رعى صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس اللجنة الإشرافية لبرنامج " بارع " اليوم , انطلاق فعاليات الملتقى الأول للأسر المنتجة " إنتاجي عز وكرامة " , الذي تنظمه المنطقة على مدى ثمانية أيام , وذلك بمقر مركز الملك عبدالعزيز الحضاري بمدينة الباحة . ولدى وصول سموهما مقر الحفل عزف السلام الملكي ، ثم قاما بقص الشريط للمعرض المصاحب للملتقى , حيث تجول سموهما داخل أروقة المعرض الذي يقع على مساحة تزيد عن 2000 متر مربع ، ويضم 64 جناحاً للأسر المنتجة و12 جناحاً للرعاة وثلاثة أخرى للوزارات المشاركة التي تضم الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الشؤون البلدية والقروية ، إلى جانب الأجنحة الخاصة بأمانات العاصمة المقدسة والمدينة المنورة وجازان وجدةوالباحة , وكذا الركن المخصص للمشروع الوطني لتنمية الحرف والصناعات اليدوية " بارع " الذي يستضيف 40 حرفياً من خارج المنطقة وعشرة من داخلها . والتقى سموهما خلال الجولة بالعديد من الأسر المشاركة في المعرض , حيث استمعا إلى مطالبهم واحتياجاتهم . بعد ذلك بدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القران الكريم , ثم ألقى وكيل إمارة منطقة الباحة رئيس اللجنة العليا المنظمة للملتقى الدكتور حامد بن مالح الشمري كلمة أعرب فيها عن الشكر والتقدير لسمو أمير المنطقة على رعايته للحفل , ولسمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على مشاركته وتشريفه للملتقى . واستعرض الدكتور الشمري مراحل تطور مشاركات الأسر المنتجة في المنطقة التي بدأت بتوجيه سمو أمير المنطقة نحو تأسيس مشروع للأسر المنتجة في العام 1433ه تحت إشراف مباشر من إمارة المنطقة ومشاركة القطاعين العام والخاص , وذلك استجابة للمشاركات المتواضعة في بعض مناسبات ومهرجانات المنطقة التي ارتأى سموه أهمية تنسيق الجهود وتوحيد الاهتمامات لإبراز مشروع الأسر المنتجة كواحد من المشاريع المهمة ذات عائد اقتصادي على أصحاب الحرف المنتجة من الأسر والأفراد , مفيداً أنه ترتب على ذلك التوجيه إنشاء قاعدة معلومات عن الأسر المنتجة بالمنطقة , حيث وجه سموه أمانة المنطقة ببناء معارض لعرض منتجاتهم في مدينة الباحة وبعض المحافظات مع إفساح المجال لمشاركاتهم في المهرجانات والاحتفالات من أجل تشجيع انتشار إنتاجهم . وتناول وكيل إمارة منطقة الباحة ما تم تخصيصه في الملتقى من جلسات علمية تبحث العديد من المحاور التي تعمل على تأصيل العمل الاجتماعي والحرفي من خلال صناعة اليد وآلية تسويق المنتجات وإيجاد الحلول للعوائق لإدارة وتمويل أنشطة الأسر المنتجة ودور القطاع الخاص والصناديق الداعمة , مبرزاً ما يضمه المعرض المصاحب للملتقى الذي يستمر لعشرة أيام من أجنحة منها 40 جناحاً تحت رعاية ودعم الهيئة العامة للسياحة والآثار من خلال برنامج " بارع " , والبقية تحت رعاية وزارة الشؤون الاجتماعية , لافتاً النظر إلى مشاركات الصناديق الداعمة للأسر المنتجة , وكذا مشاركة بعض أمانات المناطق , علاوة على ما سيتخلله من دورات تدريبية للنساء والرجال في مختلف نشاطات الأسر المنتجة . وأكد الدكتور الشمري أن مشروع الأسر المنتجة يمثل واحداً من المشاريع الرائدة في المملكة , التي يسخر له كافة أوجه الدعم والإمكانات من أجل مجتمع منتج يساهم في دورة الاقتصاد الوطني , مشيراً في هذا الصدد إلى ما تجده الاسر المنتجة والحرفيين من دعم ورعاية من الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة الشؤون الاجتماعية والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وصندوق تنمية الموارد البشرية . وعبر في ختام كلمته عن الشكر والتقدير لكل من ساهم وعمل على إخراج الملتقى , راجياً أن يحقق