وملحمة إنجاز خالدة ما زال المتابعون لها يدرسون أبعادها وما تحقق من مؤشرات خالدة تتمثل في الثوابت والمنجزات الهائلة التي حققتها المملكة العربية السعودية خلال العقود الماضية والتي تعد شواهد مؤكدة على نجاح التخطيط وشمولية العطاء وبعد النظر لقادة هذه البلاد. فقد تحوّلت المملكة إلى واحة أمن وأمان واستقرار ورخاء ورفاهية في عالم يموج بالصراعات والتقلبات، وحققت السعودية ملحمة تنمية فريدة لتميزها بالشمولية والبُعد عن العشوائية، واعتمادها مبدأ التخطيط والدراسة، وتواصلت مسيرة التنمية منذ عهد المؤسس مروراً بأبنائه البررة الذين أكملوا المسيرة حتى هذا العهد الزاهر الميمون.