أكدت هيئة الطيران المدني انتهاء أعمال تشييد مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي الجديد بمنطقة المدينةالمنورة مطلع العام 2015م، بعد تطويره على مساحة تقدر بأكثر من 4 ملايين متر مربع، ليكون معلماً حياً يعكس تراث المدينةالمنورة ويسهم في رفع مستوى الخدمات المقدمة، وذلك مع تكامل مرافق المطار وضمان التوسع المستقبلي وتقليل مستوى التغيرات والمسافات لحركة المسافرين. وأوضح المتحدث الرسمي لهيئة الطيران المدني بالمملكة خالد الخيبري ل "اليوم" أن المدينةالمنورة تعد أحد أهم منافذ وصول ومغادرة الحجاج والمعتمرين من الخارج، والذين تزداد أعدادهم بصورة مطردة عاما بعد عام. وقال الخيبري: إنه وحرصاً من الهيئة العامة للطيران المدني برئاسة الأمير فهد بن عبدالله رئيس الهيئة العامة للطيران المدني على تطوير مطارات المملكة الدولية والإقليمية والمحلية ومواكبة النمو السريع في اعداد المسافرين الذي تشهده مطارات المملكة، واستشعارا منها بضرورة تلبية احتياجات الطلب على السفر جوا، فقد سعت الى التطوير الجذري للعديد من المطارات الجاري العمل بها، منها مطار الامير محمد بن عبدالعزيز بالمدينةالمنورة. وتابع: في تاريخ 29/10/2011م تم توقيع اتفاقية الشراكة بين الهيئة العامة للطيران المدني وشركة طيبة لتطوير المطارات - المستثمر - وفق أسلوب البناء ونقل الملكية والتشغيل (BTO)، لتطوير مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينةالمنورة، وقد تم تمويل المشروع عبر التمويل الإسلامي بواسطة البنوك المحلية بإشراف استشاري عن طريق مؤسسة التمويل الدولية الذراع الاستشارية للبنك الدولي (اي اف سي). وأشار إلى أن الهدف الرئيسي من الاتفاقية هو توسعة المطار وتطويره ليستوعب الطلب المتزايد على السفر إلى المدينةالمنورة، ويعتبر الاسلوب الذي اتبعته الهيئة في تطوير مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي الجديد مثالاً يجسد الشراكة بين القطاع العام والخاص، وسيلعب المطار دوراً مهماً في استيعاب حركة النقل الجوي المتنامية من الحجاج والمعتمرين والزوار على مدار العام، وذلك بزيادة الطاقة الاستيعابية للمطار في العام الى 8 ملايين مسافر سنوياً كمرحلة أولى، و12 مليون مسافر في مرحلته الثانية متى ما استدعى ذلك. وأضاف الخيبري: إلى جانب زيادة وتعزيز حركة النقل الجوي فإن مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي الجديد سيوفر بيئة عمل مثالية لجميع الأطراف من مستخدمين ومستثمرين ومشغلين بدرجة عالية من الكفاءة والسلامة البيئية. وقال: شرعت شركة طيبة لتطوير المطارات في اعمال تشييد مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي الجديد على مساحة تقدر بأكثر من (4) ملايين متر مربع، وذلك في تاريخ 30 يونيو 2012م، وعند نهاية الربع الأول من عام 2015 م - بإذن الله - سيتم الانتهاء من أعمال تشييد المطار الجديد، حيث سيكون مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي أحد أهم المطارات في المنطقة. وتابع بقوله: إنّ مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي الجديد صمم بعناية فائقة ليكون معلماً حياً يعكس تراث المدينةالمنورة، ويسهم في رفع مستوى الخدمات المقدمة لتتواكب مع أهمية المكان والزمان لطيبة الطيبة، آخذين في الاعتبار تكامل مرافق المطار وضمان التوسع المستقبلي مع تقليل مستوى التغيرات والمسافات لحركة المسافرين. وأشار المتحدث الرسمي لهيئة الطيران المدني الى أن إنشاء مجمع صالات الركاب الجديد في المطار يُعتبر الجزء الجوهري الذي تنجزه شركة طيبة لتطوير المطارات، ويقع في الجهة المقابلة لصالة الركاب الحالية من جهة المدرج. ويتكون المجمع من ثلاثة طوابق ومبنى صعود ونزول الركاب من الطائرة الملاصق له، وقد تم استخدام وتطبيق تقنيات جديدة ومتطورة في جميع أنحاء المبنى، ولإضفاء الطابع التراثي للمدينة المنورة تم تصميم وتركيب أعمدة مبنى الركاب الجديد على شكل شجر نخيل معدني، حيث تُشكل أشجار النخيل أهمية تاريخية في الإسلام وللمدينة المنورة على وجه الخصوص، ولذلك أضحت الهاماً للتعبير المعماري في مبنى صالة الركاب والبنية المرتبطة به. وأوضح أنّ إجمالي مساحة مبنى صالة الركاب الجديد تبلغ (156) الف متر مربع، وتم تقسيم المجمع لأربع صالات، صالة للرحلات الداخلية، صالة للرحلات الدولية، وصالة الحج والعمرة، بالإضافة الى صالة كبار الشخصيات. وقال: سيحتوي مجمع صالات الركاب على عدد (64) كاونترا لإنهاء إجراءات السفر، وعدد (2) كاونتر للأمتعة الكبيرة وعدد (24) كاونتر