في رفض محاولة الاستحواذ بسعر 85 دولاراً للسهم الواحد من خلال شركة ميردوك "فوكس القرن 21" في الاسبوع الماضي، قالت تايم وورنر إن خطتها الخاصة للنمو "متفوقة على أي اقتراح من شركة فوكس للقرن 21 التي يسمح لها وضعها بتقديمه". لم يكن ذلك من قبيل الصدفة- ان اللغة المستخدمة في الرد- جاءت على الشكل التالي: "في وضع يسمح لها بتقديمه". قال أشخاص مطلعون على المسألة بعد تقييم دفاتر حسابات فوكس، إن تايم وارنر خلصت إلى أن ميردوك سيكون في وضع غير مريح لتمويل صفقة تفوق 100 دولار للسهم الواحد. إن الشراء سيتطلب الكثير من الاقتراض الذي يمكن أن يضحي بالتصنيف الائتماني لشركة فوكس، أو استخدام الكثير من الأسهم التي في حيازة المستثمرين الحاليين مما من شأنه أن يقلل من القيمة السوقية للمجموعة، وفقاً لما قاله شخص طلب عدم الكشف عن هويته لأن المداولات حول الموضوع لا تزال خاصة. قرر مجلس إدارة شركة تايم وارنر، لاقتناعه بأن شركة وسائل الإعلام المعروفة تايم وورنر تبلغ قيمتها ما لا يقل عن 100 دولار للسهم على أساس الأرباح في المستقبل، فإنها لن تبدأ المحادثات حول الاستحواذ عند معدل أقل بكثير من هذا الرقم، وفقاً لما تقوله المصادر المطلعة. فوكس لا تخطط حالياً لتقديم عرض بأكثر من 90 دولاراً إلى 95 دولاراً للسهم، وفقا لشخص مطلع على موقف فوكس. قال دوغ كروتس، المحلل في كوين وشركاه، الذي كان يتابع صناعة وسائل الإعلام لمدة عشر سنوات، في مذكرة للعملاء أمس: "نحن لا نزال في رأي قوي من أن تايم وارنر من المرجح أن تحافظ بنجاح على"أن تقول لا فقط" مدافعة عن أي مستوى عن السعر الذي يمكن أن تأتي به فوكس بشكل معقول". ويدعم عرض تايم وارنر وكالة التصنيف الائتماني ستاندرد اند بورز. تشير تقديرات الوكالة إلى أن عرض ميردوك، البالغ من العمر 83 عاماً، يمكنه إضافة النقدية لرفع العرض ليس لأكثر من 93 دولاراً للسهم دون المخاطرة للتخفض غير المرغوب فيه في المرتبة الائتمانية للمجموعة. وقالت الوكالة إنها لم تضع حداً لمدى الارتفاع الذي يمكن لميردوك الذهاب اليه للحفاظ على مرتبته الاستثمارية. بينما موديز لخدمات المستثمرين، مع ذلك، خلصت الى أن فوكس يمكنها رفع سعرها إلى 105 دولارات للسهم- على أساس اقتراض مبالغ تصل إلى 21 مليار دولار- في حين ستبقى في المرتبة الاستثمارية التي هي عليها دون تخفيض. وقال كريس فالنتاين، وهو محلل الائتمان لستاندرد وبور في مقابلة عبر الهاتف: "من أجل الجمع بين الاثنين، سيكون من الإنصاف أن نفترض أنها يمكن أن تأخذ قدراً لا بأس به من الديون بالرفع المالي، ولكن ليس كثيرا". وأضاف ان الشركة المندمجة يمكنها أن تحمل المزيد من الديون أكثر من أي منهما منفردا. وكان سعر بقيمة 85 دولارا للسهم نقدا عرض الاسهم لشركة تايم وارنر، ومقرها نيويورك وهي مقيمة بنحو 75 مليار دولار، باستثناء الخيارات التي يمكن أن ترفع قيمة الأسهم الإجمالية إلى 80 مليار دولار. كل دولار للسهم الواحد يزيده «ميردوك» في عرضه يعني تكاليف ما يقرب من 1 مليار