تعتزم فيليبس قطع صلتها بأعمال المصابيح والإنارة، والتي قامت الشركة عليها بالأصل، وأن تركز بدلاً من ذلك على الرعاية الصحية، وهو ما يضع الشركة الهولندية في ساحة تزداد ازدحاماً باستمرار، من قبل شركات من مختلف الاتجاهات، مثل شركة آبل. سوف تجمع الشركة الهولندية أقسامها المتبقية التي تعمل في الرعاية الصحية، وأقسام السلع الاستهلاكية، من أجل إنتاج منتجات تلبي احتياجات المستهلكين الذين يراقبون صحتهم ووضعهم الغذائي على ما لديهم من أجهزة الهاتف الذكي وغيرها من الأجهزة، وفقاً لبيان الشركة في الفترة الأخيرة. ولن تعود أعمال الإضاءة والإنارة، التي تأسست عليها الشركة قبل 123 عاماً في أمستردام، تصلح لهذه الاستراتيجية، وسوف تصبح شركة قائمة بذاتها. يعمل فرانز فان هوتن، الرئيس التنفيذي للشركة، على تغيير طبيعة شركته التي كانت تنتج أسطوانات الموسيقى القديمة، وأجهزة التلفزيون، والهواتف الجوالة، من أجل استهداف سوق منتجات الرعاية الصحية الاستهلاكية، التي ارتفعت وتضخمت لتصل قيمتها إلى أكثر من 100 مليار يورو (130 مليار دولار). وستستفيد فيليبس من خبرتها في التطبيقات السريرية والمستشفيات في تميزها عن الشركات التي تركز على أجهزة مراقبة اللياقة الجسدية لدى الأفراد، وفقاً لما قاله فان هوتن. وقال في مكالمة مشتركة عبر الفيديو: «سوف نركز على القيمة السريرية المضافة، وفهم الأمراض، ومساعدة اكتشاف أمراض القلب، ونصح المرضى بتغيير سلوكهم وأسلوب حياتهم.» يشار إلى أن نظام مراقبة اللياقة البدنية HealthKit من إنتاج أبل يقوم بمزامنة البيانات من عدة تطبيقات على الجوال، ويعمل على شكل لوحة مركزية يستطيع مستخدمو آي فون من خلالها التأكد من بياناتهم الصحية. سيكون هذا البرنامج جزءاً أساسياً من ساعة أبل، المتوقع أن تعرض للبيع في السنة المقبلة. من جانب آخر، نظام Fit من جوجل يسمح للمستهلكين بجمع البيانات من مصادر مختلفة من الأجهزة القابلة للارتداء ومن التطبيقات المرتبطة بالصحة. قال فان هوتن: «هذه سوق ضخمة، والجزء الذي نسعى للدخول فيه من أجل نشاطاتنا لا يضعنا على مسار يؤدي إلى الاصطدام مع جوجل وأبل.» وأضاف أن الناس يتقدمون في العمر ويعانون أكثر من قبل من الأمراض المزمنة. وقال الرئيس التنفيذي إنه سوف يركز أيضاً على أن تعمل فيليبس في عروض الرعاية الصحية في الوقت الذي يستمر فيه المستهلكون بالعيش مدة أطول وينفقون مبالغ أكثر من المنتجات والخدمات الطبية. يشار إلى أن الأشخاص الذين يبلغون من العمر 60 سنة أو أكثر شكلوا نسبة 11.7% من السكان في العالم في عام 2013، بزيادة عن السنة التي كانت سائدة في عام 1990، وهي 9.2%، وفقاً لتقرير من الأممالمتحدة. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 21.1% بحلول عام 2050. إن فصل أعمال الإنارة من أجل التركيز على الرعاية الصحية هو أحدث خطوة في عملية طويلة لإعادة التنظيم، في الوقت الذي تحاول فيه الشركة التركيز على الأعمال التي تحقق أرباحاً أكثر من أجل مواكبة الشركات المنافسة، مثل جنرال إلكتريك الأمريكية، وسيمنز الألمانية. وقد سبق للشركة أن باعت أقسام التلفزيون وأقراص الدي في دي والوسائط المتعددة، إلى جانب أعمالها في أشباه الموصلات. حين تقوم فيليبس بالجمع بين الرعاية الصحية والسلع الاستهلاكية فإنها ستظل مع ذلك تجمع بين نطاق واسع من المنتجات، من الماسحات الطبية، وأجهزة الصرف الطبية، وأجهزة الإنذار والتنبيه، إلى فرش الأسنان ومضخات الأثداء. هل هي استراتيجية خطرة؟ قال فان هوتن إن الآباء في المستقبل سيكونون قادرين على التأكد من آخر مرة قام فيها أولادهم بتنظيف أسنانهم بالفرشاة. وهناك تطبيق آخر يمكّن المراقب عن بعد من معرفة ما إذا كان أحد المرضى قد تناول دواءه. وحين سئل عما إذا كان قرار فيليبس ببيع أقسامها التقليدية من أجل التركيز على قسمين فقط يعتبر استراتيجية خطرة، أجاب بأنه لا توجد لدى الشركة فرصة أخرى من أجل تسريع النمو. وقال: «إذا بقيتَ في القارب في الميناء، فسوف تشعر بأمان كبير، لكن هذا لن ينقلك إلى أي مكان. لكن إذا خرجتَ إلى عرض البحر، وكانت هناك رياح، فسوف تحصل على السرعة، وربما تحس ببعض الخوف، لكنك على الأقل تصل إلى مكان ما، وتستطيع أن تبلغ وجهة معينة.»