يسود غموض كبير مصير مفاوضات وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بين الوفدين الفلسطيني الموحد، والإسرائيلي، برعاية مصرية، وسط غموض أيضاً بشأن اقتراح مصري، بتمديد الهدنة بين الجانبين، والتي تنتهي في الثامنة من صباح اليوم، ل72 ساعة أخرى، بالتزامن مع أنباء عن قبول إسرائيلي لها، ورفض لفصائل المقاومة. ورغم نفي القيادي في «فتح»، ورئيس الوفد الفلسطيني الموحد، لمفاوضات القاهرة، عزام الأحمد، الليلة قبل الماضية، وجود أي اتفاق لتمديد التهدئة الحالية، وهو نفس ما أكده القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل رضوان الذي قال إن تجديد الهدنة مرتبط بتحقيق إسرائيل المطالبَ الفلسطينية على الأرض.. إلا أن مسؤولاً مصرياً قريب الصلة بالمفاوضات الجارية، في العاصمة المصرية، أكد إمكانية التوصل لهدنة مماثلة، لإتاحة الوقت أمام المفاوضين للاستمرار دون ضغوط أخرى. إشكالية نزع السلاح ووفق المسؤول الدبلوماسي -الذي تحفظ على ذكر اسمه- فإن الإسرائيليين -الذين وصل وفد إضافي منهم الليلة قبل الماضية، للحاق بسير التفاوض- يبدون رفضاً شديداً -بدعم أمريكي- لفكرة التعامل مع قطاع غزة، بوضعه الحالي (أي تحت سيطرة حماس) إلا بعد نزع سلاح المقاومة، مضيفاً أنهم -أي الإسرائيليين- أبدوا مرونة في اللحظات الأخيرة بشأن التعامل المشروط مع إشكاليتي إعادة الإعمار وفتح مطار غزة، وفق ترتيبات أمنية معينة، وكذا الميناء البحري. وجددت حركة حماس، رفضها التام، لمناقشة أية أفكار بشأن نزع سلاحها، وقال القيادي بها، عزت الرشق، في تصريحات لوكالات الأنباء، «لا نقبل أن نستمع إلى أي طرح في هذا الخصوص، ومن يظن أنه انتصر في المعركة حتى يطلب هذا الطلب فهو مخطئ، فالشعب الفلسطيني ومقاومته وصموده هم المنتصرون». وأضاف الرشق إن «موافقة إسرائيل على التهدئة وما تلاها من انسحاب لجيش الاحتلال من غزة جاءت لأنهم وصلوا إلى طريق مسدود. ورغم الألم والصمود والتضحيات والصبر نؤكد أن شعبنا ملتف حول المقاومة». واعتبر أن «كل ما أنجزته إسرائيل هو جرائم حرب ضد المدنيين، وعدونا لم ولن يحقق أهدافه من هذه المعركة». من جهته، قال الدكتور موسي أبومرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن الحديث عن سلاح المقاومة هو أمر مستحيل مؤكداً في صفحته على الفيسبوك إنه لا ضمان لما يتم الاتفاق عليه إلا سلاح المقاومة. استبعاد مصري بالسياق، قالت أنباء في القاهرة، إن مصر استبعدت الجانب الصهيوني من مناقشة معبر رفح على أساس أنه معبر فلسطيني مصري وليس للكيان الصهيوني علاقة به، مشيرة إلى أن حركة حماس مستعدة تماما لتسليم إدارة المعابر للسلطة الفلسطينية وفقاً لاتفاق المصالحة الذي أنتج حكومة الوفاق الفلسطيني، وأكدت -وفق بوابة الأهرام الإلكترونية- أن القاهرة أبلغت الجانب الفلسطيني أن معبر رفح سيتم فتحه فوراً عقب تسلمه من السلطة الفلسطينية وهو ما أكدته حركة حماس. ونسبت الصحيفة، لمصادرها، قولها إن إسرائيل وافقت على دخول كافة المساعدات الإغاثية والإنسانية دون تأخير من كافة المعابر، وكذلك المطالب المتعلقة بإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين من صفقة شاليط والدفعة الرابعة من المعتقلين على أن يتم بحث التنفيذ لاحقا. وأضافت أيضاً، إن مصر متحفظة على موضوع المطار والميناء البحري معتبراً أنها شروط معاهدة سلام وليس شروط للتهدئة -حسب موقع الرسالة نت- التابع لحركة حماس. من جانبها تحدثت تقارير إعلامية من الجانب الصهيوني عن رفض إسرائيل إطلاق سراح النواب الفلسطينيين الذين اعتقلتهم قبل شهرين. وقالت المصادر إن الجانب الصهيوني غادر القاهرة ليبلغ حكومة الكيان الصهيوني نتائج الحوار على أن يعود مرة أخرى حاملاً الموقف الرسمي من المفاوضات. جهود أردنية من جهة اخرى، أعلن الديوان الملكي الاردني ان عاهل الاردن الملك عبدالله الثاني أجرى الخميس محادثات مع وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون بشأن الجهود المبذولة لتثبيت الهدنة في غزة، مؤكدا اهمية دور الاتحاد الاوروبي في «ضمان وقف نهائي» للقتال. وأجرى الملك الاردني وأشتون مباحثات خلال اتصال هاتفي حول «المساعي المبذولة لإدامة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة»، كما ذكر المصدر نفسه. وأكد العاهل الاردني «اهمية دور المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي في العمل على ضمان وقف نهائي للعدوان على القطاع والمساعدة في التعامل مع الأوضاع الإنسانية الكارثية التي خلفها على البنية التحتية والخدمات هناك». وأشار خلال الاتصال الى مشروع قرار تقدم به الأردن الثلاثاء الماضي نيابة عن المجموعة العربية في مجلس الأمن الدولي لرفع الحصار عن غزة وخطة لإعادة إعمار القطاع. والتزم الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي الثلاثاء بوقف لإطلاق النار مدته 72 ساعة لإتاحة الوقت لوفديهما المفاوضين بوساطة مصرية في القاهرة، للاتفاق على هدنة دائمة. وانسحب الجيش الاسرائيلي بالكامل من القطاع الفلسطيني الثلاثاء بعد شهر من بدء الهجوم الذي أودى بحياة 1886 فلسطينيا بينهم 430 طفلا وفتى و243 امرأة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. وفي الجانب الاسرائيلي قتل 64 جنديا وثلاثة مدنيين.