بدأت الدراسة بالمملكة يوم أمس الأحد، حيث توجه (5.553.558) طالبًا وطالبة إلى مقاعد الدراسة في مختلف مراحل التعليم العام، وكان منهم (2.718.762) طالبًا، و (2.834.796) طالبة، وذلك حسبما أعلنه وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط والتطوير. ويشكل عدد الطلاب والطالبات في التعليم العام حوالي 25% من سكان المملكة من المواطنين، وحوالي 19% من اجمالي سكان المملكة من المواطنين والوافدين. العودة إلى المدارس تؤثر في الاقتصاد بما تتطلبه المدرسة من مستلزمات دراسية، ناهيك عن تأثر حركة المرور في المملكة بهذا العدد الكبير من الطلاب من الجنسين. أود أن أهنئ طلاب وطالبات المملكة بعام دراسي جديد مكلل - بإذن الله - بالنجاح والانجازات، وأتمنى لهم الخير والسعادة والتوفيق والنجاح في تحصيلهم الدراسي الذي تؤثر فيه أربعة عناصر : العنصر الأول هو رغبة وحماسة واستعداد الطالب والطالبة النفسي والذهني، لأن ذلك أهم أسباب النجاح والإنجاز والتميز. العنصر الثاني هو اخلاص المعلم والمعلمة في أداء الواجب الوطني بالأداء المميز لتعليم الطلاب والطالبات بإخلاص وتفان لتحفيزهم لتقبل الجرعات المتراكمة من العلم والمعرفة لأن ذلك مهم جداً فلا يتقبل الطالب والطالبة العلم والمعرفة والنصيحة والتوجيه من المعلم والمعلمة إذا كان هناك حواجز نفسية تحول دون ذلك. الطالب والطالبة بشر يتأثرون بمن حولهم وما حولهم من مؤثرات إيجابية وسلبية لها علاقة مباشرة وغير مباشرة بالتحصيل العلمي والمعرفي. إن تفهم المعلم والمعلمة لنفسية الطالب والطالبة من أهم شروط العملية التعلمية والتربوية الناجحة. أما العنصر الثالث فهو أسرة الطالب والطالبة التي نتوقع منها تهيئة البيئة والظروف المناسبة للدراسة في البيت والمدرسة، وكذلك التعاون والمتابعة الحريصة للطالب والطالبة في المدرسة. وهنا أؤكد على أهمية التعاون بين المدرسة والأسرة لتذليل عقبات التحصيل العلمي الناجح. أما العنصر الأخير فهو بيئة المدرسة من حيث تصميمها بالشكل المناسب المحفز والجاذب للطالب والطالبة من حيث النظافة وتوافر الفصول الدراسية الذكية لأن التطور التكنولوجي اليوم فتح آفاق الطلاب نحو بيئة مدرسية غير تقليدية تعتمد على تكنولوجيا التعليم الحديث الذي يتناسب مع ميول الطلاب والطالبات، والحقيقة أن فصولنا الدراسية في التعليم الثانوي فما دون تقليدية في المدارس الحكومية وغالبية مدارس القطاع الخاص. إن التكامل بين العناصر الأربعة مهم لنجاح العمليتين التعليمية والتربوية في المملكة، ونعلم أهمية الإرشاد المدرسي في تذليل العوائق التي تؤثر سلباً في التحصيل العلمي للطلاب والطالبات، وهذا جانب على المدارس الاهتمام به والحرص على إيجاد الحلول التربوية المناسبة لمشاكل الطلاب والطالبات بأسرع وقت ممكن حتى لا تتفاقم وتصبح حلولها صعبة ومؤثرة نفسياً.