ولو أنني متحفظ دائماً على مصطلح «مصرع»، وهي الكلمة التي تبدأ بها صحفنا المحلية عندما تنقل خبر وجود ضحايا، في حوادث الطرق والغرق والحريق، وكنت أحبذ، وأنا على الدسك الصحفي، أن أستبدلها بكلمة "وفاة"، كما جاء في أكثر من موضع في القرآن الكريم، كقوله تعالى:«وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ»، فهي ألطف ولو تعددت الأسماء فالموت واحد، وكما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء»، وربط السوء بالمصرع، والوفاة بالرضا. وكلمة «مصرع» تكررت مع أول أيام العيد في حوادث، ومنها الحادث المؤلم لغرق أب وابنته وابنه على شواطىء الدمام، بعد أن جرّت الفتاة أخاها ووالدها لعملية إنقاذ مميتة في منطقة منعت السباحة بها. حرس الحدود وهو المخوّل بمتابعة الشواطىء، بالتأكيد إنه لا يستطيع تغطية أكثر من 100كم من المياه، إلا أنه بإمكانه أن يطوّر الرسائل التحذيرية، ويُسيّر الدوريات في المناطق الأكثر كثافة، والمتوقع أن تشهد حوادث غرق، ولا يكتفي فقط بانتشال الجثث. البلديات أيضاً بإمكانها منع باعة أدوات السباحة الرديئة الصنع: كأطواق النجاة، والقوارب البلاستيكية الصغيرة، والمشاركة في التوعية. المصرع الآخر «لامرأتين وطفلة يردن عبور طريق الأمير محمد بن فهد لأسواق العثيم على الجانب الآخر، ولم يمهلهم القدر لعبور الشارع، وكثيراً ما يُشاهد في تلك المنطقة العديد من محاولات العبور، خاصة وأنها تفصل سوقين كبيرين، ولو كان هناك جسر للمشاة في تلك المنطقة بالذات؛ لتوقف الخوف الدائم، وارتاح عابرو الطريق. والله المستعان .