شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية الثلاثاء غارة جوية واحدة على الاقل على شمال قطاع غزة، بعد سقوط ثلاثة صواريخ اطلقت من قطاع غزة على جنوب اسرائيل خلال التهدئة، بحسب مصادر فلسطينية واسرائيلية. وقال احد شهود العيان في قطاع غزة: ان "طائرات ال «اف 16» الاسرائيلية اطلقت صاروخا على الاقل على ارض زراعية في بلدة بيت لاهيا (شمال قطاع غزة)". وأكد الجيش الاسرائيلي في بيان صحافي استهداف مواقع "ارهابية" في قطاع غزة. وأمر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الجيش بالرد بعد سقوط ثلاثة صواريخ اطلقت من قطاع غزة على منطقة بئر السبع، بحسب ما اعلن مسؤول حكومي اسرائيلي. وقال المسؤول لوكالة فرانس برس: ان نتانياهو "امر الجيش بشن هجمات على اهداف ارهابية في غزة" ردا على اطلاق الصواريخ. وقالت متحدثة باسم الجيش لوكالة فرانس برس: "سقطت ثلاثة (صواريخ) في ارض مفتوحة في منطقة بئر السبع". وأكدت الشرطة عدم وقوع اضرار او اصابات. من جهة اخرى، قال مسؤول فلسطيني: ان نتنياهو أمر المفاوضين الاسرائيليين في القاهرة بالعودة لبلدهم. وتوصل الفلسطينيون واسرائيل الاثنين الى اتفاق يقضي بتمديد وقف اطلاق النار في قطاع غزة لمدة 24 ساعة اضافية لاستكمال مباحثات غير مباشرة ترمي الى التوصل لهدنة دائمة، بينما قتل اكثر من الفي فلسطيني في الحرب الاسرائيلية. وشعر سكان غزة بخيبة الامل بعد الاعلان عن تمديد وقف اطلاق النار في القطاع حيث قتل اكثر من 2016 فلسطيني منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية في 8 يوليو الماضي بينما دمرت الاف المنازل ونزح عشرات الآلاف من منازلهم. وتوقف القتال في 11 اغسطس بعد تهدئة مؤقتة بينما يواصل المفاوضون مجددا مباحثاتهم غير المباشرة في القاهرة. واعلن بيان رسمي مصري مساء الاثنين اتفاق "الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على تمديد وقف اطلاق النار مدة 24 ساعة لإستكمال المفاوضات الجارية حاليا" بحسب وكالة انباء الشرق الاوسط. وقال مسؤول فلسطيني ان المباحثات ستستأنف في منتصف نهار الثلاثاء حيث يقوم المصريون في مقر المخابرات المصرية بجولات مكوكية بين الوفدين وقفا دائما لاطلاق النار وتنظيم مفاوضات جديدة بعد شهر. من جهته، اكد المتحدث باسم حركة حماس سامي ابو زهري لوكالة فرانس برس "هناك تعثر مستمر في مفاوضات القاهرة بسبب استمرار المماطلة الاسرائيلية وعدم توفر اي ارادة اسرائيلية للتوصل الى اتفاق حقيقي". واضاف "نحن نحذر الاحتلال من ممارسة لعب الوقت ونؤكد جاهزيتنا للتعامل مع كافة الاحتمالات" مؤكدا ان اللقاءات مستمرة. وبحسب مصدر قريب من المفاوضات الجارية في القاهرة فإن "فشل المفاوضات الاثنين جاء لرفض اسرائيل شمل قضيتي المطار والميناء في الاتفاق". واضاف "اقترح الجانب المصري صيغة لتأجيل كافة القضايا المطروحة من الطرفين الى شهر بعد وقف اطلاق النار، ولكن الاحتلال الاسرائيلي رفض هذا. وخوفا من اعلان الفشل اقترحت مصر مد الهدنة ل24 ساعة لمواصلة المفاوضات". ومن القضايا المهمة التي يتم البحث فيها في القاهرة في حال التوصل الى وقف اطلاق نار فتح المعابر الحدودية مع اسرائيل بشكل واسع امام الاشخاص والسلع واعادة فتح معبر رفح مع مصر ودور السلطة الفلسطينية ووضع رقابة دولية على الحدود وتوسيع مساحات الصيد البحري، وتقليص المنطقة العازلة على الحدود مع اسرائيل واجراءات تحويل الاموال التي تجمعها اسرائيل للسلطة الفلسطينية. الى ذلك تشمل القضايا الشائكة فتح مطار