شهدت المملكة العربية السعودية منذ مبايعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 26/6/1426ه العديد من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد مساحتها الشاسعة، وخاصة في المجالين الشبابي والرياضي، وتشكل تلك المنجزات في مجملها إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته، مما يضعها في رقم جديد على خارطة دول العالم المتقدمة في المجال الرياضي. وتتواصل رحلة العطاء والإنجازات للرياضة السعودية من خلال حصد البطولات وتقوية البنية التحتية بهدف الحصول على المزيد من الإنجازات، والتي كان آخرها قبل أيام، وهو الحصول على كأس العالم لذوي الاحتياجات الخاصة وللمرة الثالثة على التوالي. الجوهرة المشعة أعجوبة الملاعب وكانت أولى الخطوات التنموية لهذا العام افتتاح ملعب الملك عبدالله بن عبدالعزيز (الجوهرة المشعة) في عروس البحر الأحمر مدينة جدة، في احتفال مبهر شرفه خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ويعتبر هذا الملعب من خيرة الملاعب في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع، حيث تم تصميمه على أعلى المواصفات العالمية وأحدث التكنولوجيا العالمية، وقد سجل كبار الضيوف والشخصيات العالمية التي زارت ملعب الجوهرة المشعة إعجابها الكبير جدا بهذه المنشأة التي وضعت المملكة في مقدمة دول العالم من حيث المنشآت الرياضية، كما حل ملعب الجوهرة المشعة أزمة الحضور الجماهيري في مدينة جدة حيث تستوعب مدرجاته أكثر من خمسين ألف متفرج، وقد امتلأت تلك المدرجات عن بكرة أبيها في العديد من المباريات المحلية والخارجية لفريقي الاتحاد والأهلي. 11 جوهرة مماثلة في مدن المملكة وكانت أوامر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- قد صدرت قبل فترة وجيزة بإنشاء أحد عشر ملعبا رياضيا عملاقا على غرار ملعب الجوهرة المشعة في مدينة جدة في أحد عشر منطقة، وهي المنطقة الشرقية والقصيم والمدينة المنورة ومنطقة عسير وتبوك وحائل ومنطقة الحدود الشمالية وجازان ونجران والباحة ومنطقة الجوف، وأصدر خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- توجيهاته الكريمة ببدء التنفيذ في أقرب فترة ممكنة، على أن تكون الملاعب الأحد عشر جاهزة خلال فترة قريبة بحول الله، وكانت الجماهير السعودية قد استقبلت القرار الملكي الكريم بفرحة عارمة، ظهرت بشكل واضح على وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها، حيث سيطر القرار الملكي الكريم على تلك الوسائل معتبرة تلك المكرمة ستحدث نقلة نوعية للكرة السعودية على الصعيدين القاري والعالمي، كما تحدث للميدان الرياضي عدد من المسئولين الرياضيين في الأندية السعودية عن تلك المكرمة الملكية ومدى تأثيرها الإيجابي في تطور ورقي كرة القدم السعودية. ميلاد الرئاسة العامة والأولمبية شهد القرن الهجري الماضي بدايات محدودة للنشاط الرياضي، وبعد توحيد الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- للمملكة بدأ الاهتمام الكبير بالرياضة والأنشطة الرياضية، وكانت البدايات عبر لعبة كرة القدم، وتم إنشاء إدارة مسئولة عن الحركة الرياضية في المملكة عام 1365ه 1945م تابعة لوزارة الداخلية وفي عام 1380ه 1960م أُسندت مهام رعاية الشباب إلى وزارة المعارف وتم إسناد مهام رعاية الشباب في القطاع الأهلي إلى إدارة رعاية الشباب بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية تحت اسم إدارة رعاية الشباب، ثم أصبحت إدارة عامة عام 1382ه 1962م في عام 1394ه 1974م صدر قرار مجلس الوزراء رقم 560 وتاريخ 23 / 4 / 1394ه وبموجبه أصبحت رعاية الشباب جهازاً مستقلاً باسم الرئاسة العامة لرعاية الشباب وترتبط بالرئاسة العامة باللجنة الدولية العربية السعودية والتي يرأسها الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز، وقد تأسست عام 1384ه 1964م، واعترفت بها اللجنة الأولمبية الدولية عام 1385ه 1965م. الخطط التنموية الخمسية وسعت الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتعزيز مكانة الأندية الرياضية والتوسع في فتح وإنشاء الأندية في جميع مدن المملكة، وظهر ذلك جلياً في