أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي السبت أنه أصدر أوامر قبل يومين بوقف القصف على جميع المدن التي يوجد فيها مدنيون، حتى وإن وجدت فيها عناصر مما يعرف بتنظيم دولة البغدادي. ونقل موقع «السومرية نيوز» الإلكتروني عن العبادي قوله خلال «المؤتمر الوطني للنازحين قسرا» إن الدولة لن تتوقف عن ملاحقة «الإرهابيين» في كل المناطق، مؤكدا أن الدعم الدولي يزيد من إصرار العراق على حسم المعركة ضد تنظيم «داعش» قريبا. وأعلن عن تنفيذ سلسلة إجراءات ميدانية لحسم مشكلة إسكان النازحين خلال ثلاثة أشهر، موضحا أن الوحدات العسكرية والمتطوعين غيروا المعادلة في الحرب ضد الإرهاب. من جانبه قال رئيس البرلمان العراق سالم الجبوري إنه أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أن الغارات الجوية على تنظيم داعش ينبغي ألا تؤدى لسقوط قتلى من المدنيين. وتعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالقضاء على المتطرفين باستخدام «حملة منهجية من الضربات الجوية» ونفذت واشنطن بالفعل أكثر من 150 غارة في العراق في الأسابيع الأخيرة. وقال الجبوري «الحقيقة القيد الوحيد الذي اتحدثنا عنه في استخدام القصف ان يكون مركزا ومحددا وعلى مجاميع إرهابية». وقال الجبوري: «القصف العشوائي الذي يستهدف المواطنين هذا أمر نرفضه بطبيعة الحال ولا نعتبره ممارسة عسكرية هادفة، لأنه سيدفع ضريبتها الأبرياء وبالتالي الحقيقة سنخسر أرواحا كثيرة من المواطنين وتزداد نقمتهم». وألقي 14 برميلا متفجرا على مدينة الفلوجة يوم الخميس مما أدى إلى مقتل 22 مدنيا حسبما أفاد مصدر بمستشفى في المدينة. إعلان حرب والجمعة أعلن البيت الابيض الجمعة ان الولاياتالمتحدة هي «في حرب ضد تنظيم داعش»، حاسما بذلك الجدل حول توصيف الاستراتيجية التي أعلنها الرئيس باراك أوباما الاربعاء للقضاء على التنظيم المتطرف. وكان وزير الخارجية الامريكي جون كيري اعلن الخميس ان الولاياتالمتحدة لا تشن «حربا» ضد تنظيم داعش بل «عملية واسعة النطاق لمكافحة الارهاب». إلا ان البيت الابيض والبنتاغون وبعد ضغوط لإزالة اي التباس حول موقف الرئيس الامريكي من النزاع، حسما الجدل. وقال المتحدث باسم الرئاسة الامريكية جوش ارنست خلال مؤتمر صحافي ان «الولاياتالمتحدة في حرب ضد تنظيم داعش تماما كما هي في حرب ضد تنظيم القاعدة وحلفائه في العالم». وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية الاميرال جون كيربي ان الولاياتالمتحدة ليست تخوض الحرب الاخيرة في العراق. وقال كيربي: «نحن في حرب ضد تنظيم داعش على غرار الحرب التي نخوضها وسنظل نخوضها ضد القاعدة وحلفائها». ومن المقرر ان يتوجه اوباما الاربعاء الى تامبا في فلوريدا للقاء كبار المسؤولين في القيادة المركزية التي تشرف على القوات الامريكية المسلحة في الشرق الاوسط. إلا ان الجدل يظهر تردد الادارة في استخدام لغة يمكن ان تثير قلق الامريكيين الذين أيدوا خطاب اوباما حول «انهاء» الحروب التي تخوضها الولاياتالمتحدة في افغانستانوالعراق خلال ترشحه لحملتين انتخابيتين رئاسيتين. استهداف داعش ميدانيا، ذكرت مصادر عراقية السبت أن 25 شخصا من مسلحي تنظيم داعش قتلوا في غارات للطيران العراقي استهدف مناطق تابعة للتنظيم في بعقوبة. وقالت المصادر إن «طيران الجيش العراقي شن غارات جوية فجر السبت على مواقع تابعة للمسلحين في مناطق جبال حمرين التابعة لناحية السعدية شمال شرق بعقوبة، ما أسفر عن مقتل 25 مسلحا بينهم قيادات من جنسيات عربية، وإصابة 20 آخرين وتدمير عجلتين ومنزلين يحتويان على أسلحة مختلفة وبراميل متفجرة تضم مادة سي فور». من جهة اخرى ذكرت الشرطة أن النيران اندلعت السبت في خزان للنفط الخام بعد قصف لعناصر داعش استهدف مصفاة التكرير في بيجي شمال بغداد. وقالت المصادر إن مسلحي داعش قصفوا بقذائف الهاون مصفاة التكرير في بيجي ما تسبب بإحراق خزان للنفط الخام، حيث اندلعت النيران منه وسحب الدخان التي غطت مساحة واسعة من المصفاة. ويأتي القصف بعد ثلاثة أيام من زيارة قام بها وزير النفط العراقي الجديد عادل عبدالمهدي للمصفاة المتوقفة بشكل كامل عن الإنتاج بسبب تهديدات المسلحين المتكررة للمصفى. كما أفادت مصادر أمنية بأن عناصر داعش فجروا امس جسرا خشبيا عائما على نهر دجلة وقطعوا إمدادات الجيش العراقي لناحية الضلوعية المحاصرة منذ 80 يوما جنوبي محافظة صلاح الدين. وقالت المصادر إن انتحاريا يقود زورقا مفخخا فجر نفسه أسفل جسر خشبي عائم على نهر دجلة جنوبي ناحية الضلوعية، مما تسبب بتدميره بالكامل وقطع طريق إمدادات الجيش العراقي. وحسب المصادر، تمكنت قوات من الجيش داخل الناحية من تحرير قرية الهور شرقي الضلوعية وقتل ثمانية من المسلحين في حادث منفصل، في حين نجحت الطائرات العراقية في تدمير وكر للمسلحين في قرية الخزرج، وقتل من فيه في محيط الناحية. سلاح أمريكي وفي سياق متصل، صرح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بأن ما يعرف بتنظيم داعش استولى على معظم الأسلحة الحديثة التي تركتها الولاياتالمتحدة في العراق. وأعرب داود أوغلو في مقابلة تليفزيونية نشرتها السبت صحيفة «حريت التركية» عن معارضته لفكرة دعم بشار الأسد، قائلا إن مثل هذه الخطوة سوف تدفع المعارضة «المعتدلة» في البلاد إلى الالتفاف حوله. وأضاف إن التطرف يشكل تهديدا كبيرا للعالم، مضيفا إن «الاشتباكات الطائفية في سوريا هى نتاج أن أقلية تبلغ نسبتها 12 % من إجمالي تعداد السكان تسعى إلى حكم البلاد». يشار إلى أن مسلحي داعش يحتجزون 49 دبلوماسيا تركيا منذ اقتحامهم القنصلية التركية في الموصل قبل ثلاثة أشهر.