كم كنت مخطئاً في اعتقادي ان الدراهم يمكنها ان تشتري جيشا يمكن ان يدافع عن وطننا وكم كنت مخطئا عندما كنت اعتقد ان المال الذي يُصرف على قواتنا المسلحة كان من الاولى إنفاقه على مشاريع التنمية المختلفة في بلادنا وكم كنت مخطئاً في حق صناجة الوطن اللواء الشاعر خلف بن هذال العتيبي عندما كنت اردد شطرا من قصيدته لكن بشكل مغاير، فهو يقول في قصيدته: حنا اذا دندنت طبلة الحراب دندنا وكنت اردد بيني وبين نفسي: حنا اذا دندنت طبلة الحراب دندن الامريكان عنا الزمن اثبت لي و لغيري اننا كنا مخدوعين فالعالم من حولنا لا يبحث إلا عن مصلحته سواء الامريكان او غيرهم ولن يحك جلدك الا ظفرك ولن ينفعك في وقت الحاجة إلا زندك "زندك ولا مت". العالم كما هو لم يتغير بل نحن لم نكن ندرك ذلك ومن يعد للوراء اقل من خمسين عاماً يدرك ان الله سبحانه وتعالى حبا هذه البلاد حُكاماً عظماء كانوا يدركون ان الاعتماد على النفس هو السبيل الوحيد الى الرفعة والمجد والسؤدد ومن يستمع للملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود (رحمه الله) في احدى خطبه يدرك حكمة هذه السلالة المباركة والشجرة الطيبة فها هو الفيصل يقول (إذا حلت الساعة ودق جرس الحرب والنضال فستجدونني انا وإخوتي وأبنائي امامكم، و إذا لم ندافع بدمائنا وكياننا وبكل مانملك عن قضايانا فلن نكون اصحاب شأن ولن تقوم لنا قائمة، ونحن حينما نصرح بسياستنا لا يهمنا ان يزعل الغرب او يتكدر الشرق لأن الشرق والغرب اتفقوا على هضم حقوق العرب وسلب اراضيهم المقدسة). صدقت رحمك الله، نعم يجب ان نعتمد على انفسنا فجيشنا هو عزنا وعز العرب والمسلمين وهو الرادع بعد الله (عز وجل) لكل من تُسول له نفسه المساس بشبر واحد من ارضنا، لكن لن نستطيع ان ندافع عن قضايانا و بلادنا ومقدساتنا اذا لم يكن لدينا جيشٌ قوي قادر على دحر المعتدي و قادر على استرداد حقوقنا المسلوبة لذلك فلن نقبل إلا بأن يكون جيشنا الاول عربيا وليس في المرتبة الثانية ونطمح كذلك بان يكون جيشنا في قائمة العشرة الجيوش الاقوى في العالم ولن نرضى ابداً بالمرتبة الخامسة والعشرين. هذا الترتيب لجيشنا العربي السعودي جاء حسب تصنيف تقرير "جلوبال فاير باور" الأمريكي الذي يستند إلى عدة عناصر أساسية لترتيب الجيوش مثل: القوى البشرية، والجيش البري، والقوات الجوية، والقوات البحرية، واحتياطي النفط، والاحتياطي القومي، وجغرافيا الدولة. ما يهمنا في هذا التقرير هو ان الجيش التركي احتل المركز الثامن عالمياً والجيش المصري في المركز الثالث عشر والجيش الايراني في المركز الثاني والعشرين اما جيش الكيان الصهيوني فلقد جاء متقدماً على جميع الدول العربية محتلاً المركز الحادي عشر. جيشنا السعودي كان ومازال يحظى بعناية فائقة من وزراء الدفاع فالأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله) كان حريصاً كل الحرص على رفع الروح المعنوية لجميع افراد القوات المسلحة فكان يسافر كل عيد لمعايدة افراد القوات المسلحة في مواقعهم وعلى خطاه رأينا صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ووزير الدفاع "سلمه الله" وهو يتناول طعام الغداء مع جنود و ضباط مدينة الملك عبدالعزيز العسكرية بالمنطقة الشمالية في عيد الفطر الماضي من هذا العام 1435ه ولا اعتقد ان سموه الكريم والمسؤولين في الجيش السعودي بغافلين عن تطوير الجيش لكننا نطمح بأن تولي حكومتنا الرشيدة عملية تطوير الجيش الأولوية. ان نقفز بجيشنا العربي السعودي من المرتبة الخامسة والعشرين الى قائمة العشرة الجيوش الاقوى عالمياً ليست بالمهمة المستحيلة وليست بالعملية السهلة لكن اذا قارنا انفسنا بالكيان الصهيوني فنحن اكثر منه عدداً واغنى منه مالاً فلماذا يتفوق علينا؟ جيشنا يحتاج الى خارطة طريق ليصل الى قائمة العشرة الجيوش الاقوى عالمياً وان يتم تنفيذ هذه الخارطة في مدة زمنية محددة. نريد لجيشنا ان يكون خنجراً في صدور الاعداء وقت الحرب ويكون رافداً من روافد التنمية في بلادنا وقت السلم. نريد ان يكون الانضمام لقواتنا المسلحة حلما يراود كل طلبة العلم في بلادنا وان يستقطب جيشنا السعودي النخبة من ابناء الوطن. نريد ان يكون هناك تعريف لجيشنا السعودي وقطاعاته المختلفة في مناهجنا التعليمية وان تعاد انشودة الجندي التي كان يحفظها جيلنا عن ظهر غيب الى مناهج ابنائنا الدراسية وما ابلغها من انشودة: سل صفحة الأيامِ تنبيك عن إقدامي واسأل جميع الناسِ عن عزمتي وباسي مجاهدٌ صنديدُ مقاتلٌ عنيدُ العلم قد حباني حماسة الشجعانِ لا خوف يعتريني في الذود عن عريني نشيديَ الموقَّعْ دبابةٌ ومدفعْ قولوا بأعلى صوتِ يا مرحباً بالموتِ لبيك يا بلادي يا نعمتي وزادي