الأهداف المرجوة منه . عقب ذلك ألقى وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للضمان الاجتماعي محمد بن عبدالله العقلا كلمة أبرز فيها اهتمام وزارة الشؤون الاجتماعية بالبرامج المساندة التي من ضمنها المشاريع الإنتاجية , وذلك لما تمثله من نقله نوعية تهدف لمساعدة الأسر في تطوير قدراتها ودمجها في المجتمع ورفع مستواها الاقتصادي وتحقيق الاستقرار الاجتماعي وتنمية ثقافة العمل الحر لديها وتفعيل مشاركتها في عملية التنمية , مشيداً بما يضمه الملتقى من جلسات ومعارض ودورات تدريبية تأتي جميعها تحت مظلة المسؤولية المجتمعية التي تتطلب تكاتف الجميع في القطاعين العام والخاص . وبين أن وكالة الوزارة للضمان الاجتماعي ممثلة في المكتب الرئيسي للضمان بمنطقة الباحة وفروعه قد قامت بدعم الأسر المنتجة بالمنطقة , حيث بلغ حجم الدعم المقدم للعام الحالي 1435ه نحو / 62.390.600 / ريال شملت 2914 أسرة ضمانية , مؤكداً أن هذا الدعم سيستمر بإذن الله في ظل الرعاية الكريمة من القيادة الحكيمة ايدها الله . إثرها ألقى رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالباحة أحمد بن عبدالله العويفي كلمة الرعاة والداعمين , أكد من خلالها أن مشاركة القطاع الخاص في الملتقى تأتي من الواجبات المحتمة تجاه هذه الأسر الكريمة التي تمثل نبضاً اقتصادياً مهماً للوطن , مشيراً إلى أن الدراسات الاقتصادية أثبتت الدور الكبير الذي تلعبه منتجات الأسر المنتجة في البيئة الاقتصادية للأوطان . ولفت العويفي إلى اعتزام غرفة الباحة في تأسيس مركز دائم للمؤتمرات والمعارض يضم في ثناياه جناحاً خاصاً بالأسر المنتجة , معبراً عن الشكر والتقدير لسمو أمير المنطقة وسمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على منح القطاع الخاص الفرصة في رعاية الملتقى وما سيصاحبه من فعاليات . بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية " بارع " أكد فيها أن البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية يحظى بدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله لدوره الهام في الاقتصاد الوطني وإخراج الكثير من الأسر من حيز الضمان الاجتماعي إلى الإنتاج وتوفير دخل مادي من خلال أعمالهم الحرفية , مشيراً سموه إلى أن طموح الدولة أن تصل الحرفة اليدوية السعودية المتنوعة بثقافاتها إلى العالمية عبر قنوات تسويق متقدمه . وقال سموه " إن مشروع الحرف والصناعات اليدوية يمثل إحدى ثمرات مشروع الملك عبد الله للعناية بالتراث الحضاري للمملكة ، الذي أقره مجلس الوزراء مؤخراً " ، مشيراً إلى أن برنامج الحرف والصناعات اليدوية لا يقتصر على تدريب الحرفيين على الصناعات اليدوية فقط ، ولكنه يفتح فرص استثماريه جديدة من خلال تسويق المنتجات ، كما يوفر فرص وظيفية ، كون الحرف والصناعات اليدوية مشروع اقتصادي واعد وجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية وغنى وثروة يجب المحافظة عليها . وأضاف سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار يقول " رؤيتنا أن قطاع الحرف والصناعات اليدوية في المملكة يمكن أن يكون قطاعاً اقتصادياً منتجاً يوفر فرص العمل للشباب ، ويساهم في إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة لإنتاج وتسويق الحرف السعودية " , مؤكداً سموه أن الفترة القادمة ستشهد تحفيز الشركات التي يملك الحرفيون فيها أسهماً لإنتاج حرف يدوية أصيلة بجودة عالية . وأشار سموه إلى أن البرنامج يعمل على تطوير مسار استثماري متكامل للحرف والصناعات اليدوية , ومن بين ملامحه تحفيز الاستثمار في الحرف والصناعات اليدوية بكافة عناصره من تصميم وإنتاج وتدريب وتسويق وضبط جودة , إضافة إلى البدء