يشهد المسجد الحرام على مدار الأربع والعشرين ساعة مشروعات جبارة وتوسعات تاريخية يأتي في مقدمتها توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التاريخية، ومشروع رفع الطاقة الاستيعابية للمطاف الى 105 آلاف طائف في الساعة الواحدة في نهاية 1436ه. ويقوم المشروع على إعادة ترتيب الحرم القديم والتوسعة السعودية الأولى ليتماشى مع توزيع أعمدة الدور الأرضي والبدروم بنسبة 30% وتخفيض عدد اعمدة الدور الأول بنسبة 75% ليكون إجمالي تخفيض عدد أعمدة الحرم 44%، مما يمنح الطائفين شعوراً واضحا بالسعة والراحة أثناء الطواف. ويتضمن المشروع إعادة إنشاء الحرم القديم والتوسعة السعودية الأولى، وتوسعة المنطقة المحاذية للمسعى لتصبح 50 متراً بدلاً من 20 متراً بدور السطح وبذلك يتم حل مشكلة الاختناق التي كان يوجهها الطائفون في تلك المنطقة، كما يتضمن المشروع إعادة تأهيل المنطقة بين الحرم الحالي والتوسعة السعودية الثالثة مع إنشاء جسور للربط بينهما في مناسيب الدور الأول والسطح، وتحقيق الارتباط المباشر لبدروم التوسعة الثانية وكذلك المسعى ليصبح بكامل عرض المبنى الجديد مما يحقق الارتباط والاتصال البصري بالكعبة المشرفة. وللحفاظ على الإرث التاريخي لعمارة الحرم الشريف بدأت أعمال التوثيق بكافة أشكاله باستخدام أحدث التقنيات لتوثيق أدق التفاصيل تمهيداً لإعادة بناء الأروقة القديمة باستخدام العناصر المعمارية التاريخية نفسها بشكل يتناسب مع التخطيط الجديد ويتم تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل، خلال ثلاث سنوات، حيث بدأ العمل في شهر محرم من عام 1434ه وتمت إزالة الجزء الأول من المباني، وتنفيذ اعمال الإنشاء لهذه المرحلة مما أدى إلى انخفاض ملحوظ بالطاقة الاستيعابية للمطاف من 48 ألف إلى 22 ألف طائف في الساعة، وتم الانتهاء من أعمال البناء وتركيب الجسور الرابطة للدور الأول من المسجد الحرام بصحن الطواف المعلق والمتكون من مدخلين رئيسي وفرعي، إضافة إلى مخرج طوارئ يستخدم عند الحاجة، ويحتوي على مخارج مباشرة إلى البوابات في اتجاه باب الملك عبدالعزيز وباب العمرة، والأخرى تؤدي مباشرة إلى المسعى. ومن أجل الاعتناء بالطائفين من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة قامت الرئاسة العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بإنشاء جسر لطواف ذوي الاحتياجات الخاصة على شكل حلقة دائرية تحاذي الرواق القديم بعرض 12 مترا وارتفاع 13 مترا لفصل حركة عربات ذوي الاحتياجات الخاصة عن حركة الطائفين في صحن الطواف طيلة مدة تنفيذ مشروع رفع الطاقة الاستيعابية للمطاف، بسبب انقطاع حلقة الطواف في الأروقة بسبب أعمال الإزالة التي تقتضيها مراحل تنفيذ المشروع وتبلغ طاقته الاستيعابية ألفا وسبعمائة عربة في الساعة. ويتكون المطاف المؤقت من طابقين متعامدين يرتبط احدهما بأروقة الدور الأرضي والآخر بالدور الأول الذي سيخصص لطواف ذوي الحاجات الخاصة وحركة المشاة في أروقة الدور الأرضي، وربطه بمسار سعي ذوي الاحتياجات الخاصة في ميزاني الدور الأرضي حفاظا على سلامتهم وتسهيلا لأداء النسك. وتبلغ المساحة الإجمالية للمشروع 160 ألف متر مربع، كما تضمن إعادة صياغة لتوزيع أعمدة الحرم القديم من الجهة الشرقية والشمالية والغربية والجنوبية بما يتماشى مع توزيع الأعمدة المقترح لتوسعة المطاف بحيث يتكامل معها ولا تتعارض مع مسارات الدخول والخروج من وإلى صحن المطاف، مع معالجة فرق المنسوب الحالي بحيث يصبح الرواق في نفس منسوب الصحن آخذا في الاعتبار الحفاظ على تراث المسجد الحرام، ويوفر المشروع مسطحات داخلية للصلاة والطواف تتسع لحوالي 260 ألف مصل أو 105 آلاف طائف في كل ساعة.