الموظف الحكومي يتعامل مع وظيفته على أنها تحصيل حاصل. لديه قناعه بأنه إن عمل بجد وإخلاص أو أهمل واستهتر وتقاعس عن أداء واجبه فإن الأمر سيان، فالترقية إن لم تأت بالاقدمية فبالواسطة. فالوظيفة شبه مضمونة إن لم تكن مضمونة بالفعل فلا رئيس يستطيع إقالة موظف مهما كانت أخطاؤه أو تجاوزاته. ولهذا يسود التسيب واللامبالاة. ومع ذلك فإن هناك أيضا موظفين مخلصين لوظيفتهم كما لو كانوا في القطاع الخاص، لكنهم محبطون من أنظمة لا تنصفهم. لدى الكثير من موظفي الدولة قناعه بأنهم يعملون قدر ما يحصلون عليه فالرواتب ضعيفة والحوافز معدومة والبدلات غير موجودة، أما التقاعد بعد رحلة عمل أخذت أجمل السنين ولم تبق إلا تجاعيد الوجه والشعر الأبيض فحدث ولا حرج. هذا هو حال الموظف الحكومي!! لقد أضعنا هيبة الوظيفة الحكومية وأضعفناها ولم نفكر ولو لمرة واحدة كيف نجعل هذه الوظيفة محل تفكير المخلصين بدلا من أن تكون ملاذا لبعض المستهترين؟!. لو صرفنا بدل سكن لهم وطورنا نظام الترقية وأقررنا نظاماً للحوافز واحترمنا الموظف عبر رواتب تقاعدية تضمن له ولأسرته حياة كريمة لما فكر أي موظف حكومي في إهمال واجباته. عندما يجد الموظف زميلا له وقد طار كالصاروخ بينما هو على حاله فلا تتحدثوا عن المثاليات. ولكم تحياتي [email protected]