كنت أنتظر كغيري بفارغ الصبر أن تحقق ألعابنا الرياضية المشاركة حاليا في دورة الألعاب الآسيوية بمدينة أنشون الكورية إنجازات تليق بسمعة ومكانة المملكة، تزامنا مع احتفالاتنا هذه الأيام باليوم الوطني الرابع والثمانين لبلادي الحبيبة، ولكن حتى هذه اللحظة لم تحقق تلك الألعاب ما يتناسب وحجم هذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعا، ويتواكب مع أهمية الحدث الرياضي الكبير الذي لا يقل أهمية عن الأولمبياد العالمي. فالألعاب التي دشنت مشوارها في مختلف المنافسات سواء الفردية أو الجماعية ظهرت بصورة مترهلة وأداء باهت وخرجت من الأدوار الأولى بخفي حنين دون أن تحقق ما يستحق الذكر، بدءا بالطائرة والسلة والرماية والجودو والكاراتيه والسلاح والسباحة ورفع الأثقال والتنس وغيرها من الألعاب التي أضحى تواجدها في هذه التظاهرة تكملة عدد. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يُعقل أن دولة بحجم السعودية التي تعتبر أغنى دولة نفطية في العالم لا تملك العنصر البشري القادر على ممارسة تلك الرياضات؟ وهل يُصدق العقل أنها لا تملك المال الكافي لصقل المواهب الرياضية الموجودة وإعدادها بالشكل السليم الذي يكفل حضورها بالصورة المشرفة في المحافل المختلفة؟ في اعتقادي أن العنصر البشري الذي يجمع بين الموهبة الفطرية والقدرة والطموح موجود، ولكنه يعاني من الإهمال المادي والمعنوي من قِبل الاتحادات المعنية واللجنة الأولمبية، بدليل أن هناك اتحادات نجحت في مهمتها بامتياز وقدمت لنا نجوما كُثر في رياضتي الفروسية وألعاب القوى اللتين باتتا الأمل لرفع علم التوحيد عاليا وتدوين اسم الوطن بحروف من ذهب في قائمة الدول المتوجة بالمعدن النفيس في كافة التظاهرات الرياضية سواء الإقليمية أو القارية أو العالمية. أخيرا.. إذا كانت الرياضة في بلاد الحرمين الشريفين نعتبرها واجهة حضارية ونافذة نُطل من خلالها على العالم، فإن الاهتمام بها يجب أن يكون حاضرا والدعم كافيا، أما إذا كانت نظرتنا لها قاصرة ونعتبر ممارستها مجرد تسلية ومضيعة للوقت فقط فإن الدعم الحالي الذي في الأصل لا يفي بالغرض ولن يساهم في وجود أبطال أولمبيين يجب أن يتوقف، إلى جانب حل معظم الاتحادات التي يُفترض أن توصد أبوابها طالما أنها غير قادرة على طرق أبواب النجاح والقيام بدورها على الوجه المطلوب. تويتة على الورق.. منغوليا، ميانمار، الهند، الفلبين، مكاو.. دول فقيرة ومغمورة رياضيا، لكنها نجحت في صناعة أبطال مميزين في العديد من الألعاب بفضل التخطيط السليم.