في إطار الاستعدادات التي تقوم بها المملكة العربية السعودية، لاستقبال حجاج بيت الله الحرام لموسم حج 1435ه، وتكاتف جميع القطاعات والوزارات لإتاحة كافة التسهيلات والرعاية والاهتمام وإزالة المعوقات، يزداد إقبال الناس للتسجيل في حملات الحج ما بين عالم بحقوقه، وآخر يعيش أزمة ثقة وقلق، لخوفه من عدم التزام الحملات ببرامجها، أو أن يكون ضحية لحملات الوهم .. كان لنا لقاء مع شخصيات متعددة للحديث عن حملات الحج، وخدمتهم لذوي الاحتياجات الخاصة ، وأهمية معرفة الحقوق والحج بتصريح، وهل ل «وزارة الحج» يد في عدم معرفة الحجاج حقوقهم، أم قلة وعي المجتمع ؟، كل ذلك عبر الاستطلاع التالي : ذوو الاحتياجات الخاصة في البداية، طرحنا سؤالاً عن خدمة الحجاج من ذوي الاحتياجات الخاصة، وشارك معنا أحمد عبدالله مجرشي، المصاب بشلل نصفي منذ عشرين عاماً، وقال : لدي رغبة كبيرة في أداء حج الفريضة، إلا أنني أتردد كثيراً لعلمي أن أغلب حملات الحج لا توفر مكاناً ملائماً لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، والحملات التي قد تكون الخدمة فيها أكثر رعاية وتسهيلاً تكون بمبالغ باهظة جداً لا أستطيعها، وفي الحقيقة أنا ألوم «وزارة الحج» لتجاهلها مثل هذا الأمر، والتي لم توفر حتى الآن إدارة خاصة ومستقلة تعنى وتهتم بشؤوننا، كمراقبة حملات الحج التي لا تطبق تسهيلات لخدمة ذوي الإعاقة وشؤونهم. لا أنكر أن معالي وزير الحج قد وجه الحملات، مشكوراً، ليقوموا بتنفيذ آلية عند البوابات لتسهيل وخروج عربات ذوي الاحتياجات الخاصة، لكن الاحتياجات والمتطلبات أكبر من ذلك، فتهيئة المكان المناسب من دورات مياه خاصة، وتوافر الرعاية الطبية في حال الطوارئ، وتوفير شاشات على سبيل المثال لترجمة التوجيهات أو الخطب وغيرها لفئة الصم والبكم، وغيرها من الاحتياجات هي المأمول، وتطبيق مثل هذه الأمور تنفيذ لمسؤوليات مملكتنا الحبيبة تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة وحرصها على تمتعهم بكافة حقوق الإنسان، وسعيها نحو تعزيز المفهوم الحقوقي للأشخاص ذوي الإعاقة لدى المجتمع والقطاعات العامة والخاصة. وبلادنا المباركة بلا شك لم ولن تقصر في الدعم والتوجيه لتسهيل ورعاية هذه الفئة، بدليل التعاميم والتوجيهات التي نسمع عنها أو نقرأها، إلا أننا بحاجة أكبر إلى تحرك فعلي تقوم به «وزارة الحج» لعمل إدارة تنفيذية متخصصة للقيام بكافة الخدمات التي نحتاجها، ومراقبة الحملات غير المنفذة أو المهتمة بذوي الإعاقة، وأقترح أن تقوم الوزارة بإلزام حملات الحج بتوفير نسبة معينة أو مساحة ومكتب في السكن تكون مخصصة ومجهزة لحجاج ذوي الاحتياجات الخاصة، ومحاسبة الحملات التي لا تقوم بذلك مع إعطاء مميزات أو مكافآت للمهتمين والمنفذين. وأخيراً؛ رغم أنها حقوق وليست مطالبات، إلا أنني أقول ( لا نطلب الكثير )، وكل مانرجوه في ظل الخير والنعم التي لا تحصى والأمن والأمان التي خصنا الله بها في بلادنا، أن أتمكن وأمثالي من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة من أداء فريضة الحج بكل يسر وسهولة وبإمكانات تليق بمكانة بلد الحرمين . فريضة العمر وأكد عادل يوسف أحمد، والذي يعمل محاسباً في مؤسسة خاصة، أن الاهتمام بذوي الإعاقة في الحج، هو عمل