ما بين الماضي والحاضر حنين الذكريات الجميلة، وحنين آخر بالنظر إلى أين كنا وكيف أصبحنا؟ أجيال تذهب وآخرون يأتون، وتبقى السيرة الحسنة لكل من طوق طريقه بالإنجاز والذهب، وحفر اسمه على جدران الوفاء للوطن ولمدينة (سيهات). ضيفنا اليوم (البلدوزر) عباس عبدالله السبع من موليد 1963م، لاعب ومدرب المنتخب السعودي ونادي الخليج السابق لكرة اليد، الذي ما زالت جماهير (قبعة البحر) تضرب به الأمثال على صعيد الفن الرياضي في صالات كرة اليد، وكذلك في التواصل الاجتماعي. السبع عباس أبرز أجيالًا ما زالت تقدم العطاء من أمثال مهندس كرة اليد السعودي ياسر الشاخور وشقيقه مؤيد وعلي السيهاتي وغيرهم من الكثير الذين حققوا للوطن ولنادي الخليج إنجازات كثيرة. (البلدوزر) يفند الفروقات ما بين الماضي والحاضر ويحدثنا عن بعض متفرقات الماضي الجميل خلال هذا الحوار البسيط.. فإلى الحوار: * حدثنا عن بدايات كرة اليد وخصوصًا بداياتك في اللعبة. دخلت في عالم معشوقتي (كرة اليد) في العام 1976م كحارس مرمى، وشاركت في أول دورة كان يشرف عليها القدير مصطفى رجب، وغيرت مركزي بعدها إلى لاعب جناح أيسر، وبعد تحقيق البطولة تم اختياري لتمثيل فريق الناشئين ضد فريق الفتح في الأحساء، وكنت حينها لم أتجاوز سن الخامسة عشرة، وكانت هي أول مباراة أمثلها بشعار نادي الخليج، وتركت اللعب في عام 1413ه لأجل مدرسة الخليج التي بدأت في تأسيسها قبل أن أترك مجالي كلاعب وأتوجه لعالم التدريب في العام 1411ه. * كيف كنتم تمارسون اللعبة في ظل عدم وجود المستلزمات الأساسية؟ المستلزمات كانت بسيطة جدًا، وكل مدرب كان يأتي من الخارج يأتي بفكرة على طريقة (الحاجة أم الاختراع) وصنع المستلزمات يدويًا، والجميل أننا كنا نمارس التمارين على ملعب مكشوف لا يقي من الحر والرطوبة ولا من البرد القارص، وكنا نتواجد مهما كانت الظروف. * كيف كنتم تتنقلون من منازلكم للنادي؟ كنا نذهب سيرًا على الأقدام حيث كنت أمر على أحمد حبيب، وبعدها إلى ماجد شبر، ونلتقي مع بقية الزملاء عند ركن (المدرسة النوذجية) وبعدها إلى النادي. ما الذي يميز الماضي؟ الأمور تختلف كثيرًا، في الماضي كانت سيهات صغيرة وكانت تجمعاتنا باستمرار كلاعبين، والعوائل كانت ليست بذات العدد في يومنا الحاضر، وبساطة الحياة كانت الأجمل في الماضي، وكل تلك الأسباب جعلت الماضي يتميز بترابطنا مع بعضنا البعض. * موقف طريف يحصل باستمرار في زمن الماضي. كثيره هي المواقف والذكريات التي أتنهد في الحقيقة حين أذكرها؛ فأتذكر حينما كنا نذهب للتمرين نمر على (ساقية للمزارع)، وكان حجمها يقارب ال3 أمتار، وكنا نتسابق لتحملنا للتمرين، وكثير منا كان يقع فيها، فلك أن تتخيل أن تكون مبللًا، وفي درجة حراة منخفضة البرودة. * مميزات من الماضي تنقص اللعبة في الحاضر. العمل كمجموعة واحدة والترابط وتشابك أيدي اللاعبين ببعضها البعض، والتعاون بين الجميع خارج الملعب قبل داخله. * كيف أصبحتم جيلًا ذهبيًا رغم كل النواقص. السبع يتنهد قليلًا ويبتسم، لم نكن نملك سوى الروح والحماس والنظر إلى الأمور بكل بساطة و(حسن نية)، ونكرر دائمًا أن غدًا سيكون أفضل، وهدفنا كان فقط رفع اسم (سيهات) دون النظر للمردود والمقابل الذي سنجنيه بعد كل إنجاز؛ لذلك أطلق علينا جيل ذهبي، وأنا فخور أن أهل سيهات ضموا اسمي لذلك الجيل. * ماذا ينقص كرة اليد لتكون في الطليعة؟ ينقصنا الكثير من الأمور أهمها الاهتمام بالقاعدة الأساسية، أقصد البراعم على وجه الخصوص هذه الفئة المظلومة، فلا يوجد لها برنامج من قبل الاتحاد السعودي لكرة اليد كمسابقات ومهرجانات تنافسية تحت مظلة الاتحاد، والقليل من الأندية مهتمة بهذه الفئة ب(اجتهادات شخصية)، ولكن ليس هناك مهرجانات تقام لها ما عدا مهرجان نادي النور، وقد بدأ نادي الصفا هذا الموسم وكذلك الخليج، وكل ما أتمناه أن يكون هناك مهرجانات دورية ومحددة حتى يكون للاعب حافز لتقديم المزيد ومواصلة الاستمرار في اللعبة.