يعد الاهتمام بنظافة المنزل من الغبار والجراثيم من الأمور التي تحافظ على الصحة العامة وبالأخص صحة أبنائنا، ويعتقد البعض أن خلط المنظفات مع بعضها قد يزيد من قوة التنظيف، وهذا الاعتقاد كما يشير المختصون غير صحيح في بعض الأحيان، ولكن اذا لم يكن صحيحا فإنه قد يصبح خطراً قاتلاً. والخطوة الأولى لتفادي مثل هذه المخاطر هي قراءة مكونات المنظف المكتوبة على العبوة، والتي من خلالها تستطيع أن تحدد إذا كان من الممكن خلطها مع منظف آخر أم لا، إلى جانب بعض المعلومات الهامة التي يمكن القياس عليها لمعرفة ذلك. ومن هذه المعلومات: عدم خلط المبيض (الكلور) مع المنظفات التي تحتوي على مادة الأمونيا، ويكثر وجود هذه المادة في: منظفات الزجاج، منظفات الأرضيات. وتنتج مخاطر من خلط الكلور مع الأمونيا ومنها انبعاث مجموعة من الغازات السامة تسمى «الكلورامينات»، واستنشاق كمية قليلة من هذه الغازات تسبب: الكحة، وضيق التنفس، وألم في الصدر، وزيادة استنشاق هذا الغازات لفترة أطول يسبب أيضاً الغثيان، إسالة زائدة للدموع مع التهاب حاد في العين، وتهيج وألم في منطقة الحلق والأنف، والتهاب رئوي حاد مع زيادة قابلية تراكم الماء على الرئة. كما يوصي الخبراء بعدم خلط المبيض (الكلور) مع المنظفات التي تحتوي على الأحماض، والتي يكثر وجودها في المنظفات والسوائل التالية: الخل، ومنظفات الزجاج، ومنظفات الاطباق، ومنظفات المرحاض والسيراميك. وينتج عند خلط الكلور مع الأحماض غاز «الكلورين»، ومن أخطر خواص هذا الغاز هو تفاعله مع الماء ليكون حمض الهيدروكلوريك القوي (يشبه في خواصه قوة ماء النار أو حمض النيتريك)، ويمكن لغاز «الكلورين» أن يتفاعل مع الماء الموجود في الفم (اللعاب) أو العين (الدموع) أو الجلد (العرق) مسبباً التهابات حادة و تقرحات. كما أن التعرض لهذا الغاز أو استنشاق كمية قليلة منه يسبب: تهيج الأغشية المخاطية الموجودة في الحلق والأنف مسببا بذلك السعال ومشاكل التنفس وسيلان الأنف، تهيج العين والسيلان الزائد للدموع، وزيادة استنشاق هذا الغاز تتسبب أيضاً في :ألم في الصدر مع زيادة ضيق التنفس، والتهاب وتكون الماء على الرئة، والتقيؤ. يمتص الجلد غاز الكلورين مسبباً بذلك التهابا وتورم الجلد وظهور تقرحات حمراء، والتعرض لفترات اطول قد يسبب الوفاة لا قدر الله. وفي حالة التعرض لهذه الغازات أو حدث خلط لهذه المنظفات عن طريق الخطأ، وبدأ الإنسان الشعور باستنشاق الغازات أو حدوث أعراض مشابهه لما سبق ذكره يجب الخروج من المكان إلى أقرب منفذ تهوية، وغسل الوجه والمناطق المكشوفة من الجلد بالماء فقط، وعدم استخدام الصابون لاحتوائه على مركبات قد تزيد الضرر، والذهاب فوراً إلى أقرب مستشفى.