خدمة ذاتية، وعدد (12) كاونترا في صالات الحج. بالإضافة الى تزويد مبنى صعود ونزول الركاب من الطائرة بعدد (16) جسرا معدنيا ثابتا، وكل جسر من تلك الجسور تم تزويده بعدد (2) جسر ميكانيكي لصعود الطائرة. وبصورة إجمالية يبلغ عدد الجسور الميكانيكية (32) جسراً، والتي تتيح للركاب صعود الطائرة مباشرةً من مبنى الصالات. وأشار الخيبري إلى أنه سيتم انهاء إجراءات جميع الجوازات لجميع ركاب الرحلات الدولية للحج والعمرة بصورة سريعة دون الحاجة الى الانتظار لفترات طويلة. وسيكون هناك إجمالي عدد (74) كاونتر جوازات دائما، وعدد (16) بوابة الكترونية لإنهاء إجراءات الجوازات الخاصة بركاب رحلات الحج والعمرة، وفي أوقات الذروة لموسمي الحج والعمرة سيتم تأمين عدد (44) كاونتر جوازات مؤقتا، وذلك لتسهيل سرعة إنهاء إجراءات الجوازات لضيوف الرحمن. ولفت إلى أن المشروع يتضمن تجهيز مجمع صالات الركاب الجديدة بأحدث معدات أنظمة مناولة العفش وجار العمل على تركيب عدد (7) سيور عفش دائرية بإجمالي اطوال بلغت اكثر من 4 آلاف متر. حيث يحتوي مجمع الصالات على عدد (36) مصعدا و(28) سلما متحركا و(23) سيرا متحركا، بغرض تسهيل سرعة حركة الركاب داخل مجمع الصالات. بالإضافة الى جميع المرافق الضرورية من أماكن الصلاة والوضوء ودورات المياه، وسيضُم مجمع الصالات على مساحة ما يقارب 6 آلاف متر مربع مجموعة متميزة من المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي من الأسماء التجارية الدولية والمحلية، بالإضافة للمصارف وأجهزة الصراف الآلي. وأضاف الخيبري: إنه حرصا من الشركة المشغلة للمطار - شركة طيبة لتطوير المطارات - على توفير أفضل وأرقى الخدمات لضيوف الرحمن سيصار الى تشييد (6) صالات حج (Pavillion)، وتبلغ مساحة كل صالة من هذه الصالات (1750) مترا مربعا، وبمساحة إجمالية تبلغ اكثر من 10 آلاف متر مربع، مزودة بجميع المرافق الضرورية ووسائل الراحة، بالإضافة الى قربها من مبنى ركاب الحج والعمرة لتجميع الركاب في صالة الحج بعد وصولهم أو قبل مغادرتهم، وذلك لتسهيل وسرعة إنهاء الإجراءات اللازمة من قبل وزارة الحج. وقال: "يتضمن المشروع إنشاء مواقف سيارات مظللة للركاب والزوار، والتي تتسع لعدد (1800) سيارة، كما تم أيضاً تأمين عدد (200) موقف للحافلات بالقرب من صالة الحج والعمرة لنقل الحجاج والمعتمرين و(100) موقف لسيارات الأجرة". مضيفا: "سيتم في القريب العاجل تشييد مسجد يُعد تحفة معمارية بمساحة إجمالية تبلغ (3900) متر مربع بالقرب من صالة الحج والعمرة، ويستوعب ما يقارب 2000 مصل". وأشار إلى أنه تم الانتهاء من انشاء مبنى وحدة الإطفاء والإنقاذ على مساحة تقارب 4 آلاف متر مجهزة بجميع المعدات والأجهزة الأساسية. وكذلك تم الانتهاء من توسعة وتمديد المدرج الحالي رقم (17-35) وذلك لتوفير متطلبات الهبوط والإقلاع للطائرات ذات الأحجام الكبيرة مثل ايرباص A-380 ودريملاينر Dreamliner. وتابع بالقول: لقد تم الأخذ في الاعتبار عند تصميم مجمع صالات الركاب الجديد توفير مساحات كافية للمكاتب الكاونترات لجميع الجهات العاملة في المطار، مثل الشرطة، وزارة الحج، وزارة الزراعة، وزارة الصحة، مكافحة المخدرات، الجوازات، الخطوط الجوية العربية السعودية، القوات الجوية الملكية السعودية، شرطة المرور وأمن المطار، بالإضافة الى محطات فرعية، مساكن الحراس، مساكن عائلية، مساكن للعزاب. وأوضح أن مجمع صالات الركاب صُمّم بشكل صديق للبيئة، بحيث يقلل الأثر السلبي للحرارة عليها، ويسهم في زيادة كفاءة عملية تكييف الهواء، مع توفير إضاءة طبيعية كافية للمساحات الداخلية، مضيفاً: إنه تم الانتهاء من نسبة كبيرة من أعمال الإنشاءات والتي تجاوزت نسبة الإنجاز المطلوبة حسب الخطة الموضوعة. وحسب بنود وشروط العقد، فإن تاريخ الانتهاء من أعمال إنشاءات مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي الجديد هو 31 مارس 2015م، ومع ذلك فإنه جار بذل الجهود للانتهاء من تنفيذ المشروع قبل هذا التاريخ. وقال الخيبري: إنّ عدد الموظفين العاملين في المشروع بلغ حوالي (6000)، كما بلغ عدد الآليات والمعدات المستخدمة في المشروع اكثر من (720) معدة وآلية، مؤكدا أنه تم الاهتمام بصورة خاصة بجوانب السلامة والأمن والصحة، وتم بذل الجهود لتخصيص ضابط سلامة لكل (150) شخصا في الموقع، علماً بأنه تطبق شروط وتعليمات السلامة بكل دقة، الامر الذي لم يتم الإبلاغ عن أي حوادث قاتلة بحمد الله حتى تاريخه. تم الانتهاء من نسبة كبيرة من أعمال الإنشاءات مجمع صالات الركاب صُمّم بشكل صديق للبيئة