بعد تشريف خادم الحرمين الشريفين افتتاح مدينة الملك عبدالله الرياضية الصرح الشامخ (الجوهرة المشعة) استبشر الرياضيون بهذا الصرح العملاق الذي بني خلال فترة وجيزة، وكانت تمني النفس بملعب آخر أو ملعبين بالكثير، ولكن جاء قرار الملك بالبشرى لجميع مناطق المملكة ببناء 11 استادا دوليا جديداً بمواصفات جوهرة جدة. وما يحدث حاليا من تعمير وبناء وتشييد في البنية التحتية للمنشآت الرياضية في مختلف مناطق المملكة من انشاء مدن رياضية ومقرات للأندية لا يصدق ولا يمكن تخيله، قياسا على حجم المشاريع الضخمة التي تنفذ حاليا وخصوصا بعد توقف طويل في عجلة تنفيذ المشاريع الرياضية في المملكة من بعد حرب تحرير الكويت طوال التسعينات والعقد الأول من الالفية الثالثة، عدا بعض المشاريع التي لا تتعدى اصابع اليد الواحدة والمعاناة التي وصلت لها ملاعب الاندية التي لا تمتلك مقرات نموذجية باللعب في ملاعب غير صالحة لممارسة الانشطة الرياضية، وأقرب ما تكون الى احواش تفتقد اهم المقومات لممارسة الأنشطة الرياضية. نوعية المشاريع الجديدة تشتمل المشاريع الجديدة على أربعة اتجاهات، انشاء مدن رياضية جديدة، بناء 11 استادا دوليا، بناء مقرات نموذجية للأندية، تطوير البنية التحتية لملاعب قائمة وتوسعة ملعب عبدالله الفيصل بجدة، وبناء ملاعب صغيرة في الرياض وبيوت شباب ومعسكرات ومباني الاتحادات الرياضية. وسنتحدث خلال التقرير عن المدن الرياضية ومقرات الاندية التي تم اعتمادها، وعن المراحل التي وصل اليها التنفيذ. المدن الرياضية تم اعتماد 6 مدن رياضية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مدن عرعرووادي الدواسرونجرانوالجوفوالخرج، بالإضافة الى مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة والتي تعد تحفة معمارية بكل المقاييس. وتم استلام المدينة الرياضية في عرعر عام 2011 والتي اطلق عليها مدينة الامير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد الرياضية، وكذلك مدينة الامير ناصر بن عبدالعزيز في وادي الدواسر في مطلع العام الحالي، وتم البدء في تنفيذ مدينة الخرج، وجار العمل في تنفيذ مدينة رياضية في نجران بسعة 20 الف متفرج وتوجد مشكلة في تنفيذ المدينة الرياضية في الجوف بعد طرح المناقصة مرتين بسعر 120 مليون ريال ولم يتقدم أحد. وتم تصميم المدن الرياضية الخمس على ملعب رئيسي سعته 10 آلاف متفرج عدا ملعب نجران الذي تم رفع السعة الى 20 الف وصالة مغلقة للألعاب المختلفة ومسبح اولمبي وملاعب رديفة لكرة القدم والألعاب المختلفة وبيوت شباب ومسجد ومكاتب إدارية ومواقف سيارات الملاعب والمدن الرياضية الجديدة في المملكة. الملاعب التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين جاء أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ببناء 11 استادا دوليا جديدا بسعة 45 ألف متفرج في 11 منطقة من مناطق المملكة؛ لتكون اضافة ونقلة نوعية في مستوى الملاعب والمنشآت الرياضية، ووجه الملك شركة أرامكو بتنفيذ الملاعب بنفس مواصفات جوهرة جدة. مدينة الملك عبدالله الرياضية تعد مدينة الملك عبدالله الرياضية بمحافظة جدة تحفة معمارية في التصميم والتنفيذ، ومن أهم المشاريع الرياضية التي تم تنفيذها في المملكة، وتقع المدينة في شمال جدة في اراضي مطار الملك عبدالعزيز الدولي وعلى مساحة ارض تبلغ 3 ملايين متر مربع، وتشتمل مرافق المدينة على استاد رئيسي مصمم كالجوهرة المضيئة