تعتبر صناعة الفخار من أقدم الصناعات التقليدية التي احتفظت بخصوصيتها في البلاد، واحتفظت هذه الصناعة التقليدية على شعبيتها فهي نتيجة أن الإنسان عرف منذ الأزل كيف يحول الطين إلى مادة صلبة عن طريق الشوي، كيف يشكله ويصنعه وقد صنع منه الفخار المسامي وغير المسامي وفي عدة ألوان وأشكال، ومما ساعد في اختراع الفخار الدولاب البطيء ثم السريع الذي أحدث ثورة في كمية الإنتاج في الألفية الرابعة، وكان الفخار يجفف في الهواء والشمس ثم يتم إحراقه بطريقة تهوية والتحكم في الهواء ليعطي اللون الأحمر أو الأسود حسب أكاسيد المعادن الموجودة في مادة الطين، وكان يزين ويصقل قبل الحرق أو بعده وقد كانت تستخدم في ذلك الوقت لشرب المياه وتبريده وطبخ الطعام وحفظه، ورغم احتفاظها هل مازالت استخداماتها كما هي مجرد زينة لتضيف الجمال للمكان. فقد أعرب خالد السلطان أنه محافظ على شرب الماء في الاواني الفخارية، خصوصاً في فترة الشتاء وذلك بسبب الفوائد الكبيرة فهو لا يصيب بالأمراض كالأواني التقليدية، بل هو يقي من الامراض وانه يسحب جزيئات الترسيب ويقتل البكتريا ويصفي الماء من الشوائب كما أنها علاج للكلى. وأما محمد الدوسري فقال إن استخدام الاواني الفخارية قد انقرض فحتى الزينة لم تستخدم بالشكل الكبير في الفترة الاخيرة بسبب توجه الكثير إلى الديكورات الخفيفة والبسيطة. وقالت أم حسام العباد: إنها لا يمكن ان تستغني عن الاواني الفخارية في الطبخ خصوصاً في شهر رمضان، فالفخار يحافظ على الحرارة كما أنه يضيف طعما رائعا للغذاء. وأشار محمد الموسى صاحب مطعم ومقهى شعبي الى أنه لا يمكن أن يستغني عن الاواني الفخارية، فهي مطلب الزبائن ولا يكمن المطعم إلا بها كما أنه يبيع المنتجات الفخارية لشرب الدخان (القدو) لغالب دول الخليج والمقهى مقصد لهم. وأوضح الحرفي محمد القويضي أن أكثر الطلبات هي المستخدمة للزينة او التذكارات، ومنها الأعمال التقليدية وكذلك المبتكرة كحاملة الشموع والمزهريات ذات الأشكال الفنية او مجسمات الزهور والأشكال. ولتشجيع حرفة الخزف أتمنى تخصيص موقع او مبنى يضم الحرفيين ومساندة العملية التسويقية من خلال تكثيف شراء المنتجات كهدايا، والكريمات في احتفالات الدوائر الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة. وبهذا يساعد على تنمية الحراك الاقتصادي وزيادة الدخل للحرفي مما يوطن الحرفة ويدعم استمرارها. ونتمنى ايضا من رجال الأعمال انشاء ورش انتاج لتستوعب الحرفيين في الأحساء في فن الخزف، وكذلك إقامة معرض دائم للمنتجات يتم إدراجه ضمن المسارات السياحية في الأحساء. وأوضح المهندس عبدالله الشايب صاحب معرض للفخار والمهتم في تدريب الحرف اليدوية، أن الأحساء تستعيد وهجها التاريخي في صناعة الخزف ولا يخفى على المتتبع تاريخيا مكانة الأحساء تاريخيا في صناعة الخزف التي دلت عليها المكتشفات، وانها وصلت ذروتها في الخزف المزجج والملون، والذي كان ينافس الخزف الصيني والفرعوني وانتاجه منتشر على جغرافية حوض الخليج والجزيرة العربية والشام وشمال أفريقيا وبلاد فارس ووسط آسيا وغيرها، الا انه حدث تدهور في نصف القرن الماضي أدى الى ضمور هذه الصناعة، والتي كانت متركزة الدوغات (جمع دوغة وهو محل حرق الطين الخزفي) في مدينة الهفوف في سكة او قحف بالفريج الشمالي، وعرفوا بالغراشين وكذلك بالمبرز ودوغة القارة (وهي الوحيدة التي ما زالت قائمة في كنف جبل القارة الشهير) وكانت المنتجات تتمثل في ادوات الاستخدام، مثل المسخنة والزير والبرودة والخابية والبرمة والمبخر، وراس الرانجيلة وقاعدتها وجحلة حفظ الحبوب والتنور وصفائح البناء وغيرها. ويتم تشكيل الطين وحرقه وإضافة الألوان او حرقه لتجزيزه. في السنوات الأخيرة هناك حركة دؤوبة لإعادة تنشيط انتاج الخزف بالأحساء وسد الفجوة في وجود الحرفيين من جهة، ولتأهيل تنمية الموارد البشرية والاستفادة من خامات البيئة وتلبية الحاجة. وهناك دورات في فن الخزف استقطبت مجاميع من الشباب، وتعنى الدورات بمنهجية علمية انطلاقاً من التعرف على التربة المناسبة وأكاسيدها مرورا بالعجن والتشكيل والتجفيف والحرق بالفرن والتلوين وايصالهم الى حالة الاحترافية في ذلك، ولأن مطالب السوق الحالية من الخزف اختلفت عن السابق فكانت تنمية المهارة للخزاف على انتاج المواد التقليدية واردة، الا ان التدريب اعتمد على الابداع والابتكار لمنجات حديثة يمكن انتاجها وتسويقها، مثل أصايص الزهور او النباتات والمزهريات والأكواب والصحون والخط والصحون وغيره، كما شكل التدريب الإنتاج الفني للخزف لقطع مشكلة تصلح للهدايا وللزينة، وتم الاستعانة في كل ذلك بالإضافة الى الخزافين الشعبيين بمختصين في الفنون التطبيقية بجامعة الملك فيصل بالأحساء، وقد اصبح هناك عدد من الخزافين الشباب لديهم مهارة عالية للتشكيل على استعداد لتنفيذ اي طلبات خزفية، ولا يزال هناك حاجة ماسة للاضطلاع بدور التبني لهؤلاء الشباب ضمن ورش انتاجية حتى يتمكنوا من تغطية حاجة السوق وإعادة وهج الخزف الأحسائي، والتطلع الى هذا المحرك الاقتصادي والفني وخدمة السياحة والإسهام في اظهار الهوية الوطنية. اقبال كبير على الأواني الفخارية تأهيل و تنمية الموارد البشرية والاستفادة من خامات البيئة وتلبية الحاجة إقامة معرض دائم للمنتجات الفخارية