أمرت محكمة تركية بإيداع قائد سابق للجيش التركي في السجن الليلة قبل الماضية انتظارًا لمحاكمته في اتهامات بمحاولة الإطاحة بالحكومة وذلك في خطوة لم يسبق لها مثيل يرجّح أن تفاقم توترًا مستمرًا مع الجيش. وتقاعد الجنرال الكر باشبوغ في عام 2010 وهو أكبر ضابط يتم إلقاء القبض عليه في المؤامرة التي تُعرف باسم ارجينيكون في اطار اجراءات صارمة ضد المؤسستين العسكرية والعلمانية في تركيا المرشّحة لنيل عضوية الاتحاد الاوروبي. وقالت قناة (إن.تي.في) التليفزيونية ان باشبوغ دفع ببراءته من التُّهم الموجّهة إليه أمام المحكمة الخميس. ووصفت القناة الجيش التركي بأنه من أقوى جيوش العالم. ونقل عن باشبوغ قوله للمحكمة: يمكننا أن نقول إنه بالفعل أمر مضحك مبكٍ في آن واحد أن تتهم شخصًا يقود مثل هذا الجيش بتشكيل وتوجيه جماعة ارهابية. وبعد خضوعه لفحص طبي نقل باشبوغ لقضاء أول ليلة خلف القضبان وهو أول قائد سابق للجيش يُسجن. وجاء الحكم بسجن باشبوغ بعد ساعات من قول صحفيين أتراك مشهورين يحاكمون بتهمة وجود صلات تربطهم بشبكة ارجينيكون القومية المتشددة بأن الاتهامات لها دوافع سياسية ووصفوها بأنها مذبحة للعدالة في قضية أثارت مخاوف حول حرية الاعلام في تركيا. اعتقل عدة مئات من المشتبه بهم وبينهم ضباط جيش متقاعدون وأساتذة جامعة ومحامون وصحفيون في قضايا لها علاقة بالمؤامرة. واتسعت التحقيقات في قضية ارجينيكون منذ ان بدأت في عام 2007 ويتهم منتقدون حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بإثارة الذعر لإسكات المعارضين. وتنفي الحكومة هذه المزاعم. واعتقل عدة مئات من المشتبه بهم وبينهم ضباط جيش متقاعدون وأساتذة جامعة ومحامون وصحفيون في قضايا لها علاقة بالمؤامرة. من ناحية ثانية قالت قيادية في حزب العمال الكردستاني ان وضع دستور جديد في تركيا يمثل فرصة لحل نهائي للمشكلة الكردية لكن حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان غير صادقة في جهودها لايجاد نهاية للصراع. ويعصف العنف بجنوب شرق تركيا الذي تسكنه غالبية كردية منذ العام 1984 عندما حمل حزب العمال السلاح للقتال من اجل الاستقلال. وقتل حوالي 40 ألفًا من جنود الجيش والمقاتلين الاكراد والمدنيين منذ ذلك الحين. ومنذ ان اعتقلت قوات تركية خاصة عبدالله اوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني في 1999 خفف الحزب مطالبه بالسعي إلى حُكم ذاتي ومزيد من الحقوق للاكراد.. لكن على الرغم من خطوات اتخذها حزب أردوغان - الذي يتولى السلطة منذ 2002- لمنح حريات ثقافية للاكراد في تركيا فإن القتال استمر ويسقط فيه ضحايا بشكل شبه يومي. وتعتبر تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية لكن تسريبات الى وسائل الإعلام اشارت الى ان بعض المسؤولين على الاقل في انقرة اجروا سلسلة محادثات مباشرة مع الجماعة المتشدّدة لمحاولة التفاوض على السلام. وقالت سرباز بيري العضو بالمجلس التنفيذي لحزب العمال في مقابلة مع رويترز في الجبال بشمال العراق: لقد اعلنا ان اهدافنا هي: كردستان ديمقراطية وذات حكم ذاتي. واضافت قائلة: المطلب الاساسي للشعب الكردي هو الحكم الذاتي وهذا الحُكم الذاتي ينبغي ان يكون منصوصًا عليه في الدستور التركي الذي يجري تغييره. وتخطط حكومة حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان لتغيير الدستور الذي استُحدث تحت الحكم العسكري في 1982 لجعله اكثر ليبرالية وتتفاوض مع مشرعي المعارضة بمن فيهم النواب المؤيدون للاكراد للحصول على الدعم الذي تحتاجه لإقراره في البرلمان. لكن بيري قالت ان اعتقالات في الاشهر القليلة الماضية شملت آلاف الساسة والنشطاء الاكراد المتهمين بأن لهم صلات بحزب العمال الكردستاني وعمليات عسكرية مستمرة بلا هوادة ضد الجماعة داخل تركيا وفي قاعدتها بشمال العراق قوّضت فرص النجاح وان القتال سيستمر.واضافت قائلة: نعتقد ان تغيير الدستور يمثل فرصة لكن حكومة حزب العدالة والتنمية الموجودة في السلطة حاليًا لا تعتزم جعل الدستور أكثر ديمقراطية. حكومة حزب العدالة والتنمية غير مستقيمة وغير صادقة.. انهم يلعبون لعبة الخداع السياسي. وقالت بيري - التي قاتلت على مدى 17 عامًا في صفوف حزب العمال الذي يوجد به عدد كبير من النساء المقاتلات - ما نريده ليس كثيرًا.. فقط تغيير الدستور..ليس تقسيم الدولة وليس رفض العلم وليس رفض اللغة التركية.