بمسارات تمويل جديدة من خلال صناديق التمويل الحكومية التي بدأت تخصص مساراً لتمويل الحرفيين والأسر المنتجة ، كما شجع البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية " بارع " الابتكار والتطوير الحرفي من خلال جائزة سوق عكاظ للإبداع في مجال الحرف والصناعات اليدوية وبلغت جائزة العام الماضي 500 ألف ريال . وأعرب سموه في ختام كلمته عن شكره لمجلس التنمية السياحية في منطقة الباحة بقيادة سمو أمير المنطقة في تنظيم هذا الملتقى , مشيداً بما يقوم به سمو أمير المنطقة والمجلس من جهود كبيرة لدعم أنشطة ومشاريع وبرامج السياحة والتراث الوطني بالمنطقة . إثر ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة كلمة عبر فيها عن سروره وسعادته بافتتاح الملتقى ومشاركة سمو الأمير سلطان بن سلمان في انطلاق أعماله , راجياً سموه أن تكون محاور الجلسات العلمية وورقات عمل الملتقى سبيلاً نحو الوصول لآراء وتوصيات بنّاءه تخدم مسرة العمل الأسري وتدفعه للمزيد من التطوير والاهتمام . وقال سموه " منذ تسلمي لمهام أعمالي بالمنطقة لمست التنوع التراثي والثقافي لكثير من المصنوعات اليدوية والمأكولات الشعبية بالمنطقة ومدى تمسك واعتزاز الأهالي بهذا الموروث لما يمثله من قيمه ومعنى في نفوسهم وقبولاً لدى الآخرين , كما لاحظت مشاركه متواضعة من البعض حسب إمكاناتهم في المحافل والمناسبات الرسمية مما دفعنا لتأسيس مشروع الأسر المنتجة بشراكه فاعله بين القطاعين الخاص والعام " . وأضاف " وحرصنا على توحيد الجهود وتنسيقها بصوره تخدم هدف المشروع بعد أن أخذت أمانة المنطقة مسؤولية تجهيز مقرات تساعد على آلية التسويق ثم مضينا في استكمال بعض الترتيبات التي نأمل أن تحقق النجاح وأن تكون تكاملية مع الجهود الكبيرة التي سبقتنا في هذا الخصوص كالمشروع الوطني للحرف اليدوية " بارع " الذي تبناه سمو الاخ الأمير سلطان بن سلمان وكذلك الجمعية التعاونية النسائية " حرفه " الذي تشرف على رئاسة مجلس إدارته الأميرة نوره بن محمد بن سعود وغيرها من الجمعيات التي استطاعت أن تمهد الطريق في بلانا لثقافة عمل الأسر المنتجة , والأمل يحدونا بعد توفيق الله ثم تكاتف الجهود أن نرى هذا الفكر البناء كواحد من المشاريع الرائدة في بلانا يعود على المواطن وأهله بالخير والنماء " . وأكد سمو أمير منطقة الباحة أن عمل الإنسان لكسب الرزق بعرق جبينه هو من أعظم الأمور الباعثة على الشرف في الحياة , مشيراً سموه على أن المجتمع بمؤسساته وأفراده يعتز كثيراً بالإنسان المنتج الساعي لطلبه الرزق بجهده وتعبه ؛ وهذا المشروع الذي تسعى من خلاله الجمعيات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص هو خطوه نحو بناء مفهوم إنتاجي للأسرة المعطاءة مما يستوجب استشعار أهمية هذا العمل والتفاعل مع أهدافه وبث روح الحماس في أوساط المجتمع للتفاعل مع غايته . وأعرب سموه في ختام كلمته عن شكره لسمو الأمير سلطان بن سلمان على تفضله بالمشاركة , ولضيوف الملتقى على حضورهم ومشاركتهم , ولوزارة الشؤون الاجتماعية على دعمها لمناشط الملتقى , مثمناً سموه جهود الرعاة ورؤساء اللجان المنظمة والعاملين بها في تنظيم الملتقى . وفي ختام الحفل قام سمو أمير منطقة الباحة بتكريم الرعاة والداعمين والمشاركين في الملتقى , كما قدم سموه هدية تذكارية لسمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار , فيما تسلم سموه هدية من اللجنة المنظمة للملتقى بهذه المناسبة . حضر الحفل معالي مدير جامعة الباحة الدكتور سعد بن محمد الحريقي وأمين منطقة الباحة المهندس محمد بن مبارك المجلي ومدير شرطة المنطقة اللواء مسفر بن سفير الخثعمي وعدد من المسؤولين بالمنطقة وأعضاء الوفود المشاركة في الملتقى .