عُوْدٌ وَبُنٌ وَحِنَّاءٌ وتَغْرِيدُ. الله أكبرُ - سَبْعَاً- زارَنَا العِيْدُ فَكُلُّ عَامٍ وأنْتُم في ضِيَافَتِهِ. أصْفَى كلامَكُمُ ذِكْرٌ وتَمجِيدُ أبياتٌ في وصف العيد السعيد صاغتها مشاعر شاعرةٌ كويتية شابَّة من الجيل الصاعد استطاعت أن تُلفِت الأنظار بشاعريتها العذبة، هي دلال صالح البارود. هذا هو العيد باختصار كما كان قديما،ً إضافة إلى ما فيه من صِلةٍ للأرحام وتواصل وتزاور، أغنتنا عنه بعض الشيء اليوم وسائل التواصل الاجتماعي ما بين تغريدات على تويتر وصورٍ انستغرامية ورسائل واتس اب، أصبحت بديلاً عن سماعِ أصوات أحبتنا مهنئين بأعيادنا برُغم ما تحمله من جُمُود ومشاعر باهتة. وَفَرْحَةُ العِيدِ في أجْرٍ وَ مَغْفِرَةٍ. ليْسَتْ بِلبْسٍ وَلا جَاهٍ وَلا مالِ في الشُّكْرِ والعَفْوِ، في خَيْرٍ تُقَدِّمَهُ. وَبَذْلُ نَفْعِكَ للمُحْتَاجِ في الحَالِ نَعم.. مَنْ مِنَّا لم يفْرَح بالعيد وديننا الإسلامي الحنيف قد حَثَّنا على أنْ نُعايد الجميع بما فيهم ضعفاؤنا وفقراؤنا، فكان لِزَاماً علينا ألا يبيت فقيرٌ جائعٌ في بيته ليلة العيد، ولا قلبٌ مكسور الخاطر مع إشراقته الصباحية، فكانت زكاة الفطر طُهرةً للصائم وطُعمةٌ للمساكين. هذا هو العيدُ فَلْتَصْفُ النُّفُوسُ بِهِ وَبَذْلُك الخَيْرَ فيهِ خَيرُ ما صُنِعَا كبرنا وكبُرت معنا مشاعِرنا وأحلامنا، ولكن بَقِي العيدُ هو العيدُ فرحَة للصغير والكبير، وبهجة للمُقِيم والمغترب، وسعادة لمَنْ أنْعَمَ الله عليه فأتَمَّ صَومَه واختتم بالخيرات شهره المبارك. عِيْدٌ يَعُودُ بأسْعَدِ الأيَّام. بِجَمَالِ وجْهٍ مُشْرِقٍ بَسَّام يتغير الأطفالُ كل عام وتتغيّر أزياؤهم وأهواؤهم ومَشارِبهم، ويبقى العيد كما هو جميل بِرِفْقَةِ أحبتنا وتواجدهم حولنا، ولعله جميلٌ أيضاً بسلامتهم وسعادة قلوبهم وإن كانوا ليسوا بحاضرين، ألم أقُلْ لكم سابِقاً «لا يُهم الحضور والتواجد ماداموا بخير..» وندعو لهم أن يبقوا بأتمِّ الصِّحَة والعافية أينما كانوا، فالفَقدُ في العيد ليس إلا فقدُ أمواتنا الذين رحلوا عن دُنيانا بقَدَرِ الله بعد أنْ شاركونا أعيادنا وأفراحنا وضحكاتنا سنواتٍ عديدة، فكانوا جزءاً جميلاً من ذكرياتنا التي لا تُنسى في كل عيد رحمهم الله وأسكنهم فسيح جنَاتِه. في العيدِ أقْطِفُ أشْوَاقِي وأُهْدِيهَا لِكُلِّ قَلْبٍ يُنَاجِي طَيْفَ مُهْدِيْهَا يافَرْحَة العِيْدِ طُوفِي حَوْل أفْئِدَةٍ. تَشْقَى انْتِظَاراً ومَاهَلَّتْ أمانِيهَا وإنْ كانت لي كلمة فسأُوجهها لمَنْ لديهِ أم أو أب مازالا على قَيْدِ الحياة: مهما كانت مشاغِلكم، ومهما أخذت منكم الحياة، فالعيد بجوارِهما اجمل وأبهى، والعيدُ الذي يريانه في عيونكم لا يُوازيه أيُّ عيد، واجتماع الاخوة والأخوات اليوم في وجودهما قد لا يتكرر غداً إذا غادرا دُنياكم إلى دارِ الخُلود، فقط اسعِدوهما ولاتُحْزِنوا قلوباً أحبتكم في العيد وسيُسعِدكم الله. وستذكرون ما أقول لكم يوماً لتُردِّدوا :صَدَقَت وربُّ الكعبة.. وختاماً أقول لكم كما قال الشاعِر الكريم: أهنِّئكم واحداً واحداً بِعِيدي الذي أنتمُ عِيدَهُ وهيهَاتَ لسْتُ لكم جَاحِداً وَقَلبي بِكُمْ أزْهَرَت بِيْدُهُ قبل الوداع: سألتني: مَنْ آخِر مَنْ فَقَدتِ قبل هذا العيد؟ فقُلتُ: فَقَدتُ شبيهاً لجدِّي -رحمه الله- كانت مجرَّد رؤياهُ سليماً مُعَافَى تُسعِدُني، إنَّه شقيقه الجَد عبدالله عمر باهمام الذي رَحَل في العَشْرِ الأواخر من الشهر الفضيل لاحِقاً بِرَفيق دربِهِ الذي تقدَّمه بشهور، وقدمه التي سَبَقَتهُ إلى الجِنانِ بإذنِ الله تعالى فاحتسبها دون شكوى، وعاد أدراجه إلى موطنه الحبيب ليتوفَّى بين أبنائه وأحبته ويُدفن إلى جِوار والديه رحمهم الله جميعاً وأسكنهم فسيح جناته.