أجلت الولاياتالمتحدة السبت كل الموظفين من سفارتها في ليبيا بسبب القتال العنيف في العاصمة طرابلس، كما أعلن مسؤولون أمريكيون. ورغم أن السفارة كانت تعمل بعدد محدود من الموظفين غادر الفريق المتبقي برًا إلى تونس بعد ساعات على تحذير الحكومة الليبية الجمعة من «انهيار الدولة» مع استمرار المعارك بين مجموعات مسلحة تتنافس من أجل السيطرة على مطار طرابلس لليوم الثالث عشر على التوالي. وقالت مساعدة المتحدث باسم الخارجية الأمريكي ماري هارف في بيان: «نظرًا لاستمرار العنف الناجم عن اشتباكات بين مجموعات مسلحة ليبية قرب السفارة الأمريكية في طرابلس، قمنا موقتًا بنقل كل موظفينا خارج ليبيا». وأضافت هارف «نحن ملتزمون بدعم الشعب الليبي في هذه الأوقات الصعبة، وندرس حاليًا خيارات لعودة دائمة إلى طرابلس فور تحسن الوضع الأمني على الأرض». وتابعت هارف إنه في الوقت نفسه «سيعمل الموظفون من واشنطن ومراكز أخرى في المنطقة». كما أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرًا إلى الأمريكيين من السفر إلى ليبيا وحثت كل المتواجدين في هذا البلد إلى «الرحيل فورًا». واندلعت معارك جديدة الجمعة بين مجموعات مسلحة ليبية متنافسة من أجل السيطرة على مطار طرابلس الذي يتعرض لقصف منذ 13 يومًا ما أدى إلى اضطراب حركة الملاحة الجوية. وقالت هارف: «للأسف اضطررنا لاتخاذ هذه الخطوة؛ لأن موقع سفارتنا قريب جدًا من أماكن القتال الكثيف وأعمال العنف المستمرة بين فصائل ليبية مسلحة». وأكدت أن موظفي السفارة غادروا برًا، ووصلوا إلى تونس في وقت مبكر السبت، «وسيغادرون من هناك». وكانت الحكومة الليبية دعت الجمعة في بيان مجددًا إلى وقف المعارك محذرة من خطر «انهيار الدولة». ومطار طرابلس الدولي مغلق منذ بدء المعارك في 13 يوليو، وخلفت المعارك 47 قتيلًا و120 جريحًا بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة. واندلعت هذه المواجهات الأعنف في طرابلس منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011 بعد هجوم لمجموعة مسلحة إسلامية من مدينة مصراتة (200 كلم شرق العاصمة) حاولت طرد مجموعة مسلحة من الزنتان من المطار.