تسبب ارتفاع درجة الحرارة التي سجلتها أجواء الأحساء والتي لامست 50 درجة مئوية، خلال اليومين الماضين، في عزوف كبير من الأهالي من الخروج من المنازل، حيث شهدت المنتزهات والحدائق العامة إقبالا ضعيفا من قبل المتنزهين بسبب حرارة الشمس الحارقة، واقتصر الخروج للتنزه في ساعات المسيان "الساعات التي تسبق المغرب" حيث فضل الكثير من المواطنين والمقيمين التجول العائلي بالسيارات في الطرقات الزراعية بين الحقول وبساتين النخيل. فيما وضح غياب الزوار في منتزه الأحساء الوطني إلا من أعداد بسيطة حيث ظهرت الساحة المخصصة للألعاب شبه خاوية نتيجة عزوف العائلات والشباب عن الخروج في هذه الأجواء، مقابل ذلك نشط الإقبال على الاسترحات الزراعية التي تتضمن برك الساحة حيث زاد الطلب عليها من قبل الأهالي، ومن المتوقع أن يستمر العزوف الجماعي إذا ما استمر ارتفاع درجة الحرارة بهذه الصورة، وطالب مواطنون بفتح أبواب المنتزه ليلا أمام الزوار لانخفاض درجات الحرارة ليلا، مع وضع أجهزة الرذاذ الخاصة بتبريد الأجواء لتكون حلا مؤقتا خلال فترة الصيف. ويشير المواطن عيسى رمضان، إلى أن الأجواء الحارة لا تسمح بالخروج من المنزل خصوصا في ساعات الظهيرة والعصر، ويمكن الخروج قبل ساعة من المغرب بعد أن تهزع الشمس، مفضلا التجول بسيارته مع العائلة في المناطق الزراعية على أطراف البلدات، موضحا بأن الحرارة مرتفعة جدا ولا تناسب التنزه بأي شكل من الأشكال، وأن الكثير من المواطنين يفضلون الاتجاه إلى المزارع التي تحتضن برك السباحة. ويقول عبدالله الحمد أحد مؤجري الخيول في المنتزه بأن الإقبال في اليومين الماضيين ضعيف جدا نظرا لارتفاع درجة الحرار وعزوف الناس عن الحضور مقارنة بالأيام التي تتميز باعتدال الأجواء، بينما أبوعلي أحد الباعة، لفت إلى أن عملية البيع بطيئة جدا ولا تحقق الأرباح المطلوبة لعدم تواجد الأعداد الكبيرة التي تعودنا عليها هنا في المنتزه الذي يعج بالزوار صباحا وعصرا، كما أن عدم وجود الأطفال أدى إلى تدني المبيعات بشكل كبير، لكنه أكد على أن ذلك لا يستمر طويلا فمع تحسن الأجواء وانخفاض درجة الحرارة تعود الحركة بشكل اعتيادي. وكانت الأحساء وحفر الباطن سجلت ارتفاعا حادا في درجة الحرارة لامست 50 درجة مئوية بشكل متواصل في الأيام الماضية، مع مستويات عالية من الرطوبة الجوية، وفيما تتراجع بالقطيف مطلع الاسبوع المقبل عند الاربعينيات، وتتفاوت في بقية المحافظات في اجواء مستقرة حيث تخف سرعات الرياح، والذي ينعكس بهدوء الغبار بشكل ملحوظ. وما زالت السواحل الشرقية موعودة بموجات عالية من الرطوبة خلال الايام المقبلة، وبدأ ذلك منذ ليل أمس في ارتفاع نسبي ملحوظ وسط توقعات بالمزيد من تأثير المنخفض الهندي في نشاطه الحالي مسببا حالة مناخية معتادة، مرورا بفترة الثلث الاخير من اغسطس، مع هبوب رياح متغيرة الاتجاهات قد تثير الغبار والاتربة وترفع من درجات الحرارة بشكل متذبذب بين وقت وآخر حتى بداية موسم الاعتدال الخريفي.