من حقّ من شاء وقتما شاء أن يكتب ما يشاء . هذا جزء لا يتجزأ من مفهوم حرية التعبير . لكن ليس من حق أي أحد مهما كان ، أن يسيء إلى الآخرين تحت حجة حرية التعبير . حقّ الفرد في الحرية يسقط إذا ما تحلل الفرد من مسؤولياته وأصرّ على التعدي على الآخرين . هنا يخرج الأمر من دائرة حرية التعبير إلى حدّ إلغاء الآخر . وهو ما يصطدم بالقطع مع مفهوم حرية التعبير . الزميلتان العزيزتان لولو الحبيشي وحصة العون ، دافعتا – وهذا حقّهما - عن القبيلة كمكوّن اجتماعي ، لكنهما - بكل أسف - مارستا الغمز واللمز بحق غير القبليين عبر مقالاتهما الأخيرة . الزميلة لولو الحبيشي كتبت عبر مقالها ( بعبع القبيلة ومزايين الرياضة ) : (( ولا أفهم لماذا يتضخّم القلق من كيان القبيلة وأبنائها الذين أثبتوا في كل المواقف أنهم لا يساومون على وطنهم ، والذي يردده في كل حين بعض من انتابتهم ( فوبيا ) القبيلة، في حين لا يكاد يتحدث أحد عن القلق الذي قد تشكّله فئات أخرى لا تعتبر الهوية الوطنية إلا كرت عضوية نادٍ يتيح استخدام مرافق ( النادي / الوطن ) للسباحة وصيد السمك وعمل ( مساج ) ولو ( دندنت طبلة الحراب ) فرّوا تاركين الوطن خلف ظهورهم )) . هذا الكلام يتجاوز حدّ الغمز واللّمز إلى حدّ الاتهام المباشر لبعض (الفئات) . ولأن الزميلة استخدمت مفردة (الفئات) فإنها قطعا لم تكن تتحدث عن حالات فردية . ويبدو أن الزميلة عمدت إلى عدم تحديد ماهية ( الفئات ) التي تولّي الأدبار عندما تدندن طبول الحرب – لا أعرف أن فئة تركت البلاد عندما نشبت حرب الكويت مثلا - لتترك الحرية للقارئ ليسقط الاتهام على من شاء من ( الفئات ) التي لا تنتمي بطبيعة الحال إلى القبائل. هل يدرك هؤلاء إلى أين يمكن أن يقودنا هذا الطرح ؟.