إنساني جليل، وهو تعزيز لمكانة ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع وإزالة للتفرقة والتحيز الاجتماعي ضدهم إن وجد، ومن الجميل جداً أن تشارك حملات الحج وتضع برنامجا خاصا لهم ضمن مساحتهم المخصصة . وأردف عادل، حول تقييمه لعمل حملات الحج : تقييم الحملات يكون حسب الخدمات المقدمة والتميز فيها ، ومدى استيعابهم والتزامهم مع الناس، وبناء على ذلك يكون تحديد الأسعار ؛ لذا نجد تفاوتاً في الأسعار من حملة إلى أخرى، ونسمع خدمات مختلفة وتنافسا في الأسعار . وأما التطورات والتسهيلات التي نسمع عنها، والجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية، لخدمة حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين، بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله- فهي عظيمة، لأنها ساهمت في التسهيل على الحجاج ورفع الكلفة والمشقة عنهم، وما تقدمه كافة الوزارات والقطاعات من تكاتف لتوفير الأمن والراحة والتوجيه والإرشاد وأعمال وإنجازات في موسم الحج هي جهود تذكر فتشكر، وجزاهم الله خيراً على ذلك . وتعليقاً على أهمية معرفة الحاج لحقوقه، قال : من المهم جداً معرفة ما إذا كانت الحملة رسمية أم وهمية؟، ويكون ذلك بزيارة موقع « وزارة الحج « الالكتروني والبحث عنها، حتى لا يكون الحاج عرضة للمحتالين أصحاب الحملات الوهمية، وبعد التسجيل يسأل عن برنامج الحملة ومعرفة الشروط المبرمة في العقد والبرنامج كاملاً حتى يكون على بينة واطلاع، وحفظاً لحقوقه. ونوه عادل إلى أن كثيرا من الناس والحجاج يجهلون حقوقهم، وذلك بسبب ضعف الإعلام في « وزارة الحج » ، وأضاف : كما أن الوزارة نجحت في الحملة الإعلامية ( لا حج إلا بتصريح ) وأوصلت الرسالة لكافة الناس بجميع فئاتهم، مما أعان على الحد من الزحام والتكدس وغرس مفهوم الإيثار وإعطاء فرصة لمن لم يسبق لهم الحج لأداء الفريضة، فمن الضروري جداً قيام الوزارة بحملة أخرى مكثفة لتوعية الناس بحقوقهم منذ تسجيلهم في الحملة وخلال الحج . وختاماً أقول لأصحاب حملات الحج: هذه فريضة العمر فأرجو المراعاة في الأسعار على أن تكون مناسبة وعادلة لجميع فئات المجتمع، وأوجه شكري ل « وزارة الحج » على إتاحة المجال والفرصة عبر برنامج (حج منخفض التكلفة ) ليتمكن ذوو الدخل المحدود وعامة الناس من مواطنين ومقيمين من أداء الفريضة، وأتمنى أن يقوموا بتسهيل إجراءات التسجيل فيه وإيضاح الطريقة في الإعلام المرئي والمقروء والمسموع . ضعف الإعلام وأضاف المعلم والتربوي فيصل العيوني : لا أستطيع أن أعمم عن أسعار الحملات أو تقييمها، ففيها الحسن والرديء والذي بين ذلك، إلا أنني أقول لأصحاب الحملات : اتقوا الله في هؤلاء الحجاج وقوموا بتقديم الخدمات على أكمل وجه، من تأمين المسكن والطعام والشراب والنظافة والسلامة، وتوفير وسائل التنقل، وتقبل آراء الحجاج وطلباتهم. وأما الخدمات التي تقدمها بلادنا المملكة العربية السعودية وتقوم بتنفيذها «وزارة الحج» من توفير الأمن في جميع أنحاء المشاعر، وغيرها من التسهيلات، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله، وهم مشكورون ومأجورون، ونقول لهم : جزاكم الله خيراً على ما تقدمونه وتبذلونه، ومن قال لأخيه: جزاك الله خيراً، فقد أبلغ في