بسعة 63 ألف متفرج مع مراعاة كافة اشتراطات الاتحاد الدولي الفيفا، وتضم المدينة ملعبا خارجيا مستقلا خاصا بألعاب القوى، ومدرجا سعته الف متفرج، بالإضافة إلى صالة مغلقة للألعاب المختلفة تتسع ل10 آلاف متفرج، ومواقف للسيارات تتسع ل8 آلاف موقف. والملعب مكون من ستة طوابق رئيسية و18 مقصورة خاصة ومرافق ملكية وقاعة كبيرة للاجتماعات واستراحة لكبار مع توفر شاشات داخلية بتقنية HD، واستديوهات تلفزيونية مطلة على الملعب، وفروع لأكبر المطاعم العالمية والمحلية، وقاعات للحفلات الرياضية وللمؤتمرات، وأكاديميات رياضية. يذكر ان شركة أرامكو السعودية هي التي تتولى الإشراف الكامل على انشاء المدينة الرياضية بعد تكليفها من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بالإشراف على تنفيذ المدينة الرياضية. وقامت شركة ارامكو باسناد تنفيذ الملعب الرئيسي الى تحالف شركة بيسكس البلجيكية مع شركة المهيدب للمقاولات وأسندت تنفيذ الصالة الرياضية والمسبح والملعب الرديف المخصص لألعاب القوى الى شركة هونداي الكورية وبلغت تكلفة المدينة بالكامل 532 مليون يورو. ومن المتوقع ان تنتهي المدينة بالكامل في اكتوبر 2014، وانتهى تشييد الاستاد الرئيسي بسعة 63 الف متفرج في الشهر الحالي، ويعد الملعب الاول في المملكة بدون مضمار. وستقام إلى جوار المدينة محطة قطار الحرمين السريع وتم تخصيص مساحة كبيرة لتنفيذ المحطة الخاصة بالقطار لخدمة الجماهير القادمة من مكة وجنوب ووسط جدة، حيث سيتوقف القطار في محطة مدينة الملك عبدالله الرياضية لنقل الجماهير. مقرات الأندية بلغ عدد المشاريع المعتمدة من قبل وزارة المالية للأندية في السنوات الاخيرة 80 مشروعا وهذا رقم قياسي لم يحدث في أي بلد عربي، ويعد طفرة غير مسبوقة في تاريخ المنشآت الرياضية حيث شملت المنشآت الجديدة جميع المناطق والمدن والمحافظات والمراكز من المشاريع الجديدة. اختلاف المقرات الجديدة تعد المقرات الجديدة التي تنفذ حاليا مختلفة كليا عن المنشآت السابقة والتي كانت تصنف بفئة (أ)- (ب)- (ج) وتعد المنشآت الجديدة أفضل كثيرا في التصميم حيث تتكون المقرات الجديدة من درجتين أولى وثانية، ويتكون المقر من الدرجة الأولى والذي يكلف قرابة 80 مليون ريال من مسجد سعته 500 مصل وثلاثة ملاعب مختلفة حيث تضم ملعبا رئيسيا سعته 7200 متفرج بدون مضمار، والمدرجات من الجهات الأربع، ويضم الملعب منصة لكبار الشخصيات ومداخل ومخارج مختلفة للاعبين والحكام وملعبا رديفا بمضمار وملعبا آخر بدون مضمار وصالة مغلقة لألعاب المختلفة سعتها 700 متفرج، ومسبحا أولمبيا ومكاتب إدارية ومعسكرا نموذجيا للاعبين. وتكلف المقر من الدرجة الثانية 60 مليون ريال بنفس المواصفات، ولكن الملعب الرئيسي بدون مضمار وسعته 4500 متفرج، مع مدرج رئيسي ومدرج مقابل في الواجهة وصالة مغلقة سعتها 300 متفرج، وملعب رديف واحد، وأهم ما يميز الملاعب الجديدة للأندية امكانية رفع السعة الاستيعابية للمدرجات. وتم في التصميم الجديد تلافي الاخطاء والعيوب في المنشآت القديمة. سير العمل في تنفيذ المقرات العمل يتواصل يوميا لتنفيذ بعض المقرات المعتمدة ويشارك عدد كبير من المهندسين والعمال في تنفيذ المقرات على مدار الساعة ليل نهار، وبدأت ملامح بعض المشاريع في الظهور وبعضها قرب من الانتهاء ودخل مرحلة التشطيب مثل مقر الطائي وهجر والانوار وعكاظ والباطن. عقبات مرت على تنفيذ المشاريع بعد اعتمادها بعد