أهداف الخطة الخمسية الأولى، حيث وصل عدد الأندية الرياضية المعترف بها إلى 54 نادياً وتم تشكيل عشرة اتحادات رياضية وثلاث مدن رياضية في الرياضوجدة والدمام، وفي الخطة الخمسية الثانية بلغت ميزانية الرئاسة أكثر من مليار ريال، وارتفع عدد الأندية الرياضية إلى 142 نادياً وأربعة عشر اتحادا وثلاث لجان وفي الخطة الخمسية الثالثة ارتفع العدد إلى 153نادياً رياضياً. المنشآت الرياضية في البدايات الأولى لانتشار الألعاب الرياضية وتحديداً كرة القدم لم يكن في المملكة عدا ثلاثة ملاعب رئيسية لإقامة مباريات كرة القدم، وهي ملعب الصبان بجدة وملعب الصائغ بالرياض وملعب يعقوب بالخبر، ثم تم تم إنشاء أكثر من سبعين منشأة ضخمة، وكانت البداية الحقيقة بثلاثة ملاعب رئيسية وهي ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض (1390ه) ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة وملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام (1393ه)، ثم أنشئ استاد الملك فهد الدولي بالرياض (1988م) الذي تستوعب مدرجاته أكثر من 70000 متفرج. مقرات الأندية النموذجية انطلقت الرئاسة العامة لرعاية الشباب في تنفيذ خططها الخمسية والتي تضمنت إنشاء مقرات جديدة للأندية الرياضية فئة (أ) وشملت أندية الوحدة والأنصار والهلال والشباب والنصر والاتحاد والأهلي والقادسية والنهضة والاتفاق والرياض. كما تضمنت الخطط اللاحقة إنشاء مقرات جديدة للأندية الرياضية فئة (ب) وشملت أندية الشعلة والحزم والأمل والأخدود والنجمة والصفا والعروبة ومرخ والوشم ثم تم إنشاء مقرات للأندية من فئة (ج) وشملت أندية الحمادة التآلف والمجد. المدن الرياضية وتواصلت خطط الإنماء الهادفة إلى تطور الحركة الرياضية والشبابية السعودية وتم إنشاء ثلاث عشرة مدينة رياضية وهي مدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة (1401ه) ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد بحائل، وتم افتتاحها في نفس العام ومدينة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بالقصيم (1402ه)، ومدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز بأبها وتم افتتاحها في نفس العام، ومدينة الأمير سعود بن جلوي بالخبر تم افتتاحها في نفس العام ومدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية بالأحساء، وتم افتتاحها (1403ه) ومدينة الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة (1404ه)، ومدينة الملك فهد بن عبدالعزيز الرياضية بالطائف تم افتتاحها في نفس العام ومدينة الملك خالد بتبوك (1405ه) ومدينة الباحة بالباحة (1409ه)، ومدينة الملك فيصل بجازان وتم افتتاحها في نفس العام ومدينة الأمير نايف بن عبدالعزيز بالقطيف (1410ه) ومدينة الأمير سلمان بن عبدالعزيز المجمعة وتم افتتاحها في عام 1411ه. المدن الساحلية والساحات الشعبية وأنشأت الرئاسة العامة لرعاية الشباب مدينتين ساحليتين في كل من جدة على شاطئ الحمراء والخبر على شاطئ نصف القمر أطلق عليهما مدينتا الملك فهد الساحليتين. كما أنشأت أربع ساحات شعبية اثنتان منهما في الرياض وواحدة في الجارودية بالقطيف وأخرى في أبها، وتتألف تلك الساحات من ملاعب خارجية رياضية لكرة القدم والطائرة واليد والسلة وكرة المضرب. مركز الملك فهد الثقافي يشكل مركز الملك فهد الثقافي محور النشاطات الثقافية داخل المملكة ويمثل هذا المشروع والذي أقيم في مدينة الرياض أول حدث لهذا التطور وجهّز المدرج الكبير والمسرح والمكتبة والمسرح التدريبي وقاعة المحاضرات والمطعم. معهد إعداد القادة وتم إنشاء معهد إعداد القادة المهتم بإعداد الكوادر الوطنية في مجال الشباب والرياضة كمعهد أكاديمي لإعداد القادة على مستوى المملكة والعالم العربي والاهتمام بالمدربين الرياضيين وتنظيم دورات في مجال التحكيم لمختلف الألعاب وإعداد القيادات السعودية المتخصصة في مجال التدريب الرياضي وتطوير اللوائح وتنظيم العمل في مراكز التدريب والاهتمام بإعداد الحكّام وكذلك في مجال إعداد كوادر الشباب في الأنشطة الشبابية. مستشفى الأمير فيصل بن فهد يعدُّ هذا الصرح الطبي الشامخ الوحيد