دولار. بعد تلقي عرض من فوكس ومقرها نيويورك في 9 حزيران يوينو، وبعد أن أمضى مجلس إدارة تايم وارنر أسابيع في تقييم العطاءات الأعلى المحتملة، لأنه يفترض أن ميردوك سيكون نشطاً وقوياً في عرضه، وفقاً للمصدر المطلع. وقال إن التحليلات المبنية على أساس مضاعف أرباح تايم وارنر، تفيد أن أي عرض من وسط الى أعلى التسعينات ينبغي رفضه على الفور. كما قرر المجلس أيضاً أن ميردوك سيكون غير مرتاح لتعزيز الرفع المالي من الديون على الشركة إلى أكثر من 4 مرات قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء، وفقا لأشخاص مطلعين على المسألة. وبناء على ذلك، حسب المجلس فإن ميردوك لا يمكنه أن يوفر عرضاً بقيمة 100 دولار للسهم أو أكثر، السعر الذي يكفي لأن يدفع تايم وارنر لبدء المحادثات. كما أن تايم وارنر أيضا لن تبيع لميردوك قبل أن تقوم أولا بفتح عملية مزاد واسعة لمعرفة ما إذا كان هناك أي من مقدمي العطاءات الآخرين، حسب المصادر المطلعة. وقال شخص مطلع على المسألة: في أي صفقة لتايم وارنر، فإن هدف فوكس هو الحفاظ على تصنيفها الائتماني من الدرجة الاستثمارية. وقال الشخص إن الشركة مستعدة لزيادة العرض الحالي مع الحفاظ على الانضباط على النفوذ والسعر. الاقتراض بما يعادل 4 اضعاف الربح الخام ليس الصفقة القاتلة، وأضاف الشخص، إذا كان تحليل دفاتر حسابات تايم وارنر يبرر ذلك. وقد تعلم مجلس إدارة تايم وارنر والمديرين التنفيذيين الدروس من شركة ايرغاز، والتي صدت لمدة عام السعي العدائي من شركة منتجات الهواء والكيماويات، للمصدر المطلع. ثم سحبت منتجات الهواء عرضها بعد محاولتها التمسك، بعد قيام قاض في ديلاوير بتأييد وجود السم في حبوب منع حمل موردي الشركة. قام مجلس تايم وارنر هذا الأسبوع بتغيير اللوائح الداخلية لإلغاء حق المساهمين في الدعوة لعقد اجتماع خاص. هذا التحرك يؤخر أي جهد من قبل فوكس ليحل محل مجلس إدارة الشركة حتى الاجتماع السنوي القادم، والذي عادة ما يقام في يونيو حزيران. كما تدرس تايم وارنر أيضا ما إذا كانت ستعتمد حبة السم (أي الإجراء الذي يحول دون إتمام عملية الاستحواذ)، وفقا لشخصين مطلعين على المسألة. وقال بيل كافالير، وهو استراتيجي في شركة أوليف تري للأوراق المالية في نيويورك في مقابلة: "مجلس إدارة تايم وارنر هو الآن في السيطرة على العملية، وليس المساهمون". وقال كافالير: "فوكس تحتاج لأن تبين أنها على استعداد لدفع علاوة كبيرة، وهذا الشيء في خانة سعر السهم من 3 خانات (أي أكثر من 100 دولار للسهم الواحد)، للحصول على اهتمام مجلس الإدارة واهتمام جيف بيوكس، الرئيس التنفيذي. ما الذي تراه في السوق؟ هو توقع ذلك، إذا كان لهذا أن يستمر، فالعرض سيكون قريباً جداً من 100 دولار للسهم الواحد. هذا هو السيناريو الأساسي. أما الذين يرون أن السعر ينبغي أن يكون مرتفعاً فإنهم يعتقدون أن السعر المناسب هو أكثر من 100 دولار ". جدير بالذكر أن مجموعة تايم وارنر هي الشركة المالكة لكل من سي أن أن، و أتش بي أو(HBO) و وارنر براذرز.