حفلت المباريات النهائية للنسخ ال19 السابقة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم بالندية والإثارة والتشويق، ولعل أبرزها وأكثرها رسوخا في الاذهان تلك التي شهدتها نسخ 1954 و1966 و1970 و1986 و2006. وهنا أقوى لحظات هذه المباريات النهائية: معجزة بيرن 1 1954 الألمان يبخرون أحلام المجريين أصبح نهائي 1954 معروفا باسم «معجزة بيرن». لم يكن يساور اشد المتشائمين بأن المجر ستخرج خاسرة امام المانيا الغربية في المباراة النهائية وتفشل في احراز باكورة ألقابها العالمية، خصوصا ان المنتخب لم يعرف طعم الهزيمة في 33 مباراة حيث فاز في 27 وتعادل في 6 في العاميين الماضيين اشهرها الانتصار التاريخي على انجلترا مهد الكرة 6-3 في عقر دارها ملعب ويمبلي، وهي كانت الهزيمة الاولى لها في هذه القلعة. اضف الى ذلك ان المنتخبين التقيا في الدور الاول وأسفر لقاؤهما عن فوز كاسح للمجر 8-3. أقيمت المباراة في جو ماطر وحضرها نحو 60 الف متفرج بينهم 15 الف الماني. وحام الشك قبل بداية المباراة حول مشاركة بوشكاش المصاب لكن المدرب قرر المغامرة وأشركه اساسيا. تقدمت المجر 2-صفر في مدى 8 دقائق عبر بوشكاش (5) وتشيبور (8)، بيد ان المانيا ردت بثنائية في مدى 10 دقائق عبر مورلوك (10) وران (18) قبل ان يضيف الاخير هدف الفوز في الدقيقة 84. خسر المجريون اول مباراة لهم في ست سنوات، المباراة التي كانت ستمنحهم اغلى لقب عالمي. هيرست 2 1966 هاتريك هيرست يمنح الانجليز اللقب الاول والاخير بلغت الاثارة ذروتها في نهائي مونديال 1966 على ملعب ويمبلي وامام 100 الف متفرج. وكان التاريخ يقف الى جانب انجلترا لأنها لم تخسر امام منافستها في تاريخ لقاءاتهم على مدى 65 عاما، منذ المباراة الاولى بينهما عام 1901 التي انتهت بفوز ساحق للانجليز 12-صفر. وفوجئت انجلترا بهدف مبكر هز شباك حارس مرماها الشهير جوردون بانكس سجله الالماني هالر (12)، لكن هذا الهدف لم يثر الرعب في صفوف الانجليز فحافظوا على رباطة جأشهم وردوا على الهدف الالماني بهدف سجله جف هيرست (18)، ثم منحها بيترز هدف التقدم قبل 12 دقيقة من نهاية الوقت الاصلي؛ فتنفس الانجليز الصعداء وخيل اليهم ان كأس العالم قد باتت في متناولهم لكن فيبر أحبط أمالهم بإحرازه هدف التعادل في الوقت بدل الضائع. بيليه 3 1970 البرازيل تستعرض أمام الدفاع الإيطالي اعتبرت المباراة احدى اجمل المباريات النهائية منذ انطلاق المسابقة عام 1930 في الاوروجواي. واتخذت المباراة اهمية خاصة لان الفائز بها كان سيحتفظ بكأس العالم الى الابد، ذلك بعد فوز ايطاليا بها عامي 34 و38 والبرازيل مرتين ايضا عامي 58 و62. وكانت المواجهة مرتقبة بين منتخب برازيلي لا يعرف سوى الهجوم طريقة لترجمة الفنيات العالية التي يتمتع بها لاعبوه وعلى رأسهم «الجوهرة السوداء» بيليه وريفيلينو وجيرسون وكارلوس البرتو الذين كان في استطاعتهم تسجيل الاهداف من زوايا ضيقة ومستحيلة، وبين منتخب ايطالي يعتمد اسلوب الدفاع الذي كان يعرف باسم كاتناتشيو. افتتحت البرازيل التسجيل عبر بيليه في الدقيقة 17، لكن ايطاليا ادركت التعادل بعد 20 دقيقة عبر بونينسينيا من هجمة مرتدة. مارادونا 4 1986 لحظة تتويج مارادونا نهائي مثير جمع العملاقين الارجنتيني والالماني على ملعب الازتيك. وضع مدرب المانيا انذاك القيصر فرانتس بكنباور خطة محكمة لمراقبة مارادونا، وأوكل الى لوثار ماتيوس ان يبقى الى جانبه كظله. وقام ماتيوس بواجبه على اكمل وجه في الدقائق العشرين الاولى وساعده في مهمته قلب الدفاع كارل هاينتس فورستر. وبالفعل لم يسجل مارادونا الهدف الاول ولم يمرر حتى الكرة التي جاء منها. وافتتح التسجيل المدافع خوسيه لويس براون (23). وعلى الرغم من المراقبة اللصيقة التي فرضت على مارادونا فإنه اظهر علو كعبه وبعض اللمحات الفنية واضطر الالمان الى استعمال الخشونة معه في بعض الاحيان لوقفه. وفي الدقيقة 56 تمكن مارادونا من الافلات من الرقابة ومرر كرة امامية رائعة باتجاه فالدانو الذي انفرد بشوماخر وأودع الكرة زاحفة بذكاء على يساره مسجلا الهدف الثاني ليمهد الطريق امام بلاده نحو اللقب. لكن الالمان الذين لا يستسلمون بسهولة نجحوا أولا في تقليص الفارق عبر رومينيجه وأدركوا التعادل بعد 9 دقائق بواسطة فولر. لم ينل الهدف الالماني الثاني من عزيمة الارجنتينيين ونجح مارادونا في الاستدارة على نفسه في وسط الملعب قبل ان يلمح بوروتشاجا فمرر اليه كرة رائعة كسر فيها الاخير مصيدة التسلل وانفرد بالحارس الالماني ليسجل الهدف الثالث لمنتخب بلاده قبل نهاية المباراة باربع دقائق. زيدان 5 2006 زيدان فقد صوابه..!! بدا المونديال الالماني مثاليا للنجم الفرنسي زين الدين زيدان لانهاء مسيرته الدولية على اكمل وجه متوجا بلقب ثان في كأس العالم بعد الاول عام 1998. وبدأت المباراة بأفضل طريقة ممكنة للفرنسيين الذين افتتحوا التسجيل عبر زيدان من ركلة جزاء (17)، لكن المدافع الصلب ماتيراتزي ادرك التعادل (19) الذي استمر طيلة الوقت الاصلي ليحتكم المنتخبان الى التمديد حيث استفز ماتيراتزي زيدان ل«ينطحه» الاخير ويخرج بالبطاقة الحمراء. لم تتغير النتيجة في الوقت الاضافي فكانت ركلات الترجيح الحاسمة لتحديد البطل فابتسمت للايطاليين الذين اعادوا صياغة التاريخ بعد 12 عاما وتوجوا باللقب العالمي للمرة الرابعة في تاريخهم.