مما يؤسف له أن ثقافة التعاونيات في المملكة العربية السعودية تكاد تكون معدومة، حيث الغالبية تجهل مفردات الجمعيات التعاونية! وما هي؟ وما الفرق بينها وبين الجمعيات الخيرية؟ ولعلنا نلتمس لهم العذر نظراً لتقصيرنا نحن (ممن لهم اهتمام بالشأن التعاوني)، كما أن الجمعيات القائمة ومجلس الجمعيات التعاونية لم يقوموا بواجبهم في تنوير أفراد المجتمع عما يدور في فلك التعاونيات سوى نشرة دورية تحت مسمى (تعاونيات) تظهر -على استحياء- كل ثلاثة شهور، وقد صدر منها العدد الثاني في يناير 2013م وبمحدودية الانتشار لم تستطع أن تصل إلى هدفها. إن وجود أكثر من (700) جمعية خيرية على رأس العمل بالمملكة والزخم الكبير الذي تناله من وسائل الإعلام ونشاط العاملين بهذا الحقل وملامسة تلك الجمعيات لحاجات الناس كانت من الأسباب الرئيسية لانتشارها وحصولها على نصيب الأسد لدى المتلقي. بالمقارنة مع عدد الجمعيات التعاونية والتي تجاوزت (170) جمعية لا يدعمها أي إعلام مقروء أو مسموع أو مرئي، إضافة إلى تحجيمها في إطار ضيق كحي سكني يقطنه منسوبو جامعة أو منشأة حكومية مثل تحلية المياه أو سكة الحديد أو خطوط طيران. إن نشر الوعي التعاوني بين المواطنين ليس بالأمر الهين، رغم أن أكثر من خمسة عقود مرت على إنشاء أول جمعية تعاونية، وتوالت بعدها جمعيات منها ما هو نوعي ومتخصص كالجمعيات الزراعية والأسماك والإسكان، ومنها ما هو شامل كجمعيات (متعددة الأغراض)، لقد قامت جمعيات واستمرت وأخرى تعثرت، وجار تصحيح عثرتها وأنشئت جمعيات جديدة منها ما هو في طور التأسيس ومنها ما هو حاصل على الترخيص وفي طور الإشهار في الصحف، عليه وجدت لزاماً علي -كمهتم بهذا النوع من النشاط- أن أدلي بدلوي حتى أجلي اللبس الحاصل في فهم أطر التعاونيات ووضع النقاط على الحروف مستمداً العون من الله ومتمنياً على القارئ الكريم أن يمدني بما يفيد.