الثناء، وخدمة ضيوف الرحمن، حجاج بيت الله الحرام، لاشك أنهم يتشرفون ويفتخرون به، قال الله « عزّ وجل» لإبراهيم : (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) . وأردف العيوني : إذا رغبت في الحج وذهبت إلى إحدى الحملات، فلا بدّ من سؤال أصحاب الحملات عن الخدمات التي يقدمونها لي كحاج، من المبيت، ووسائل التنقل، سواء في الطائرة، أو الباص، وهل المشرفون على الحملة من أهل العلم الشرعي ولديهم الإمكانات والمؤهلات الشرعية لتوعية الحاج قبل الوقوع في الخطأ، وغيرها مما يهم الحاج؟، ويوافق العيوني على ما ذكره المشاركون في الاستطلاع، أن سبب عدم وعي الحجاج بمعرفة حقوقهم هو ضعف الإعلام في الوزارة أولاً، ثم انعدام ثقافة معرفة الحقوق عن الناس. وأشار إلى أهمية وجود تصريح الحج، وقال : التصريح وضع لمصلحة يراها ولي الأمر للحجاج لتيسير أمورهم ولتأدية حجهم بكل يسر واستشعار وطمأنينة، وعلينا السمع والطاعة، ونحن ندعوا لهم بظهر الغيب فهم يعملون ليل نهار، شيء نعلمه وشيء لا نعلمه، وكله لخدمة ضيوف الرحمن، كما سمعنا عن بعض الأنظمة الجديدة التي وضعتها «وزارة الحج» وتشكر عليها وأهمها برنامج ( حج منخفض التكلفة ) لتقليل سعر الحملات، ونتمنى التطوير أكثر كما فعلوا -وفقهم الله- من وضع المترو وأدوار الجمرات وغيرها. معرفة الحقوق ويذكر عمر الرباكي، موظف في القطاع الخاص حول تقييمه لأسعار حملات الحج، أنها تتراوح بين جيدة وممتازة، ويكون ذلك حسب الخدمات المقدمة و مراعاة الأسعار . ويرى أن التسهيلات المقدمة من الدولة متمثلة في «وزارة الحج» للتيسير على الحجاج في تطور مستمر من ناحية الخدمات في المشاعر المقدسة، متمثلة بجسر الجمرات المكون من عدة أدوار، وقطار المشاعر، والتنسيق المميز، بالإضافة إلى أمر يهم الناس كثيراً ويؤرقهم، وهو معرفة إن كانت الحملة مرخصة أم وهمية؟، لأن عدم معرفة هذا الأمر جعل بعض الناس في السابق ضحايا حملات الوهم، والآن يمكن وبكل يسر وسهولة الدخول إلى الموقع الالكتروني للوزارة والتأكد من الحملة التي يود الحج معها، إن كانت نظامية ومرخصة، أم وهمية. وعن حقوقه كشخص يرغب في أداء فريضة الحج عند التسجيل في إحدى الحملات، قال : لا أعلم ما هي حقوقي عند التسجيل ، ولم يبلغني أحد عنها، وعزا ذلك إلى التقصير الإعلامي من قبل «وزارة الحج» ، وأضاف :أكثر من نراه ونقرأه في إعلانات الوزارة ( لا حج إلا بتصريح ) ، وبلا شك أن هذا الأمر ممتاز ويستحق التقدير، ولكن هناك بعض الأمور الإضافية التي يحتاج الناس إلى معرفتها لتحقيق التكامل، وحفظ حقوقهم وليتمكنوا من التفرغ للعبادة وأداء مناسكهم بكل أريحية، وسهولة تتناسب مع الخدمات التي تقدمها «وزارة الحج» . وفي نهاية حديثه، وجه الرباكي رسالة إلى «وزارة الحج» ، قال فيها : أتمنى من الوزارة التكثيف من الحملات الإعلامية لتوعية الحجاج بحقوقهم، والتفتيش المستمر عن الحملات الوهمية الذين يأكلون أموال الناس بالباطل . غياب الرقابة وفي نفس السياق استهل الحديث نايف محمد المدد مهندس علوم الحاسب الآلي، بقوله: إن أسعار حملات الحج مبالغ فيها، وإن السبب في ذلك غياب الرقابة على الأسعار، والتي فتحت الباب لاستغلال الحجاج. وحول التطوير الذي تشهده مكةالمكرمة سنوياً للتيسير على الحجاج للقيام بأداء فريضة الحج، قال المدد: الإنجازات العملاقة التي نفذت بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله- حقيقة لا توصف، وهي تسهيلات عظيمة وخدمات الجليلة ومشروعات جبارة، وتحرص وزارة الحج لتقديمها بأفضل مستوى . وإجابةً على مدى معرفته بحقوقه عند التسجيل في حملة حج، أشار إلى أنه في البداية لا بد من معرفة، هل الحملة مرخصة من قبل «وزارة الحج» ؟ ، ويكون ذلك عن طريق الرجوع إلى موقع الوزارة الالكتروني، ثم معرفة حقوقي والاطلاع عليها في العقد بيني وبين الحملة، وإن حصل أي تلاعب في الشروط المبرمة، يتم رفع شكوى عن طريق لجنة شكاوى الحجاج، وسيتم معالجتها من قبل القطاعات المعنية بذلك، وأردف : لا شك أن معرفة الحقوق جزء من زيادة الوعي وفتح المجال للإدراك للتعامل مع الواقع على قاعدة وأسس سليمة، وعدم معرفة الحقوق من قبل الناس سببه تقصير الوزارة والمجتمع . ونوه نايف إلى أهمية وجود تصريح رسمي للحج، لأنه المدخل السليم لأداء شعيرة الحج بكل يسر واطمئنان ، بالإضافة إلى أهميته لظروف المساحة. وختم حديثه بقوله : أشكر جهود «وزارة الحج» في الاستعداد لموسم حج هذا العام، وتنظيم حملات الحج بما يتناسب مع الجميع.ِ تطورات عظيمة ويرى أخصائي التسويق عوض محمد أحمد، والذي سبق له الحج مرتين أن رؤيته عن حملات الحج أنها استغلالية في الأسعار، ويتوقع مفاجآت كثيرة منها، من عدم الالتزام بالبرامج والوعود، وفي نفس الوقت يوجه انتقاده لبعض الناس الذين يبحثون عن الرفاهية في الحج، ويقول : بعض الناس قد يتناسى أنه ذاهب إلى الحج وتجده يبحث عن الطعام والشراب، ويتساءل عن وسائل الرفاهية للأسف، والتي قد تلهيه عن أداء الفريضة أو التقصير في بعض العبادات . وأما عن التطوير، ففي الحقيقة حججت قبل سنوات طويلة، وما سمعته من تطورات خلال الثلاث السنوات الماضية يبشر بخير، وأذكر مثالاً على ذلك مشروع قطار المشاعر، إنشاؤه وتنظيمه هي عملية جميلة جداً ويرفع الكلفة والمشقة على الحجاج بفضل الله، حيث أذكر في السابق كنا نمشي مايقارب الستة كيلومترات وأكثر للوصول إلى المشاعر المقدسة، والآن بإمكان الحاج الوصول إليها بكل يسر وسهولة، ولله الحمد . وأشار عوض إلى أهمية أن تكون الحملة رسمية وتحمل تصريحاً من «وزارة الحج»، وأن تكون ملتزمة بالشروط وإتمام البرنامج والمواعيد، وأضاف : كل ما أحتاجه هو حملة متزنة، وتوافر مشرفين ومرشدين وشيخ للحملة يستفيد منه الناس في أمور دينهم، ويعينهم بعد الله على إتمام حجهم . وأوصي الناس بالاهتمام في موضوع الحج بتصريح، لأن هناك للأسف ضعاف نفوس يقومون بفتح مكاتب وبأوراق رسمية مزورة ويقومون بتسجيل الناس وإيهامهم بأنهم حملات رسمية ومصرحة، والحل يكون في البحث عن اسم الحملة في موقع «وزارة الحج» الالكتروني للتأكد من كون الحملة رسمية أم وهمية ، والتسجيل عن طريق حملة رسمية للحصول على تصريح والحج مع الأسرة بكل اطمئنان . وختم عوض حديثه برسالة وجهها إلى « وزارة الحج» وأصحاب الحملات، بقوله : أرجو الالتزام بالمواعيد والشروط عند التعاقد مع الحجاج، كما أنني أتمنى من الوزارة إعانة مكاتب الحج لتسهيل مهامهم، لأنني أعتقد أن الخدمات المقدمة من الحملات هي الوجه الحقيقي لما تقدمه لهم الوزارة من تسهيلات.