أطلقت الشرطة الأمريكية الدخان في وقت مبكر صباح الأحد باتجاه متظاهرين ظلوا في الشوارع بعد بدء سريان حظر التجول بمدينة فيرجسون في ولاية ميزوري في أحدث اشتباك بسبب مقتل مراهق أسود برصاص ضابط شرطة أبيض. واستخدمت الشرطة التي ارتدت زي مكافحة الشغب وجاءت في سيارات مصفحة مكبر الصوت لإبلاغ المتظاهرين بضرورة اخلاء الشوارع. وقالت إن نحو 150 متظاهرا ظلوا في الشارع بعد سريان الحظر. وكانت مجموعة من المتظاهرين الغاضبين قد ظلوا في شوارع المدينة بعد دقائق من بدء سريان الحظر. وأعلن حاكم ميزوري جاي نيكسون حالة الطوارئ وفرض حظر التجول في مدينة فيرجسون بسبب احتجاجات ذات دوافع عرقية وأعمال نهب على مدى أسبوع بعد مقتل مايكل براون (18 عاما) في مقاطعة سانت لويس. وقال المسؤولون إن حظر التجول يسري من منتصف الليل حتى الساعة الخامسة فجرا بتوقيت وسط الولاياتالمتحدة. وظل المتظاهرون في الشوارع بعد بدء سريان الحظر ورغم الأمطار الغزيرة وهتف بعضهم «لا عدل لا حظر تجول لا سلام» بينما حث آخرون الحشد على عدم التقدم باتجاه الشرطة. وليلة أمس الاول كانت الأجواء متوترة وسط مئات المحتجين في طريق رئيسي بفيرجسون وتنم عن التحدي بعد خروج عدد من المظاهرات الأخرى في المدينة خلال الأيام القليلة الماضية. واتخذ العشرات من أفراد الشرطة مواقعهم قرب المتظاهرين تحت المطر. وقال محتج يدعى فونسو سكوت (24 عاما) «سيزيد حظر التجول الوضع سوءا.. أعتقد أن الشرطة ستصبح عنيفة هذه الليلة لكن لا يمكنهم حبسنا جميعا». واندلعت الاضطرابات في فيرجسون بعد أن قتل ضابط الشرطة دارين ويلسون (28 عاما) براون بالرصاص أثناء سير براون وصديق له في شارع بمجمع سكني تعيش فيه جدته. وواجه نيكسون ومسؤولون آخرون السكان الغاضبين بعد ظهر السبت عندما عقدوا مؤتمرا صحفيا في كنيسة قريبة من فيرجسون. وقال نيكسون: «أعين العالم تراقب. هذا اختبار بشأن ما إذا كان مجتمع.. هذا المجتمع.. أي مجتمع يمكن أن يكسر دائرة الخوف وعدم الثقة والعنف ويحل محلهم السلام والقوة وفي نهاية الأمر العدل». ورد البعض في الحشد بغضب على اعلان حظر التجول وقال العديد من الأشخاص إنه لا بد من محاكمة رجل الشرطة الذي قتل براون بتهمة القتل إذا كان للسلام أن يعود للمدينة. ويشكك بعض المسؤولين المنتخبين والسكان في قدرة ممثل الادعاء في سانت لويس بوب مكولو على التعامل مع القضية. وقال مكولو لاذاعة محلية السبت إنه يعتزم تشكيل هيئة محلفين كبيرة في غضون أيام للنظر في مقتل براون. وانتشر التوتر طوال الأسبوع الماضي، لكنه تصاعد مساء الجمعة بعد تدفق محتجين أغلبهم سود من جديد على منطقة سكنية وتجارية أصبحت مركز الاضطرابات في مواجهة رجال شرطة أغلبهم بيض. ونهب البعض عددا من المتاجر. وتطالب عائلة وأنصار براون منذ أيام بمحاسبة الضابط الذي أطلق النار على براون. وتحقق وزارة العدل الأمريكية في الحادث بحثا عن أي انتهاكات للحقوق المدنية كما تحقق إدارة شرطة مقاطعة سانت لويس في الحادث أيضا. وظلت الشرطة لأيام ترفض كشف شخصية الضابط المتورط في الحادث متعللة بالخوف على سلامته. ورضخ قائد شرطة فيرجسون توم جاكسون للضغوط وقال إن ويلسون هو الضابط المتورط في الحادث. لكن في نفس الوقت زاد جاكسون من غضب ابناء المنطقة عندما أعلن أن براون كان مشتبها به في حادث سطو على متجر في الوقت الذي أطلقت النار عليه. وقال جاكسون في مؤتمر صحفي في وقت لاحق إنه عندما أطلق ويلسون النار على براون لم يكن الضابط يعرف أنه مشتبه به في حادث السطو. وكشفت الشرطة عن لقطات فيديو من داخل المتجر ويظهر فيها براون وهو يدفع عاملا في المتجر بعنف ثم يخرج من الباب. وتعرض المتجر للنهب من مخربين ليلة الجمعة واصطف أفراد الشرطة أمامه مساء السبت. وطلبت وزارة العدل الأمريكية من شرطة فيرجسون يوم الخميس عدم الكشف عن اللقطات حتى لا يزيد غضب المحتجين لكن مسؤولا شرطيا طلب عدم ذكر اسمه قال إن الفيديو نشر يوم الجمعة رغم اعتراضات المسؤولين الاتحاديين. وتختلف رواية الشرطة لإطلاق الرصاص على براون بشكل ملحوظ مع روايات الشهود ومن بينهم دوريان جونسون (22 عاما) الصديق الذي كان يسير مع براون وقت الحادث. وتقول رواية الشرطة إن ويلسون طلب من براون الانتقال من الشارع إلى ممر جانبي وإن براون وصل إلى سيارة الدورية وتعارك مع ويلسون للاستيلاء على سلاحه. ثم أطلق ويلسون الذي أصيب بجرح في وجهه النار على براون ليرديه قتيلا. وقال جونسون وشاهد آخر على الأقل إن ويلسون مد يده من نافذة سيارته لشد براون وإن الشاب كان يحاول الإفلات من يد الضابط عند إطلاق النار عليه. وأضافا إن براون كان يرفع يديه في علامة على الاستسلام لكن الضابط خرج من سيارة الدورية وأطلق عليه عدة رصاصات. وذهب عاملون في مكتب التحقيقات الاتحادي إلى مكان الحادث السبت لاجراء مقابلات مع سكان وزار القس جيسي جاكسون الناشط في مجال الحقوق المدنية المكان وأقام قداسا قرب نصب تذكاري لبراون. وقال القس آل شاربتون وهو ناشط آخر في مجال الحقوق المدنية إنه سيقود مظاهرة مع عائلة براون في فيرجسون.