والدي العزيز: لي عندك عتاب كبير، عتاب يوازي حبي لك وتعلقي بك، والدي العزيز، كم دائماً أشتاق لرؤيتك والجلوس معك، وكم دائماً أفرح وأسعد وأنت ترشدني وتعطيني النصائح والتوجيهات، ألمس في عينيك حبا كبيرا، وأشعر بنبضات قلبك تعبر عن قلقها عندما أواجه متاعب ما في حياتي، وأشعر بنبضات قلبك أيضاً وهي تعبر عن فرحه الشديد عندما أفعل ما يرضيك ويسعدك، معك أشعر وكأن العالم كله يدور حولي، وأشعر أنني محاط بكم من الاهتمام والعناية يجعلني دائماً اشعر بقيمة الأمن والأمان. والدي العزيز كل ما تفعله معي جميل، هناك شيء واحد أشعر بالغصة عندما أراه، سيجارة تمسكها ودخان تنفثه، عندما تمسك السيجارة أشعر وكأنني أفتقد حبك ورعايتك في تلك اللحظات، أشعر وكأن السيجارة تأسرك وتقيدك وتحول بينك وبيني، أشعر وكأنك تتخلي عن مشاعرك الجميلة نحوي في لحظة مؤلمة، والدي العزيز أنت تطلب مني دائماً أن أفعل كل ما يرضيك، تطلب مني أن أذاكر دروسي، تطلب مني أن أعتني بصحتي، تطلب مني أن أحافظ على صلاتي، أشعر أنك تريد دائماً أن تفخر بي، إذن يا أبي لماذا هذه السيجارة، لماذا تريد أن تراني دائماً في أتم صحة وتهدر أنت صحتك بكل سهولة. والدي العزيز، أنا أريدك دائماً معي في أتم صحة، لأن الطريق طويل، وأنا أحتاجك بجانبي، لماذا تصر على إيذاء نفسك وإيذائنا معك، لماذا تصر على التفريط في الصحة التي منحك الله إياها؟ لماذا تنفق أموالاً في نار تحرق صدرك وصدورنا؟ لماذا لا تنفق هذه الأموال في أشياء جميلة تنفعك وتنفعنا، والدي العزيز لقد عرفت أن التدخين فعل لا يرضاه الله عز وجل، لأن الله ائتمنك في جسدك وأنت مصر على عدم الوفاء بالأمانة، إنني أشعر بالأسى وأنا أراك دوماً تفرط في هذه الأمانة، والدي أرجوك اقرأ ما يكتبونه عن أضرار هذه العادة القاتلة، والدي العزيز، السعال الذي أسمعه في الصباح والمساء يجعلني أشعر أنني أفتقدك رويداً رويداً، والدي العزيز نبضات قلبك التي تشاركني أفراحي وأحزاني أريدها دائماً نبضات صحيحة وليست عليلة، لا أريدها أن تخفت، لا أريدها أن تتوقف، لا أريدها أن تموت. والدي العزيز هل ستشعر بالسعادة عندما أكبر وتراني ممسكاً بهذه السيجارة الملعونة، إذا حدث ذلك فأنا أحملك أنت هذه المسؤولية، لأنني فتحت عيناي وأنا أراك مدمناً لها، أرجوك يا والدي لا تدفعني للسير في نفس الطريق، لا تؤذني بيديك، لا تخلق لدى رغبة في تجربة ما تفعله أنت. والدي أرجوك ابق معي ودوداً حنوناً جميلاً، اتركها والدي أرجوك، أخرجها من حياتك وحياتنا، والدي أنا أفعل كل ما بوسعي حتى أرضيك وأسعدك.. ارضِ الله وارضني، أسعدني واترك هذه السيجارة الملعونة، اتركها الآن يا أبي. وعندما تشتاق إليها يا والدي ضمني إلى صدرك ولا تتخلى عني، وحينها سترى في عيني فرحة تغنيك عنها، وستسمع دقات قلبي الصغير تعلن سعادتها بأب لم يعد أسيرا. ابنك المحب