قرر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية حل مجلس القيادة العسكرية العليا، وإعادة تشكيله بالتشاور مع الفصائل العسكرية والثورية الفاعلة في الساحة السورية وخلال فترة أقصاها شهر من تاريخه، وأوقف المقاتلون الأكراد السوريون تقدم مقاتلي داعش إلى الشرق من مدينة كوباني السورية التي تقطنها غالبية كردية قرب الحدود مع تركيا. وقال هادي البحرة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية: إن هذا القرار جاء نظرًا لما تمر به الثورة السورية المباركة من مرحلة مفصلية تقتضي رص الصفوف، وإعادة التنظيم لمؤسساتها، وتصويب الأخطاء ورفع كفاءة قواها وإمكانياتها، بما يخدم الثورة ويحقق تطلعات الشعب السوري الثائر على نظام الاستبداد الأسدي وقوى الإرهاب المتمثلة بتنظيم داعش. وكانت قوى من الجيش الحر الفاعلة على الأرض قررت الاستقالة من مجلس القيادة العليا، ودعت في بيان الاستقالة إلى ضرورة «تجديد الأطر القيادية للثورة بعد أن ثبت عدم جدوى الإصلاحات الجزئية وتراجع أداء المجلس في الأشهر الستة الأخيرة، وافتقاده للرؤية الاستراتيجية للعمل، وبقي الكثير من أعضاء المجلس لا يتبعون ولا يمثلون أية فصائل، أو في أحسن الأحوال يمثلون بضع عشرات من المقاتلين غير فاعلين وغير مؤثرين في مجريات الثورة، فأصبح المجلس مفرغًا من مضمونه، وعاجزًا عن تحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها، وأمام هذا الواقع للمجلس يقتضي العمل الفوري على إعادة تنظيم المجلس وهيكليته ضمن الاستراتيجية الواضحة والمتكاملة والمتلازمة مع المسار السياسي لتحقيق أهداف الثورة وتطلعات الشعب السوري، ويضع أساس العمل العسكري والسياسي وقيادته ليكون في داخل سوريا». وختم بيان الاستقالة بأن موقعي البيان ينسحبون من مجلس القيادة العسكرية العليا لحين إعادة تشكيله ليضم كافة الفصائل الثورية الفاعلة على الأرض السورية، ليكون قيادة مؤسساتية وحقيقية للعمل العسكري للثورة السورية ضد عصابة بشار الأسد وعصابة البغدادي. غارات وقتلى ميدانيًا قتل ما لا يقل عن 42 شخصًا بينهم 16 طفلًا الأحد في غارات جوية شنها طيران النظام السوري في ريف محافظة أدلب، على ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الإثنين. وأوضح المرصد أن الغارات أوقعت 19 قتيلًا بينهم ستة أطفال قرب مدينة سراقب، و23 قتيلًا بينهم عشرة أطفال في بلدة أحسم بجبل الزاوية. واستهدفت الغارات منازل مواطنين في بلدة أحسم وأطراف بلدة سراقب، المناطق التي يتواجد فيها مواطنون من البلدة نزحوا منها بعد عدة عمليات قصف لقوات النظام بالطائرات الحربية والبراميل المتفجرة على البلدة، بحسب المرصد. وأظهر شريط مصور بثه ناشطون على موقع يوتيوب لقطات أعقبت الهجوم على أحسم تظهر أشخاصًا يحاولون انتشال رجل مدفون حتى رقبته تحت أنقاض مبنى منهار. وأظهر شريط آخر جثة عارية يغطيها الغبار الرمادي لطفل ممدد على كومة من الأنقاض. وقف تقدم داعش وقال متحدث باسم وحدات الحماية الشعبية الكردية أمس: إن المقاتلين الأكراد السوريين أوقفوا تقدم مقاتلي داعش إلى الشرق من مدينة كوباني السورية التي تقطنها غالبية كردية قرب الحدود مع تركيا. وقال ريدور خليل الناطق باسم الجماعة الكردية المسلحة الرئيسية في سوريا عبر سكايب: إن الاشتباكات لا تزال مستمرة، لكنه تم وقف تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية إلى الشرق من كوباني منذ الليلة قبل الماضية. وأضاف إن الجبهة الشرقية شهدت أعنف المعارك في الهجوم الذي يشنه تنظيم داعش منذ يوم الثلاثاء الماضي على مدينة كوباني التي تعرف أيضًا باسم عين العرب. وقال خليل: إن مئات عبروا من تركيا مجددًا للمساعدة في صد الهجوم الحالي. وقال: إنه لم يتم الدفع بتعزيزات بخلاف بعض الشبان الأكراد القادمين من تركيا. وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري: إن داعش لم تحقق تقدمًا يذكر خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، لكن الاشتباكات على أشدها. وتضاربت التقارير عن المسافة التي وصل إليها مقاتلو داعش من كوباني، وقال خليل: إنهم على بعد يتراوح بين 20 و30 كيلو مترًا، بينما قال عبدالرحمن: إن المسافة التي تبعدهم عن البلدة هي ما بين 10 و15 كيلو مترًا. الأكراد يدعون للتعبئة ودعا حزب العمال الكردستاني أكراد تركيا أمس إلى محاربة الجهاديين في سوريا الذين يحاصرون بلدة عين العرب على الحدود التركية، حسبما أوردت وكالة فرات القريبة من الأكراد. ودعا الحزب في بيان إلى «التعبئة» معلنًا أن «يوم النصر والشرف آتٍ. لم يعد هناك أي حدود للمقاومة». وجدد البيان دعوة وجهت إلى الشباب الأكراد في تركيا لمحاربة الجهاديين وصد هجومهم على بلدية عين العرب (كوباني باللغة الكردية) ثالث المدن الكردية في سوريا على الحدود مع تركيا. 130 ألف لاجئ وأعلنت الحكومة التركية وصول أكثر من 130 ألف لاجئ سوري إلى تركيا في أعقاب تغول مليشيات «داعش» في شمال سوريا. وبحسب وكالة الأنباء التركية «الأناضول» ذكر نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش أمس أن تلك الأعداد تم حصرها منذ فتح الحدود يوم الجمعة الماضي. وقال قورتولموش: إن تركيا استعدت لموجة لجوء جديدة تقدر بمئات الآلاف من اللاجئين، وأضاف: «الموقف الذي نواجهه كارثة تسبب فيها أشخاص للأسف»، متوقعًا ارتفاع هذا العدد إذا ما استمر هجوم تنظيم «داعش» على قرى هذه المنطقة.