هو شهر الغنائم والصفقات الانسانية والايمانية، فيه نخطط ونرسم الهدف العالي والراقي، فيه نجعل قوله تعالى (قد افلح من زكاها) نبراسا نهتدي به ونعمل بمقتضى ما أُنزل به القرآن.. فيكون هذا الشهر الكريم محطة تغيير لاشخاصنا بتغيير افكارنا وتجديد نشاطنا وتطوير انفسنا.. ويكون هذا الشهر الكريم محطة للاستزادة والاستفاضة من وجوه الخير بشتى ضروبه واطنابه وما اكثرها في باقي شهور السنة ولكنها تجتمع وتتعاظم وتتضاعف في هذا الشهر الكريم.. قلوب تتطهر.. اعمال تستقيم.. وجوه تعلوها الابتسامة.. انفس تتفهم ماهية عظم الامانة الملقاة على عاتقها وتبرأ الى الله ان تكون مثل غيرها الضعفاء وما أكثرهم ممن تهربوا من استحقاقات انفسهم واهليهم وبقية محتمعهم!!! فلا لانفسهم قدموا وغيروا ولا كانوا اداة تنبري لتغيير مجتمعهم عوضا عن انهم ادوات مُحبطة وطاقات سلبية ومعاول هدم وألسن تتطاول وشكوك عكسية وظنون سيئة ووجوه ممتعضة!!! فلا وربك كيف يمر علينا شهر الرحمة والمغفرة والرب يدعونا فيه دعوة صريحة لا استصعاب لفهم هدفها ولا اعوجاج في تلقيها ولا مناص وفرار من الانقضاض عليها والعض عليها بالنواجذ ليسير فهمها وصراحة مبتغاها وهاهو منهج التغيير والنجاح بين ايدينا وبلغتنا وبمتناول افهامنا لا صعوبة فيه لاغتنام هذه الفرص في شهر الفرص المتعددة واليسيرة، وفي كل آية من كتاب الله لمحات وشذرات وايحاءات ودعوات صريحة لانتشال انفسنا مما ابتلينا به من ذنوب وآفات واستمالات للباطل وميل للهوى والشهوات.. أفلا بادرنا للاخذ بالدعوة الصريحة للنبي (يحىى) وأخذنا الكتاب بقوة؟ فلا الايام تعود ولا الصحة تبقى ولا العقل يستمر بل (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام).. ربنا آت نفوسنا تقواها وزكها فأنت خير من زكاها وانت وليها ومولاها..