في حياة لا يدركها الكسل ولا تعرف الخمول يصحو الشاب أحمد مبكراً من نومه ذاهباً إلى سوق الخضرة أو ما يسمى في الطائف بالحلقة، حيث يشتري منها ما يحتاجه لسد حاجته من الذرة، تلك الذرة التي يعتبرها مصدر رزقه لا سيما وأنه أصبح متمرساً في جلبها وشويها وبيعها في أماكن تنزه المصطافين في الطائف، يقول أحمد: «عرفت هذه المهنة منذ أكثر من عشر سنوات وأصبحت أحب مزاولتها فأنا شاب متزوج أحتاج إلى مصدر للرزق أعول به أسرتي، وخصوصاً في مثل هذه الأيام التي تعد مواسم للحركة التجارية في المنطقة»، وعن أوقات تواجده في المتنزهات يقول أحمد: أحرص على التواجد قبل صلاة العصر لكي أجهز أدوات الشوي وأعدُ الذرة أمام الزبائن، وبعد صلاة العصر مباشرة يبدأ الزوار بالتواجد في المتنزهات بشكل كثيف إلى الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل، وعن الأسعار يقول أحمد أبيع الذرة الواحدة ب4 ريالات، وهو سعر في متناول الجميع، حيث أجد إقبال الناس على الشراء كثيراً، ويضيف قائلاً أبيع في اليوم أكثر من 50 حبة من الذرة إلى جانب بيع شاي الحطب الذي يقبل عليه المصطافين بشكل كبير، ويضيف قائلا: لا تقتصر تجارة بيع الذرة على بيعه فقط، بل هي تتطلب التحضير له من خلال تأمين الحطب وعربة الشوي والإضاءة التي لا غنى عنها في وقت المساء وتجهيز العربة أيضا بمزود الكهرباء والبطارية أو البنزين وغيرها، ويقول لا شك أن نظرة المصطافين لي كبائع هي نظرة احترام وتقدير لا سيما وأنهم يدركون أنني شاب أبيع وأشتري لسد حاجتي وحاجة أسرتي، وأسعى للكسب الحلال، ويذكر أحمد أنه من خلال بيع الذرة تعلم كيفية التعامل من الناس، وأكسبه هذا العمل القناعة بأن رزقه مكتوب ولن يأخذه أحد غيره، وعن طموحه يقول أحمد: أسعى لأن أتوسع في تجارتي وأفتح متجراً متخصصاً لبيع الذرة المشوية إلى جانب بيع الذرة بالأكواب.