بعد غياب طال وصبر وانتظار عاد فارس نجد لملامسة الذهب، والصعود للمنصات التي رددت «والله زمان يانصر» بمنظومة متفاهمة ومتناسقة من إدارة ومدرب ولاعبين لأننا في عالم متغير متجدد (عالم كرة القدم)، فقد غادر المنظومة مجموعة ممن صنعوا الإنجازات لأسباب مختلفة، وانضم بديلاً عنهم عناصر جديدة تحمل من الطموح والأمال ما يجعلها تبحث عن صنع إنجازات جديدة، وتكمل ما عمل وقدم في موسم استثنائي نصراوي، وعلى رأس هذه العناصر المدرب الإسباني كانيدا الذي لم يلق التعاقد معه قبول أغلب مناصري «العالمي»، ومنهم من تخوف بأن يفقد النصر ما حققه في الموسم الماضي، وزاد من هذا التخوف المستوى غير المقنع للفريق في المباريات الودية التي خاضها الفريق، ولم يشفع للمدرب غياب العديد من عناصره الأساسية التي سيعتمد عليها في الاستحقاقات القادمة. ونظرة فنية بعيداً عن العاطفة التي تحكم أغلب آراء الجماهير، والبعض من النقاد فإن كانيدا يتفوق على محبوب الجماهير النصراوية «كارينيو» بالجانب التكتيكي والانضباط والحزم، ويرى حق المشاركة للأفضل بغض النظر عن الأسماء (وهي ما قد تغضب بعض نجوم الفريق) لكنه يعاب عليه خوفه الدائم من الخسارة، وأنه لا يملك الشخصية الحماسية التي تميز كارينيو. كانيدا مدرب تكتيكي مميز لكنه يعمل تحت الضغط منذ وطأت قدماه مطار الملك خالد من قبل جماهير وإعلاميي النصر، مما قد يخلق بيئة عمل غير صحية خلافاً لما تسعى له إدارة الأمير فيصل بن تركي، والذي يدافع عن المدرب ويضع ثقته الكاملة فيه في كل مناسبة يصرح فيها، مما يدل على أن الضغط وصل للإدارة أيضاً. ما ميز النصر الموسم الماضي ومكنه من تحقيق ما عجز عنه لسنوات مضت، أنه قام كل بتخصصة فالإدارة قامت بواجباتها الإدراية، والمدرب قام بعمله الفني والتكتيكي والجماهير بمدرجاتها أبدعت فانعكس ذلك على عناصر الفريق التي سطعت ولمعت في سماء الكرة السعودية، وسجلت وأبهرت وحققت، ليكمل كانيدا وعناصره الجديدة منهم قبل القديمة مشوار البطولات والإنجازات، يجب أن يعود العمل كالمنظومة متناسقة متجانسة مكملة لبعضها البعض دون تداخل في الاختصاصات، رغم صعوبة المرحلة القادمة واتساع رقعة المنافسين على البطولات إلا أن العمل والتكاتف يصنع المعجزات. كارينيو استطاع أن ينسي الجماهير النصراوية الداهية «باوزا» بعد أن منح الوقت والثقة الكاملين، وكانيدا يحتاج للوقت والثقة لينسي «جماهير الشمس» كارينيو بتقديم فريق ينافس على تحقيق البطولات بقوة، ورقماً صعباً في التنافس عليها ويحتاج للتوفيق من الله لحصدها. هذه المقال كتبت قبل كأس السوبر وبغض النظر عمن سيحققه.