نجح خالد عبد العزيز بسيوني المدير السابق لأحد البنوك السعودية، في استثمار هوايته، وتطويعها لتكون مصدراً يدر عليه دخلاً بعد تقاعده من وظيفته. بسيوني الذي يهوى جمع التحف والانتيكات والقطع النادرة من أسواق دول العالم، طور إمكاناته الشخصية والمهارية، ليكون مهندس ديكور بدون شهادة، يُستعان به لعمل الديكورات ومحاكاة التحف العالمية النادرة بحرفية ومهارة تستحق الوقوف عندها. ويتحدث بسيوني عن بداياته مع هوايته قائلاً: "منذ الصغر، وأنا أسافر مع أسرتي إلى دول أوروبا، وأزور الأماكن الأثرية والمتاحف المعروفة فيها بصحبة والدتي التي اعتادت أن تشتري التحف والقطع النادرة، إذ كان لديها خبرة كبيرة في هذا المجال، وتعرف بنظرة واحدة منها للقطعة الأثرية، قيمتها المادية والتاريخية، وقد تعلمت الكثير من هذه الخبرة، وهو ما جعلني أتقرب من هذا المجال، حيث أحببته منذ الصغر، وبات لي رؤية خاصة بي لتطوير إمكاناتي في هذا المجال، إذ رأيت أنني أستطيع أن أتجاوز هواية الاقتناء للتحف والقطع النادرة، وتعلمت كيف أحاكي هذه القطع وتقليدها وصناعاتها مستخدما مادة الفيبر جلاس، بنفس الألوان والأحجام والأوزان وغيرها من المواصفات الفنية والشكلية. ويضيف بسيوني: "عقب تقاعدي من البنك، رأيت أن أطور هوايتي بشكل تجاري، يدر علي دخلا جيداً، فاتجهت لافتتاح ورشة فنية في السعودية تضم 15 عاملاً فنياً، يعملون تحت إشرافي المباشر، ومهمة هذه الورشة تقليد التحف والقطع العالمية النادرة، باستخدام مواد خام متوفرة في السوق السعودي، وتستطيع هذه الورشة أن تقلد كل القطع بجميع مقاساتها ومواصفاتها التي لا تقربها جدا من القطع الأصلية"، مشيراً إلى أن "الورشة تعمل أيضا على تصميم الديكورات للمنازل والحدائق وتنسيق الزهور والنباتات وأعمال النحت والرسم". ويقول بسيوني: إن "هوايته تطورت بشكل كبير، وبات لها تواجد في السوق السعودي، من خلال نخبة معينة من العملاء السعوديين، الذين يحرصون على اقتناء القطع والتحف الأثرية"، وأضاف: "بعد انتعاش العمل في ورشة السعودية، اتجهت إلى افتتاح فرع للديكور في مصر بهدف الانتشار والتوسع في أعمالي"، مشيراً إلى أن "الاقبال على الأعمال الديكورية واقتناء التحف الأثرية في السعودية يفوق مصر، والسبب أن غالبية السعوديين الذين يزرون المدن الأوروبية يشاهدون التحف والقطع الأثرية في الخارج، فتتملكهم الرغبة في اقتناء مثلها في السعودية". ويرى بسيوني أن هوايته تصلح أن تكون مصدر دخل للشباب الباحث عن العمل، ولكنه قال: "هذه الهواية تحتاج إلى من يؤمن بها ويحبها، كما تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة، تمكن صاحبها من شراء التحف والأثريات، وهذه الأمور قد لا تتوفر للكثير من الشباب الباحث عن العمل"، مشيراً إلى أنه على استعداد أن يعلم الشباب الطموح والذي يمتلك الموهبة الحقيقية في عمل الديكورات من رسم ونحت وابتكار أفكار جديدة"، ويرى بسيوني أن المغامرة مهمة لخوض هذا المجال، ويقول: "من الصعب عمل دراسة جدوى للدخول في مجال الديكورات، الأمر يحتاج إلى مغامرة حقيقية، تدفع الشاب أن يخوض المجال، وعليه أن يتحمل كل النتائج، مهما كانت".