في ليلة الأحد 5/11/1435 انشغل الناس بإنهاء الترتيبات الأخيرة لبدء العام الدراسي الجديد 1435-1436، الأب لا يزال في المكتبات يشتري القلم والقرطاس والحقيبة المدرسية، والأم تجوب الأسواق لتشتري الزي الرسمي لبناتها، والصحف تصدرت بعناوينها البارزة لأهم استعدادات الوزارة، والمدارس استعدت مسبقاً لاستقبال الطلبة والطالبات. في المقابل كان هناك وزير يعتلي قمة الهرم التربوي التعليمي، اختار -يحفظه الله- الوقت المناسب في ليلة الدوام الرسمي ليعلن عن نهج وزارة التربية والتعليم وليتحدث قائلاً: هذه خطتنا وهذا ما عزمنا عليه بإذن الله تعالى وهذه مكافأتنا للمحسن وهذا عقاب المسيء. كلمة سمو وزير التربية والتعليم رأيتها منظومة متكاملة جمعت بين (اليراع والسيف)، فبالقلم نوه عن خطة الوزارة ومشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، وبسيف اللوائح التنظيمية والقوانين التعليمية والتعليمات الإدارية حذر من (تقاعس المسئولين وعبث المتعلمين). وأشار سموه إلى أنه لا مكان بعد اليوم في المجتمع التربوي لمن ينظر لهذه المهنة الجليلة على أنها مجرد مصدر رزق سهل، كما عزز مكانة الهيئة التعليمية بأن لهم الصدارة في تحقيق طموحات القيادة ورفعة الوطن وتطلعات المواطنين. وفي كلمته لم يغفل سموه عن دور الأسرة فقد جعلها ضمن (شركاء المسئولية)، أرى أن كلمة «الفيصل» رسالة تربوية تعليمية حوت على أهم الخطوط العريضة لمنهج الوزارة، وأقترح أن تكتب وتعلق في فناء المدرسة لتكون أمام مرأى جميع منسوبيها وتعلق نسخة أخرى أمام البوابة الخارجية للمدرسة لتكون تحت أنظار أولياء الأمور ليتأكد لهم حقيقة ما أشار إليه الوزير في أهمية دورهم كشركاء في المسؤولية. ويسرني أن أقدم اللوحة المقترحة لصياغة الكلمة على صورة فقرات مختصرة: (كلمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم بمناسبة بداية العام الدراسي الجديد 1435). 1 - أشعر بسعادة تغمرني وطمأنينة تسكن نفسي لما أجد فيكم من صدق العزيمة والتعاون الخلاق والرغبة الصادقة في العطاء والحماسة للسباق بالإنجاز في ميادين التربية والعلم والمعرفة. 2 - إن ما يصبو إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- أيده الله– هو أن تتوافر للمواطن السعودي كل الأسباب التي تجعله مميزاً تنشئةً وعلماً بما يمكنه أن يحتل الصدارة في كل مشهد. 3 – للوزارة وظيفتان: الأولى هي التربية بمفهومها الشامل، والثانية عنايتها بالتحصيل العلمي وتطبيقاته. 4 – ليس مقبولاً أبداً ما قد يصدر من بعض أبنائنا الطلبة والطالبات من سلوك غير سوي يتجاوز مبادئ الدين أو قيم المجتمع، ولا بد من مواجهة هذا السلوك -إذا ما وقع– بصرامة تضمن عدم تكراره. 5 – لن نقبل أبداً أن يتقاعس المسئول في أي من مرافق الوزارة عن ممارسة دوره أو يقصر في أداء رسالته. 6 – لا مكان في مجتمعنا التربوي لمن ينظر لهذه المهنة الجليلة على أنها مجرد مصدر رزق سهل. 7 – المعلمون والمعلمات والمدراء والمديرات: أنتم بعون الله مناط الأمل في تحقيق طموحات قيادتكم ورفعة وطنكم وتطلعات مواطنيكم. 8 – الجهود والأموال والمنشآت والأنظمة ما هي إلا أدوات مساعدة في أداء المهمة الجليلة على أكمل وجه. 9 – التقدير المادي والمعنوي حق لكل من يلتزم بالأداء الإيجابي. 10 – لا بد من محاسبة المقصر والمفرط في أداء واجباته. 11 – مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم انطلق بحمد الله من مرحلة التخطيط إلى التطبيق، وأمام الوزارة المسؤولة عن تنفيذ المشروع خمس سنوات من التحدي. 12– لا بد أن تواكب هذه النهضة المنشودة للمدارس الحكومية نهضة مماثلة في مدارس التعليم الأهلي والأجنبي. 13– العملية النقدية لأداء الأفراد والمؤسسات عموماً ينبغي أن تتجاوز إلى مشروعية النقد الموضوعي الإيجابي. 14– أرحب بكل الآراء النقدية الموضوعية التي تسعى لجعل العمل التربوي والتعليمي أنموذجاً في كفاءة الأداء وتحقيق الأهداف. 15– تفعيل دور الأسرة مع المدرسة بإحياء الدور الإيجابي لمجالس الآباء في المهمتين التربوية والتعليمية التي لا يقوم نجاحهما إلا على ساقي البيت والمدرسة معاً. نسأل المولى عز وجل أن يمنحنا القدرة والصبر على تحقيق الغاية النبيلة لهذه الوزارة ومهمتها الجليلة في صياغة الشخصية السعودية. انتهى. في الختام: (ما كل من هز الحسام بضارب ولا كل من أجرى اليراع بكاتب) بوركت جهودكم يا فيصل التربية والتعليم وسدد الله خطاكم، وقيض لسموكم بطانةً صالحةً تكون لكم عوناً على حمل مسؤولية رسالة الأنبياء. تحياتي. * خبيرة إدارية- تربوية- وزارة التربية والتعليم