في بيانه يوم أمس، وضح سماحة مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، بلا لبس ولا تلبيس ولا تدليس أن الإسلام دين السماحة والوسطية، وأن التشدد والغلو هو أشد أعداء الإسلام. وبلا شك، فإن سماحة المفتي يرد وبقوة على منظمات الغلو والإرهاب وفي مقدمتها «داعش» و«القاعدة»، اللتان كالتا للإسلام من السوء والتشويه ما لم يتمكن الأعداء من بذله. وسلوكيات داعش والقاعدة وخطتهما الخبيثة هي ضرب للإسلام من الداخل، وتشويه هذا الدين العظيم وتنفير منه، وهو الدين الذي يشهد سنوياً دخول أعداد غفيرة من الناس إلى رحابه الطاهرة وسماحته وحفاظه على كرامة الإنسان وحقوقه. وعلماء الامة الإسلامية بعمومهم يرون أنه لا يوجد أي تفسير لتصرفات داعش والقاعدة وفظاظتهما وقسوتهما وجرأتهما على سفك الدماء ونهب حقوق الأبرياء، إلا أنهما يهدفان إلى تنفير الناس من دين الإسلام القويم، لهذا السبب يظن كثير من علماء الامة وكثير من المحللين أنه لا يمكن وصف من أسس هذين المنظمتين الضالتين إلا أنه عدو للإسلام، يتشدق بكلام الله ويبطن العداء للأمة ودينها، لأن الأفعال والجرأة على سفك الدماء المعصومة وإعمال القتل في عوام الناس ونهب الأموال وتكفير الناس بالذنوب، لا يمكن تفسيرها إلا أنها مخطط لتنفير الناس من الإسلام، الذي يشهد إقبالاً منقطع النظير في العالم، حتى أن داعش والقاعدة يتبرعان بارتكاب السلوكيات المسيئة للإسلام المخالفة لكتاب الله وسنة ورسوله وتقديمها للعالم على أساس أن الإسلام بهذه الفظاظة والقسوة والهمجية، التي لا تقيم وزناً لدم معصوم ولا لعرض محرم ولا لأموال خاصة محصنة من العدوان. ومما يدل على ضلال المنظمتين المغاليتين وسفه قادتهما، أنهما تكفران بعضهما بعضاً، وتتباريان أيهما أكثر سفكاً للدماء المعصومة البريئة وانتهاكاً للأعراض ونهباً لأموال الناس، وأيهما أكثر فظاظة وقسوة وتخريباً، بل إن إهدار دماء جنودهما أصبح منافسة متبادلة بينهما في سوريا والعراق، وأصبحتا منظمتين عدميتين، تسعيان إلى نشر الموت والخراب والدمار، ولا تقيمان وزناً للحياة ولا للخير ولا التنمية ولا لعمارة الأرض بالمحبة والسلام، وتخالفان وسطية الإسلام ونصوص الآيات البينات وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتلبسان على الأمة وتبتدعان تفسيرات خاصة بهما، تحاكي الأهواء وترضي الأنفس المريضة، وتفرق الأمة، وتعمل القتل وسفك الدماء في صفوفها. وأقوى الأدلة على فجور المنظمتين وعداوتهما للإسلام وأهله، هو أنهما تكفران حتى العلماء وحفظة القرآن والأئمة، وتعرضان مسرحيات هزلية مسيئة للإسلام باستتابة المسلمين وتلقين الشهادتين لمسلمين، واستحلالهما لدماء أبرياء وذميين وآمنين، وغيرها من التصرفات الحمقاء والجرائم التي ترتكب باسم الإسلام، والدين الحنيف منها براء، ويتحمل وزر هذه التصرفات الضالة من سنها ودعا إليها وطبقها.