وفاة أخيه سيف جراء إصابته بالسمنة المفرطة، هو نفس السيناريو الذي يخشاه الثلاثيني خالد الذي يعاني هو الآخر من نفس المرض العضال. وبقلق شديد، يحكي خالد (38 عاما) واقعه المرير مع السمنة، ومراجعاته العديدة للمستوصفات والمستشفيات دون فائدة أو تحسن، خصوصا كان يشاركه ذات الواقع أخوه سيف الذي عانى نفس المصير، وقدر الله أن توفي سيف (رحمه الله)؛ بسبب المشاكل والأمراض المختلفة التي تراكمت عليه، إضافة إلى ضعف المتابعة حتى تفاقمت حالته بسبب ضيق التنفس والربو. وها هو الآن يتكرر نفس الموقف والمشهد لخالد الذي يعاني من سمنة مفرطة بوزن يفوق ال (265) حسب التقارير الطبية. ويقول خالد محمد الغشري: "لدي سمنة مفرطة، وأعاني منها أشد معاناة، حيث لم يعد الأمر سمنة فقط، بل ترتبت عليها أمراض أخرى كما في التقارير الموجودة لدي، منها انقطاع في التنفس أثناء النوام وارتفاع في ضغط الدم والبدانة المفرطة ومرض السكري وارتفاع الضغط الشرياني وارتفاع نسبة الدهون (الكولسترول) ومرض القصبات الهوائية الانسدادي المزمن، ما يسبب لي قلقا متواصلا". وأضاف: "بعد إجراء الفحص والتحاليل أوصى الطبيب بإجراء التدخل الجراحي والمناسب؛ لإنقاص الوزن كما نصحني باستخدام جهاز تنفس صناعي وفقا للتقارير التي بحوزتي الآن"، ويتابع بالقول: "أتلقى العلاج في البرج الطبي بالدمام وهو المسئول عن نقلي إلى أي مستشفى متخصص لعلاجي الجذري، بالفعل أحصل على الأدوية والإجازة المرضية من يوم إلى أربعة لكن لم أجد نتيجة نهائية، إذ لم ينجح العلاج كما أن الإجازة التي تمنح لي لا تكفي لراحتي من المعاناة، وبعد أن طلبت علاجا جذريا لهذه المشكلة؛ حتى لا أتردد على البرج؛ لصعوبة تنقلي، تم تحويلي إلى مستشفى الحرس، وأعطاني علاجا وهكذا قمت أتردد على الكثير من المستشفيات لعلي أجد ما يضع حدا لمشكلتي أو على الأقل يخفف آلامي". ويضيف خالد: "قمت بمراجعة عدة مستشفيات خاصة وجميعها فترة التنويم المؤمنة فيها لا تتعدى الأيام الثلاثة فقط، وأي زيادة أدفع عليها من حسابي، بالرغم من أنه في حال تنويمي يقومون بشفط وتنزيل السوائل مما يمنحني إحساسا بالراحة فترة التنويم، أما المستشفيات الحكومية فأخذ علاج وإجازة مرضية من ثلاثة إلى أربعة أيام فقط، وأحيانا أضطر للغياب عن العمل؛ لعدم استطاعتي حتى المشي، حيث أسقط أحيانا في حال قطع مسافة أربعة إلى خمسة أمتار، في الوقت الذي أتناول فيه أدوية للسكر والضغط والكلوسترول والربو. ويمضي خالد في القول بحرقة: "ما زلت انتظر أن يأتي الفرج ويتم علاجي بأي مستشفى متخصص، فأنا لا أطلب مساعدة مالية، بل أرغب في العلاج من هذه المشكلة في أي مستشفى، إذ سئمت المراجعات؛ لأن حالتي لا تسمح لي حتى قيادة مركبتي ولكن لظروفي أغامر بذلك أحيانا". "اليوم" حاولت عرض مشكلة خالد على جهات الاختصاص، فأرسلت إلى المتحدث الإعلامي باسم الشؤون الصحيّة في المنطقة الشرقية خالد العصيمي رسالة نصية على جواله، بعد عدة اتصالات، أخطرته فيها باسم المريض ورقمه الطبي لدى البرج الطبي بالدمام الذي يتعالج فيه المريض بناء على طلبه، وكررت الاتصال عليه بعد وعده بالرد، بيد أنه لم يصل منه ما يفيد بالإجابة النهائية حتى الآن.