وميناء في غزة، الامر الذي تعارضه اسرائيل، واعادة جثتي جنديين اسرائيليين مقابل الافراج عن اسرى فلسطينيين. وفي غزة، لم يخف الغزيون شعورهم بالاحباط من تمديد التهدئة. وقالت منال ابو عابد (40 عاما) "الاسرائيليون مرتاحون ونحن نعاني.. بيتي مدمر في حي الشجاعية وانا الآن مع اولادي وزوجي في مدرسة (تابعة للاونروا)". وتابعت بسخط "ليقتلونا او يجعلونا نعيش حياة محترمة". وأكد احمد طعيمة (37 عاما) الاب لستة اطفال انه لم يعد يتحمل رحلات الذهاب الى منزله المدمر جزئيا في كل تهدئة والعودة بعدها الى مدرسة الاونروا التي لجأ اليها، بينما اشار عبدالله حمودة الى انه "لم ينم كل الليل في ترقب التهدئة النهائية". ويطالب الفلسطينيون برفع الحصار عن قطاع غزة المنهك على كافة الاصعدة، فيما يريد الاسرائيليون نزع سلاح القطاع بالكامل. وبالرغم من توقف المعارك منذ 11 اغسطس الا ان حصيلة ضحايا الحرب الاسرائيلية بارتفاع اذ ان الفلسطينيين يواصلون انتشال جثث ضحاياهم من تحت الانقاض بالاضافة الى وفاة العديد متأثرين بجروح اصيبوا بها في مستشفيات الضفة الغربية وقطاع غزة ومصر. واعلنت وزارة الصحة في غزة الاثنين ان 2016 فلسطينيا قتلوا في العملية العسكرية بينهم 541 طفلا و250 سيدة و95 رجلا مسنا بينما اصيب عشرة آلاف و196 فلسطينيا آخرين بجروح. وفي المقابل سقط من الجانب الاسرائيلي 64 جنديا وثلاثة مدنيين. وتشارك حماس في المفاوضات ضمن وفد يضم ممثلين عن حركتي فتح والجهاد الاسلامي. وتعرض قطاع غزة لدمار كبير بعد اسابيع من القصف الاسرائيلي الذي الحق اضرارا بمليارات الدولارات في قطاع اقتصاده يعاني اصلا. سياسيا ايضا، عقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اجتماعا في موسكو الثلاثاء مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات. وصل عريقات إلى العاصمة الروسية لبحث سبل التوصل إلى تسوية سلمية دائمة مع إسرائيل التي دخلت حربا مع نشطاء قطاع غزة استمرت خمسة أسابيع. وعقدت مباحثات لافروف وعريقات في مقر وزارة الخارجية الروسية. كهرباء تركية على صعيد آخر تنوي كارادينيز هولدنج التركية لصناعة السفن إرسال سفينة لتوليد الكهرباء إلى غزة لإمداد القطاع الذي يعاني من تداعيات حملة القصف الإسرائيلي. وأعلنت كارادينيز خططها الثلاثاء بعد فترة وجيزة من قول وزير الطاقة التركي تانر يلدز إن سفينة كهرباء- أو محطة توليد عائمة- سترسل فور تطوير مرافق ميناء غزة. وقال يلدز خلال مؤتمر صحفي مشترك في أنقرة بعد اجتماع مع وزير الطاقة الفلسطيني عمر كتانة "أجرى الفلسطينيون اتصالات مع الإسرائيليين بخصوص إرسال المنصة ولم يكن هناك أي رد فعل سلبي من الجانب الإسرائيلي". ودمر القصف الإسرائيلي جزءا كبيرا من البنية التحتية الهشة في غزة مما دفع الأممالمتحدة إلى التحذير من ارتفاع الأسعار ونقص المواد الغذائية. وقالت كارادينيز في بيان إلى رويترز إنها تلقت طلبا من السلطات الفلسطينية وإنها سترسل السفينة في غضون 120 يوما فور الحصول على الموافقات الضرورية. والشركة التي مقرها اسطنبول هي الوحيدة في العالم التي تنتج محطات كهرباء عائمة ذاتية الدفع وتعمل بالفعل في العراق ولبنان. ويتألف أسطول الشركة من سبع سفن قدرتها الإجمالية 1200 ميجاوات. ويعاني سكان غزة البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة من انقطاع الكهرباء لفترات تصل إلى 20 ساعة في اليوم. وكثيرا ما يؤدي نقص الوقود إلى غلق محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع لأسابيع.