إقرار الدولة اعتماد عدد كبير من المشاريع الرياضية ببناء مدن ومقرات للأندية واجهت الرئاسة العامة لرعاية الشباب عقبات صعبة في تنفيذ المباني الجديدة، ولاسيما عقب تراكم الاعتمادات المدرجة في ميزانيات الدولة في سنوات (2011، 2012، 2013، 2014م)، ومن اهمها: الدورة الإدارية والإجراءات النظامية من تاريخ اعتماد المشاريع إلى التعميد الاستشاري، ومدة التصميم والدراسات والمراجعة والتي تتراوح ما بين سنة الى سنة ونصف ثم يطرح المشروع في منافسة من خلال الإعلان في الصحف الرسمية إلى فتح المظاريف والتحليل للعطاءات وإجراءات "الترسية" في الرئاسة ومن ثم عرضها على الممثل المالي وإرسال العقود لوزارة المالية للموافقة، ويستغرق ذلك ما بين 4 إلى 6 اشهر اخرى كحد أدنى، وتحتاج الرئاسة خلال مرحلة التصميم لمراجعة البلديات لتحديد حدود الأرض وأبعادها ومن ثم مراجعة الدفاع المدني لاعتماد متطلبات الأمن والسلامة لمخططات ومواصفات المشروع، وهل التربة صالحة للبناء؟ ومن اهم العقبات التي واجهت تنفيذ المشاريع الجديدة عدم توفر اراض لبعض الاندية، أو طلبات من امارات المناطق والأمانات بنقل المقرات الى مواقع اخرى. تاريخ المنشآت الرياضية في المملكة أولا الملاعب والمدن الرياضية في بداية انطلاق المسابقات السعودية عام 1377ه بكأس الملك وكأس ولي العهد لم تكن المملكة تمتلك أي منشآت رياضية مملوكة للدولة عدا بعض الملاعب المملوكة لأفراد، ومن اشهر الملاعب في البدايات ملعب الصبان في جدة وملعب الصايغ في العاصمة السعودية الرياض وملعب يعقوب في الخبر وملعب ساحة اسلام في مكةالمكرمة وكانت الاندية لا تمتلك اراضي ولا ملاعب خاصة بها قبل الثمانينات الميلادية، ويعد استاد الملز (فيصل بن فهد حاليا) أول ملعب يبنى من قبل الدولة وكان افتتاح الاستاد في 26 صفر 1390ه بحضور الملك فيصل بن عبدالعزيز عندما شرف نهائي الكأس بين الاهلي والشباب، ومع تعيين الأمير فيصل بن فهد- يرحمه الله- رئيسا عاما لرعاية الشباب بدأت الطفرة في بناء المنشآت الرياضية حيث تم انشاء ملعبي الدماموجدة في منتصف السبعينات وبناء ثلاث صالات مغلقة في الرياضوجدةوالدمام وفي عام 1980 تم افتتاح المدينة الرياضية بالقصيم ومدينة أخرى في المدينة المنورة، وفي بداية الثمانينات شهدت طفرة في عالم التشييد والبناء حيث تم افتتاح 9 مدن رياضية جديدة في مدن الاحساء وحائل والخبر وتبوك والطائف ومكةالمكرمة والباحة وجازان وأبها وتتويجها بافتتاح درة الملاعب استاد الملك فهد الدولي في عام 1987، وفي بداية التسعينات تم افتتاح المدينة الرياضية بالمجمعة والمدينة الرياضية بالقطيف والتي تعد آخر مدينة رياضية تم افتتاحها لتتوقف المشاريع والملاعب والمدن الرياضية في المملكة. ثانيا مقرات الأندية على صعيد الأندية قد يستغرب البعض من ان الاندية السعودية الكبرى كانت تمتلك مقرات مستأجرة الى بداية الثمانينات الميلادية وملاعب ترابية لممارسة التدريبات اليومية، وتعود بداية تنفيذ مقرات الاندية الحديثة الى عام 1979م حيث تم تنفيذ أول ثلاثة مقرات رياضية مصغرة لأندية الحمادة بالغاط والمجد بينبع ونادي التآلف (الجبيل حاليا) حيث كانت المقرات الثلاثة تضم ملعبا مزروعا ومدرجات سعتها 500 متفرج وملعبا رديفا وصالة مغلقة ومسبحا ومكاتب إدارية (وكانت هي الملاعب الوحيدة في المملكة بالعشب الطبيعي) وفي عام 1982 بدئ بناء المقرات بشكل موسع حيث تم إنشاء 8 مقرات فئة (أ) تضم