من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وقد كان إنشاء هذا المستشفى تعبيراً صادقاً على حرص الرئاسة للأخذ قدماً بأحدث وسائل الطب الرياضي انطلاقاً من الاهتمام بالرياضيين والهدف الأساسي من إنشاء هذا المستشفى هو تقديم العناية والعلاج الطبي للاعبين الرياضيين على أساس من العلم والطب الحديث. تواصل مسيرة الإنماء وتسعى الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى إنشاء جملة من المنشآت الرياضية الحديثة في المملكة من مدن وملاعب وأندية رياضية ومراكز ترفيهية ومقار للهيئات الرياضية والطبية، تم تصميمها وتتمثل المنشآت الرياضية الجديدة المعتمدة في ميزانية هذا العام في المقار التالية: (مدينة رياضية بسكاكا -نادي هجر بالأحساء- نادي التهامي بجازان - ناديي التعاون والرائد ببريدة - نادي الترجي بالقطيف - نادي الأنوار بحوطة بني تميم - نادي ضمك بخميس مشيط - نادي عكاظ بالطائف - معسكر دائم للشباب في تنومة). إنجازات كرة القدم في كرة القدم حققت المملكة إنجازات غير مسبوقة ولعل أبرزها حصول المنتخب الأول على بطولة أمم آسيا ثلاث مرات من أصل وصوله للمباريات النهائية ست مرات متتالية، وخلال الفترة نفسها تأهل المنتخب الأول لنهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية خلال أعوام 1994م و1998م و2002م و2006م وتأهل المنتخب الأولمبي لدورة الألعاب الأولمبية مرتين وحقق منتخب الشباب بطولة آسيا مرتين وتأهل لكأس العالم والحال ينطبق على منتخب الناشئين الذي توّج إنجازاته بالفوز بلقب بطولة العالم عام 1989م ومنتخب ذوي الاحتياجات الخاصة الذي توج بكأس العالم ثلاث مرات متتالية بقيادة المدرب الوطني د. بدالعزيز الخالد وكان ذلك أعوام 2006 م في ألمانيا و 2010م في جنوب إفريقيا و2014 في البرازيل في إنجاز غير مسبوق. إنجازات السلة واليد حققت المنتخبات بمختلف فئاتها عديداً من البطولات الخليجية وفاز المنتخب الأول بذهبية الألعاب العربية بالأردن، وسبق لأندية الهلال وأحد والاتحاد الفوز ببطولات خليجية وعربية، وفاز فريق الاتحاد ببطولة آسيا للأندية عام 1420ه كأبرز إنجازات اللعبة خارجياً. وفي كرة اليد حققت المنتخبات والأندية عديداً من الإنجازات أبرزها تأهل منتخب اليد الأول والشباب لنهائيات كأس العالم أكثر من مرة، عدا الإنجازات الخليجية والعربية والتي منها تحقيق المركز الثالث في دورة الألعاب الآسيوية بالصين عام 1990م وبطولة العرب في القاهرة عام 1998وكان للأندية السعودية نصيب جيد من البطولات الخليجية وخصوصاً النادي الأهلي الذي حاز البطولة خمس مرات خلال الفترة من عام 1983م 1988م. إنجازات ألعاب القوى.. وحققت ألعاب القوى السعودية نتائج قوية على صعيد اللاعبين السعوديين في المحافل الدولية، فحصدوا الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في عديد من البطولات الإقليمية والعربية والقارية والعالمية، ومنها على سبيل المثال ثلاث ذهبيات وفضية واحدة وثلاث برونزيات في البطولة العربية السادسة للشباب في تونس عام 1994م وفي دورة الألعاب الآسيوية الثانية عشرة في هيروشيما عام 1994م حقق البطل سعد شداد فضية سباق 3000 موانع، وحقق عليان القحطاني برونزية 10000 متر. وكذلك برونزية بطولة العالم الخامسة لألعاب القوى في السويد عام 1995م سباق 3000 موانع حققها سعد شداد. وفي دورة الألعاب العالمية الأولى للرياضة العسكرية في روما 1995م حقق المنتخب ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية عام 1995م وفي دورة الألعاب الآسيوية في اندونيسيا حقق سعد شداد ذهبية 5000 متر. وفي بطولة العالم العسكرية لاختراق الضاحية في المغرب عام 1996م، حقق اللاعب عليان القحطاني ذهبية 5 كم فردي رجال وحصل المنتخب السعودي على المركز الأول في بطولة مجلس التعاون السادسة عام 1996م وفي البطولة الآسيوية الثانية عشرة في اليابان عام 1998م حقق اللاعب سعد شداد ذهبية 3000 موانع وبرونزية 3000 م موانع للبطل سعد شداد في بطولة العالم الثامنة للقارات بجنوب أفريقيا عام 1998م وفضية سباق 400 متر للبطل هادي صوعان في أولمبياد سيدني وتعتبر أول ميدالية أولمبية للمملكة في تاريخ الألعاب.