ملعبا رئيسيا سعته 14 الف متفرج به صالة مغلقة ومسبح أولمبي ومكاتب إدارية ومسجد وتحلية مياه أو بئر وملعب رديف وملاعب مكشوفة للألعاب المختلفة، وضمت أندية الهلال والنصر والشباب والرياض من العاصمة والاتحاد والأهلي من جدة والاتفاق والنهضة من الدمام وتم استلام الملاعب في عام 1984م وفئة (ب) بنفس المواصفات ولكن المدرج من جهة واحدة وسعة الصالات المغلقة اصغر وضمت أندية الوحدة والقادسية والأنصار والشعلة ونادي مرخ بالزلفي والنجمة والعروبة وتضم فئة (ج) أندية الأخدود والحزم، ويعد مقر الأمل المبني بعد حرب الخليج من أجمل المقرات القديمة وهو غير مصنف ضمن الفئات، ومبنى الخليج والفتح فئة (ب) مطور ويعد مقر نادي الفتح آخر مبنى تم تسليمه في عام 2005م. الثمانينات الطفرة الأولى في بناء المقرات تعد فترة الثمانينات الميلادية من أفضل الفترات الذهبية في بناء المقرات النموذجية للأندية، حيث تم بناء 22 مقرا رياضيا مع عدد كبير من المدن الرياضية في الأحساءوالخبر وجازان وحائل وتبوك والباحة والطائف والمجمعة ودرة الملاعب استاد الملك فهد الدولي، وبعد حرب الخليج انخفضت المشاريع حيث تم فقط بناء مقر نادي الأمل بالبكيرية ومقر نادي الخليج في سيهات ومدينة الامير نايف الرياضية بالقطيف، وفي السنوات العشر الأولى من الألفية الثالثة تم بناء مقر واحد لنادي الفتح. المقرات الجديدة بلغ عدد المنشآت المعتمدة للأندية الرياضية في السنوات الأربع الأخيرة 80 ناديا في مختلف مناطق ومحافظات المملكة، على درجتين، وتضم الدرجة الاولى تصميما ب80 مليونا وتصميما آخر بقيمة60 مليون ريال جار تنفيذ عدد كبير منها وتوقيع عقود البقية، ومن المتوقع ان يرتفع عدد الأندية مع الميزانية القادمة الى 82 ناديا، فالدولة تعتمد 20 ناديا في كل ميزانية. المقرات المعتمدة والأندية الجاري تنفيذها حاليا لقد تم الاعتماد الى نهاية الميزانية الأخيرة ب80 مشروعا منها 20 معتمدة في الميزانية الأخيرة، وبالنسبة لل60 ناديا والتي تم اعتمادها في الميزانيات السابقة يجري تنفيذ اكثر من 24 مشروعا من 28 مقرا تم اسنادها الى مقاولين، وباقي المقرات متعثرة لعدة أسباب ومن أهمها عدم توفر الأراضي أو وجود مشكلة على الأرض، وتجري محاولة لتذليل العقبات بين الرئاسة وإمارات المناطق والأمانات لوضع حلول لتوفير أراض لبناء المقرات الجديدة، وبعضها الآخر متعثر لضعف المقاول المنفذ علما بان 20 مشروعا تحت الترسية ويجري العمل حاليا على تنفيذ عدد من المقرات في مختلف مناطق ومحافظات المملكة وهي على النحو التالي: الطائي، الدرع، هجر، أبها، الحجاز، ضمك، الباطن، التهامي، الخالدي، الروضة، الجبلين، الوطني، الشرق، حطين، عكاظ، الانوار، التعاون، الرائد، احد، النخيل، حطين، الشرق، الربيع، المسيرة. الاعتمادات الأخيرة ترفع عدد الأندية التي تمتلك مقرات نموذجية سيرتفع عدد الأندية التي تمتلك مقرات نموذجية من 25 ناديا حاليا الى 105 من 153 ناديا خلال سنوات قليلة بعد الانتهاء من المشاريع الجاري تنفيذها او التي تحت التنفيذ أو تحت "الترسية" وسترتفع النسبة التي تمتلك مقرات من 16،3% الى أكثر من 70% علما بأنه من المتوقع ان يعتمد خلال السنوات القادمة بناء مقرات إضافية وسترفع عدد الأندية التي تمتلك مقرات نموذجية الى 100% خلال السنوات الخمس القادمة. مدينة الأمير سلطان الرياضية في أبها ملعب مدينة الملك عبد العزيز الرياضيةبمكة ملعب الملك فهد ( الدرة )